الإخوان وإسرائيل.. تحالفات خفية ومخططات لتدمير المنطقة
الإخوان وإسرائيل.. تحالفات خفية ومخططات لتدمير المنطقة
على الرغم من التصريحات المتناقضة التي قد يعلنها البعض عن علاقات جماعة الإخوان مع إسرائيل، فإن التاريخ السياسي والتكتيكي لهذه الجماعة يكشف عن تداخلات معقدة، ما يجعل العلاقة بين الطرفين موضوعًا شائكًا في هذا التقرير، سنسلط الضوء على جوانب من هذه العلاقة، وكيفية تأثيرها على الأمن الإقليمي ومستقبل المنطقة العربية.
الإخوان المسلمون.. خلفية وأهداف
تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 على يد حسن البنا بهدف إقامة دولة إسلامية وفقًا لما وصفوه بالشريعة الإسلامية.
منذ نشأتها، سعت الجماعة إلى التأثير في السياسة العربية والإسلامية، واستطاعت تكوين شبكة واسعة من الجماعات والمنظمات في مختلف الدول العربية.
تميزت الجماعة بتوظيف الدين لتحقيق أهداف سياسية، وقد واجهت صراعات مع الحكومات العربية المختلفة نظرًا لرفضها للنظم الحاكمة التي كانت تصنفها بأنها علمانية أو غير إسلامية.
الإخوان وإسرائيل.. بداية العلاقة
على الرغم من العداء المعلن بين الإخوان وإسرائيل من حيث المبدأ، حيث كان التصريح الأولي للجماعة يشير إلى أن الكيان الصهيوني يمثل تهديدًا للأمة الإسلامية، إلا أن هناك دلائل على أن هناك تفاهمات غير مباشرة بين الطرفين، خصوصًا في فترات معينة من التاريخ.
أثناء حكم الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، الذي كان ينتمي إلى جماعة الإخوان، تم تفعيل العديد من القنوات السرية بين الإخوان وإسرائيل ففي بعض الأحيان، كانت إسرائيل تتعاون مع الإخوان في بعض الملفات الأمنية، مثل قضايا غزة والمفاوضات غير المباشرة.
على الرغم من أن هذه العلاقات قد لا تكون علنية أو رسمية، فإن بعض المحللين يرون أنها كانت جزءًا من محاولات استغلال الفراغات السياسية في المنطقة.
مخططات الإخوان لتدمير المنطقة:
يُتهم الإخوان في بعض الأوساط بمحاولة استغلال الاضطرابات السياسية في الدول العربية لتحقيق أهدافهم الطائفية والسياسية، بما يهدد استقرار المنطقة. هذا التوجه يتجسد في عدة جوانب:
الاستفادة من الفوضى: منذ أحداث "الربيع العربي" في 2011، حاولت جماعة الإخوان المسلمين استغلال الفوضى التي نشأت في بعض الدول العربية لتحقيق طموحاتهم السياسية.
حيث كان البعض يعتقد أن الجماعة تسعى إلى تقويض الأنظمة العربية التقليدية لصالح تشكيل أنظمة إسلامية تحت سيطرتهم.
تقويض الدولة الوطنية: في بعض الحالات، كان للإخوان دور في تأجيج الصراعات الداخلية في الدول العربية، كما هو الحال في مصر وسوريا وليبيا واليمن.
يعتقد البعض أن هذه الجماعة تسعى إلى تقويض مفهوم الدولة الوطنية الحديثة لصالح إقامة نظام سياسي يعكس رؤاها الأيديولوجية.
الاستفادة من التطبيع العربي الإسرائيلي: في السنوات الأخيرة، وبعد اتفاقات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل (مثل الإمارات والبحرين)، بدأ بعض المحللين يرون أن الإخوان قد يتخذون مواقف أكثر مرونة حيال إسرائيل، في محاولة لتوظيف هذا التطبيع لصالحهم.
قد يتطلب ذلك منهم التنازل عن بعض المواقف التقليدية ضد الكيان الإسرائيلي.
في الوقت الذي تتبنى فيه جماعة الإخوان خطابًا معاديًا لإسرائيل بشكل رسمي، يلاحظ المحللون السياسيون أن الجماعة قد تكون مستعدة للتوصل إلى صفقات أو تفاهمات سرية مع إسرائيل في سبيل ضمان بقائها في الساحة السياسية. هذا التناقض بين الخطاب الأيديولوجي والمواقف السياسية قد يزعزع الثقة في قدرة الجماعة على الوفاء بتعهداتها في حال توليها الحكم في أي دولة عربية.
إبراهيم ربيع يهاجم جماعة الإخوان المسلمين ويكشف عن تحالفات مشبوهة مع إسرائيل
فيما هاجم الباحث والمحلل السياسي إبراهيم ربيع جماعة الإخوان المسلمين، مُتهمًا إياها باتباع "استراتيجية مزدوجة" تهدد أمن واستقرار المنطقة وأكد ربيع في تصريحاته للعرب مباشر أن الجماعة تدعي في العلن مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي، لكن "الحقائق على الأرض" تكشف عن استعدادها للتفاوض أو عقد صفقات سرية مع إسرائيل إذا كانت تحقق مصالحها السياسية والأمنية.
وأشار ربيع، أن الإخوان استغلوا الفوضى السياسية التي أعقبت "الربيع العربي" لصالحهم، وأنهم يسعون إلى تقويض الأنظمة الوطنية في الدول العربية من أجل توسيع نفوذهم، مؤكدًا أن هذا التوجه قد يفتح المجال لِما وصفه بـ"التحالفات المشبوهة" مع إسرائيل.
وأضاف ربيع: "بينما يرفع الإخوان شعار المقاومة، فإن ممارساتهم على الأرض تكشف عن نوايا أخرى قد تكون بعيدة عن مصلحة الأمة العربية. يجب على الدول العربية أن تكون في حالة من اليقظة التامة وأن ترفض أي تحالفات مع هذه الجماعة أو مع إسرائيل تهدد استقرار المنطقة".
وطالب ربيع القوى الوطنية في المنطقة بالتصدي لهذا التوجه السياسي، مشددًا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف العربي والعمل على حماية الأمن الإقليمي من "الاستغلال السياسي الضار" الذي تقوم به جماعة الإخوان.