عقوبات على أسطول الظل.. هل يُحاصر الغرب صادرات النفط الروسية؟
عقوبات على أسطول الظل.. هل يُحاصر الغرب صادرات النفط الروسية؟
في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلنت بريطانيا فرض أكبر حزمة عقوبات على ما يُعرف بـ"أسطول الظل" الروسي، مستهدفة 30 سفينة يُعتقد أنها تستخدم للتحايل على العقوبات الغربية المفروضة على صادرات النفط الروسية.
تأتي هذه الخطوة ضمن الجهود الغربية المتواصلة لدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، حيث تدعو لندن حلفاءها في مجموعة السبع إلى تعزيز إمدادات المعدات العسكرية لأوكرانيا خلال فصل الشتاء الحاسم، وفي ظل استمرار الصراع، تشير لندن إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يظهر أي رغبة في إنهاء الحرب عبر التفاوض؛ مما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي.
*"أسطول الظل" تحت المراقبة*
أعلنت الحكومة البريطانية، أن العقوبات الجديدة تستهدف بشكل مباشر 30 سفينة تابعة لـ"أسطول الظل"، وهو مصطلح يشير إلى السفن التي تعتمدها روسيا للالتفاف على القيود الغربية المفروضة على النفط.
وتعتبر هذه السفن محورًا حيويًا في تمويل الحرب الروسية عبر تسهيل تصدير النفط بطريقة غير قانونية، ما يمثل تحديًا كبيرًا أمام محاولات كبح الاقتصاد الروسي.
وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أكد أن هذه الحزمة تُعد الأكبر من نوعها، وتأتي استجابة لدعوات أوكرانية متكررة لتضييق الخناق على الموارد الروسية التي تُستخدم لدعم العمليات العسكرية.
وأشار إلى أهمية توحيد الجهود مع الحلفاء لضمان أن أوكرانيا تتمتع بأفضل وضعية ممكنة للدفاع عن نفسها خلال الشتاء المقبل.
*ضغط متزايد على موسكو*
العقوبات الجديدة تعكس تحولًا استراتيجيًا في تكتيكات الغرب لمواجهة روسيا، بينما تستهدف العقوبات الاقتصادية التقليدية القطاع المصرفي والطاقة، فإن التركيز على "أسطول الظل" يهدف إلى سد الثغرات التي تعتمدها موسكو لتجاوز العقوبات.
ويشير مراقبون، أن هذه الخطوة قد تحد من قدرة روسيا على استخدام صادرات النفط لتمويل الحرب، لكنها قد تؤدي أيضًا إلى تصعيد التوترات بين موسكو والغرب.
تتزامن هذه الخطوة مع دعوة بريطانيا لدول مجموعة السبع لمواصلة دعم أوكرانيا بالمعدات العسكرية اللازمة، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء الذي يمكن أن يكون حاسمًا في مجريات الصراع.
*بوتين يرفض التفاوض*
في سياق متصل، صرّح لامي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقدم أي إشارة على استعداده للدخول في مفاوضات لوقف الحرب، مما يعزز الموقف البريطاني الداعي إلى تشديد الضغط على موسكو.
وقال لامي: إن "استمرار بوتين في التصعيد العسكري يجعل أي حل دبلوماسي بعيد المنال، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي العمل بحزم على جميع المستويات".
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه المخاوف من طول أمد الصراع، خاصة مع دخول الشتاء الذي قد يُعقد العمليات العسكرية ويزيد من معاناة المدنيين في المناطق المتنازع عليها.
*ردود فعل دولية*
العقوبات البريطانية قوبلت بإشادة من قبل أوكرانيا، حيث عبّر المسؤولون الأوكرانيون عن امتنانهم للدعم المستمر من لندن، واعتبروا أن هذه الإجراءات ستضعف قدرة روسيا على مواصلة الحرب.
من جهتها، حذرت موسكو من أن العقوبات الجديدة لن تمر دون رد، معتبرة أنها جزء من "حرب اقتصادية" يشنها الغرب ضد روسيا.
محللون أشاروا، أن العقوبات قد تؤدي إلى تصعيد دبلوماسي واقتصادي بين روسيا وبريطانيا، خصوصًا إذا استمرت السفن المستهدفة في العمل بطرق ملتوية لتجاوز القيود المفروضة.