محاصرة الإرهاب.. تحركات فرنسية لتجميد جمعيات ومنظمات الإخوان
تتحرك فرنسا لتجميد جمعيات ومنظمات الإخوان
وجه مثقفون وسياسيون وناشطون مدنيون في فرنسا، مؤخرا، رسالة مفتوحة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، لأجل مطالبته بحظر تنظيم محسوب على حركة "الإخوان" المتطرفة داخل فرنسا، في مسعى إلى تطويق خطاب الكراهية الذي تروجه، إذ اعتبروا أن محاربة الإسلاموية هي ليست محاربة الشبكات الإرهابية فقط، بل أيضا محاربة الأيديولوجية التي تغذيها، والمسؤول عنها حركة الإخوان، واعتبروا أن اتحاد المنظمات الإسلامي بفرنسا سابقا والذي أصبح اسمه "مسلمي فرنسا" وهو فرع لهذا التنظيم العابر للجغرافيا الذي كان تأسس في مصر قبل عقود، ثم أوضحت ارتباطه بمعاداة الغرب وما يسمى بـ"الجهاد" و"الفكر الشمولي".
مواجهة الإخوان
ويعتبر مناقشة مثقفي وسياسيي أوروبا لقضايا المسلمين في أوروبا وإمكانية استغلال بعض الجهات الخارجية أو الداخلية للأيديولوجية الإسلامية من أجل تحريض للقيام بأعمال عنف، دائما ما تصل إلى ذروتها بعد أي عمل إرهابي يقوم به متطرفون باسم الإسلام.
دراسة للمركز الفرنسي للبحوث والدراسات الدولية أكدت أن هناك أطرافا غير معنية في تحسين حياة مسلمي أوروبا، كما أنهما لا يشاركون مخاوفهم وأولوياتهم وقيمهم. وفي الحقيقة أن العديد من المسلمين الأوروبيين فروا من هذه البلدان بحثًا عن مأوى في أوروبا وآخر شيء يحتاجونه هو مشورة من القوى الأجنبية.
ولفتت الدراسة أنه من المتوقع أن تتخذ دول أوروبية ومن ضمنها فرنسا إجراءات جديدة ضد عدد من الجمعيات بعد التدقيق فيها، في انتظار مشروع قانون ضد التطرف الإسلاموي من شأنه أن يوسع نطاق أسباب حل الجمعيات واتخذت إجراءات لمراقبة “دعاية التطرف”.
استهداف الأيديولوجيا
تغيرت طبيعة الظاهرة الإرهابية داخل أوروبا في السنوات الأخيرة، فبعدما كانت العمليات الارهابية التي تحدث داخل أوروبا مصدرها أفراد متطرفون أجانب تمكنوا من الوصول إلى الأراضي الأوروبية بهدف تنفيذ هجمات إرهابية، وذلك بعد انسحاب السوفييت من أفغانستان، وانتهت مهمة الجهاديين الأفغان، وبدأ الكثير منهم بالعودة إلى بلدانهم الأصلية أو طلب اللجوء في بعض الدول الأوروبية، أعادوا تفعيل أنشطتهم الإرهابية داخل أوروبا ضمن تنظيمات إرهابية دولية، لكن في السنوات الأخيرة المسألة تطورت وأصبح الإرهاب في أوروبا "محليا" بسبب عدة ظروف من بينها:
نشأة أبناء المقاتلين ممن لجؤوا إلى أوروبا، أو من تتلمذ على أيديهم، وأصبح العديد منهم فيما بعد مواطنين أوروبيين في إطار التسهيلات القانونية التي تمنحها، لكنهم غير أصليين، لا سيما وأن العوامل الاجتماعية والثقافية الدينية التي يتلقاها المواطنون غير الأصليين مختلفة عن تلك التي تواكب نشأة الأوروبي الأصلي.
تغلغل الجمعيات الإخوانية
وتقول الدكتورة عقيلة دبيشى ، مدير المركز الفرنسي للبحوث والدراسات الدولية إنه زاد تغلغل تلك الجمعيات والتنظيمات الدينية، تحت غطاء جمعيات خيرية مع ازدياد موجات الهجرة واللجوء لأوروبا تحت إطار “حقوق الإنسان والحريات المدنية والسياسية، لكن العديد من تلك الجمعيات كانت في حقيقة الأمر تقوم بنشر أيديولوجيا متشددة وتقوم بأنشطة كالدعاية والتدريب والتجنيد الإرهابي، وهذا ما تمكنت من كشفه أجهزة الأمن والاستخبارات الأوروبية، مثل تفكيك وغلق جمعيات دينية وخيرية تبين أنها تابعة لحركة الإخوان المسلمين، تتلقى إعانات ومساعدات مالية خارجية وتستغل الأراضي والقوانين.
ولفتت أن المتتبع لجذور منفذي الهجمات الأخيرة والسابقة التي وقعت في باريس منذ عام 2015، سيصل إلى نتيجة لا محالة أن الكثير من منفذي تلك الهجمات تلقوا أفكار الكراهية داخل جمعيات أو مؤسسات دينية مدعومة بشكل غير مباشر من قبل جهات مانحة في منطقة الخليج العربي، والمقبولة من قبل تركيا - بلد عبور الجهاديين إلى أوروبا، وعلاوة على ذلك، عمل هؤلاء الجهاديون في المجتمعات المتعاطفة معهم تستقبل أيضا أفكارا مماثلة من تلك الجهات.