أولى أزمات الحكومة الجديدة.. الكهرباء تؤخر جلسة الثقة وسط إحباط اللبنانيين

في أولي الأزمات التي واجهتها الحكومة اللبنانية هي ازمة الكهرباء

أولى أزمات الحكومة الجديدة.. الكهرباء تؤخر جلسة الثقة وسط إحباط اللبنانيين
صورة أرشيفية

مثلت حكومة نجيب ميقاتي أمام البرلمان، اليوم الاثنين، لنيل ثقته، حيث أنجزت الحكومة بيانها الوزاري بسرعة قياسية، إلا أن انقطاع الكهرباء تسبب في تأخير الجلسة لأكثر من 40 دقيقة.

ووفقا لوسائل الإعلام المحلي، عادت جلسة مجلس النواب وانعقدت في قصر الأونسكو، بعدما تم تأمين مادة المازوت للمولدات التابعة للمبنى من قبل شركة "الأمانة"، الموكل إليها مهمة توزيع النفط الإيراني في لبنان.

وقال موقع "لبنان 24": إن التيار الكهربائي عاد إلى قصر الأونيسكو، وافتتح رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة منح الثقة للحكومة، بحضور رئيس الوزراء نجيب ميقاتي.

وينظر إلى الحكومة اللبنانية الجديدة على أنها تمثل الفريق الذي أوصل لبنان للانهيار، كما يواصل أحد مكوناتها وهو ميليشيا حزب الله، سياساته المعروفة بتحدي القوانين وتجاوز دور الدولة.

وقال ميقاتي، اليوم الاثنين، خلال جلسة تلاوة البيان الوزاري أمام مجلس النواب لنيل الحكومة الثقة: "تمثُل حكومتنا أمامكم اليوم لنيل الثقة، في ظرف يُحتم مُقاربات استثنائية للمعالجة المطلوبة. كيف لا ولبنان في خِضم أزمة اقتصادية واجتماعية ومالية ومعيشية خانقة بلغ الوطن فيها مشارف الانهيار الكامل، ولم يشهد لها مثيلاً في تاريخه الحديث. وإزاء الأزمة الحادة التي يعيشها لبنان وما رافقها من انهيار العملة الوطنية وارتفاع كبير في أسعار السلع، يجد غالبية اللبنانيين أنفسهم في حال غُربة عن المواقف والسجالات السياسية، ولا يعنيهم سوى معالجة مُشكلاتهم الطارئة وتأمين قوتهم اليومي".

تعهدات ميقاتي

كما أكد ميقاتي الدعم المطلق للقوى الأمنية والجيش، لأجل تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة والدول الأوروبية، ومتابعة العمل على إعادة النازحين السوريين وتعزيز التواصل مع المُجتمع الدولي للمُساهمة في مواجهة أعباء النزوح السوري.

وشدد ميقاتي على التزام الحكومة بإجراء الانتخابات النيابيّة في موعدها، وإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، إضافة إلى تعهده باستئناف المفاوضات الفورية مع صندوق النقد الدولي للوصول إلى اتّفاق على خطة دعم من الصندوق ووضع خطة لإصلاح القطاع المصرفي وإعادة هيكلته حيث يلزم، وتنشيط الدورة الاقتصادية بما يساهم في تمويل القطاع الخاص بفوائد مشجعة مع إعطاء الأولوية لضمان حقوق وأموال المودعين.

وفيما يتعلق بتصحيح الرواتب والأجور، أكد ميقاتي العزم على أن يخضع القطاع العام بمُسمياته كافة للتعديل في ضوء دراسة تعدّها وزارة المالية تأخذ بعين الاعتبار الموارد المالية للدولة ووضعية المالية العامة. وبالتوازي تفعيل عمل لجنة المؤشر وإجراء ما يلزم بهدف تصحيح الأجور في القطاع الخاص.

ثقة مريحة

وأشار نجيب ميقاتي إلى أن "الحكومة ستنال ثقة مريحة من النواب، ولكن المطلوب منا جميعا أن نعمل لنعيد ثقة الناس بالدولة ومؤسساتها، من خلال معالجة الملفات الحياتية الموجعة التي يئن من حملها اللبنانيون، بموازاة العمل مع الهيئات الدولية المعنية على إطلاق المعالجات المتوسطة والطويلة الأمد".


وأوضح رئيس الحكومة اللبناني أن الملفات الأكثر إلحاحا والتي سينظر لها أولًا هي "وقف إذلال الناس بالطوابير وتأمين المواد الأساسية والدواء، ومعالجة أزمة الكهرباء والمحروقات، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء".

بعض من حال اللبنانيين 

ومن جانبه، اعتبر هادي منلا، عضو الهيئة التأسيسية للمرصد الشعبي في لبنان، أن ما حدث من انقطاع للكهرباء أثناء حدث مهم مثل إعطاء الثقة للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، هو جزء من حال البلد الذي يذوقه اللبنانيون منذ سنوات طويلة بسبب ممارسات الفساد في سياسات هذه المنظومة، معتبرا أن هذه المنظومة ذاقت من نفس الكأس وارتد عليها، لافتا في الوقت ذاته إلى أن المفاجأة كانت تأمين المازوت بسرعة قياسية للدخول إلى الجلسة، بينما يبقى المواطنون اللبنانيون لساعات وساعات دون تيار كهربائي أو مواد أساسية من محروقات وبنزين ومازوت لا يتم تأمينها إلا بشق الأنفس. 

أضاف منلا: أن هذا النموذج مثال لما كانت هذه المنظومة تعيشه على حساب اللبنانيين من المصارف والخدمات الخاصة.


وبحسب منلا، فإن أي حكومة يتم تشكيها من هذه المنظومة لن توصل الشعب إلى شيء، معتبرا أن حكومة ميقاتي جاءت من رحم هذه المنظومة التى أهدرت حقوق اللبنانيين لـ30 عاما مضت، مضيفًا أنه لا يمكن أن يأتي الحل من رحم المنظومات السابقة، وأن الحل لن يأتى إلا من أناس مختلفين كليا ومن خارج هذه المنظومة لوضع الحلول.

لا حلول جذرية

ولا يعول منلا كثيرا على حكومة ميقاتي، متوقعا أنها لن تقدم شيئا ملموسا للبنانيين، موضحا أن أي حل تطرحه هذه المنظومة سيطالها هي نفسها مباشرة، فمثلا إذا حاولت تقديم حل لأزمة الكهرباء والمازوت، فهناك المولدات والمحطات الخاصة، وهي جزء من رحم هذه المنظومة، وبالتالي لن يذهبوا إلى مواجهة مع أنفسهم، ولن يذهبوا إلى حل جذري لموضوع الكهرباء.

وتابع عضو الهيئة التأسيسية للمرصد الشعبي في لبنان، أنه هناك كذلك موضوع التدقيق الجنائي، من الممكن أن يكشف إلى من ذهبت هذه الأموال التي تورطت فيها هذه المنظومة، وهو أمر معروف شعبيا، فكيف يذهبون إلى تدقيق جنائي يدينون أنفسهم من خلاله. ونفس الشيء بالنسبة لاستقلالية القضاء لمحاكمة كل من شاركوا في الجرائم المالية والجنائية، فكيف سيفعلون استقلالية قضاء تدين أشخاصا من هذه المنظومة.

واستطرد، أن الأمر كذلك بالنسبة للتحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، لافتا إلى أنه بحسب التحقيقات هناك تورطات لأشخاص من داخل هذه المنظومة في إدخال النترات التي تسببت بالانفجار إلى داخل المرفأ.

واعتبر منلا أن كل هذه الأمور والإجراءات الأساسية اللازمة لوضع البلد على طريق الإصلاح والخروج من الأزمة ستدين هذه السلطات، مشددا على ضرورة إيجاد حكومة من خارج هذه المنظومة تخرج بلبنان من أزمتها.

وفي سياق متصل، أشار هادي منلا إلى وعود حكومة ميقاتي بإجراء انتخابات نيابية في صيف 2022، موضحا أن هناك تبدلات كثيرة في الشارع اللبناني حاليا، وغير واضح حتى الآن مدى تأثيرها على منظومة الانتخابات وإجرائها، لكنه أشار إلى تصدعات في أحزاب السلطة، مشككا في احتمالات الذهاب إلى انتخابات نيابية في صيف 2022، إلا إذا كانت تضمن النتائج سلفا ومتأكدة أنه لن يكون هناك خروقات كبيرة من قبل المعارضة الثورية لمجلس النواب.