الجارديان: الفساد القطري يهدد سمعة الأمير تشارلز
كشفت الجارديان ان الفساد القطري يهدد سمعة الأمير تشارلز
تواجه العائلة الملكية البريطانية فضيحة مالية بطلها الأمير تشارلز وطرفها الآخر الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر السابق، حيث يواجه الأمير تشارلز اتهامات بالحصول على حقائب تحتوي على 3 ملايين يورو نقدًا خلال سلسلة اجتماعات رئيس الوزراء القطري السابق، وبحسب وسائل الإعلام البريطانية، الأمير تشارلز حصل على ما مجموعه 3 ملايين يورو خلال اجتماعات مع الشيخ حمد بن جاسم حيث تم تسليم الأموال إلى وريث العرش البريطاني في حقيبة في إحدى المناسبات، وكذلك في حقائب النقل Fortnum & Mason، وهو متجر يحمل أمرًا ملكيًا يذهب إلى منزل الأمير بشكل مباشر، وشغل بن جاسم منصب رئيس وزراء قطر خلال الفترة من 2007 وحتى 2013، وفي هذا الوقت تعرضت قطر بالفعل لانتقادات دولية حادة بسبب سجلها القاتم لحقوق الإنسان, وعلى الرغم من مزاعم الفساد المستمرة، ستستضيف قطر كأس العالم في وقت لاحق من هذا العام.
فساد قطري
وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن عمليات التسليم حدثت خلال اجتماعات بين تشارلز وبن جاسم، بما في ذلك اجتماع خاص واحد في كلارنس هاوس في عام 2015، وفي بيان ، قال متحدث باسم "كلارنس هاوس": إن الأموال المقدمة خلال اجتماع 2015 "تم تمريرها على الفور إلى إحدى الجمعيات الخيرية التابعة للأمير التي نفذت العهود المناسبة وأكدت لنا أنه تم اتباع جميع الإجراءات الصحيحة"، وأفادت الصحيفة، أنه تم تسليم الحقيبة التي تحتوي على النقود إلى اثنين من مستشاري تشارلز الذين قيل إنهم عدوا الأموال يدويًا، ويقال إن مساعدي القصر طلبوا من بنك كوتس الخاص بعد ذلك بجمع الأموال النقدية من مقر إقامة تشارلز بلندن، وتحصيل النقود.
وتابعت أنه تم إيداع كل دفعة في حسابات صندوق أمير ويلز الخيري (PWCF)، حيث ذكرت صحيفة صنداي تايمز أنه لا يوجد ما يشير إلى أن المدفوعات كانت غير قانونية، الصحيفة أشارت إلى أنه على الرغم من بيانات الأمير تشارلز، إلا أن بن جاسم هو واحد من أثرياء العالم، ويلقب في بريطانيا بـ "الرجل الذي اشترى لندن" بعد أن استخدم ثروته، وكذلك تأثيره على صندوق الثروة القطري، للقيام باستثمارات ضخمة في لندن بما في ذلك شراء فنادق Shard و Harrods و إنتركونتيننتال لندن بارك لين، كما أنه صاحب أحد أغنى أندية كرة القدم في العالم، باريس سان جيرمان، كما أنه الممول الرئيسي لفرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، وهو أمر يعلمه الأمير تشارلز جيدًا.
مخالفة البروتوكول الملكي
وأكد رئيس أمناء المؤسسة الخيرية للصحيفة أنه تم تقديم تبرع 2015، ثم ناقش الأمناء، الذين لديهم واجب قانوني لحماية سمعة المؤسسة الخيرية من هذا التبرع الذي أثار الجدل، ويقال إن المؤسسة الخيرية أكدت أن التبرع لعام 2015 تم تقديمه نقدًا "بناءً على اختيار المتبرع"، ووفقًا للصحيفة، فقد خالف الأمير تشارلز البروتوكول الملكي البريطاني، الذي ينص على أنه يمكن لأفراد العائلة المالكة تلقي شيكات نيابة عن مؤسساتهم الخيرية، ولا يمكنهم قبول الأموال مطلقًا.
علاقات مشبوهة
ووفقًا للصحيفة، فإن العلاقة السرية بين تشارلز وبن جاسم تعود لعام 2010، حيث أرسل أمير ويلز، رسالة ضغط فيها على صديقه القطري لإرجاء إعادة تطوير ثكنات تشيلسي في لندن بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني، وتابعت أن تشارلز التقى لاحقًا بأمير قطر لتناول الشاي في كلارنس هاوس حيث أثير الموضوع مرة أخرى، بعد ذلك ، سحبت قطر الخطط، مما دفع الأخوين كاندي، اللذين كانا يشرفان على التطوير، إلى رفع دعوى قضائية بقيمة 81 مليون جنيه إسترليني واتهموا فيه قطر بـ الانصياع لمطالب الأمير.
وأفادت الصحيفة أن هذه المزاعم الأخيرة تأتي في وقت محرج للأمير، حيث دحض كلارنس هاوس مزاعم ثقافة "النقد مقابل الوصول" في منظمته، كما تقوم شرطة العاصمة واللجنة الخيرية بالتحقيق في ممارسات جمع التبرعات، بما في ذلك بيع التكريمات، وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد كان بن جاسم أحد أصدقاء العائلة المالكة، وزائرًا مستمرًا لقلعة مي وهو المنزل السابق للملكة الأم في كيثنس، وتحتفظ بها مؤسسة أمير ويلز الخيرية، وهي هيئة مختلفة عن صندوق تقديم المنح، وقال السير أليستير جراهام، الرئيس السابق للجنة المعايير في الحياة الملكية، "إذا أرادت الحكومة القطرية تقديم هدية إلى مؤسسة تشارلز، فكان هناك طرق مناسبة للقيام بهذه الأشياء بدلاً من التعامل مع مبالغ نقدية كبيرة".
محاولات التغطية
ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن العلاقات السرية بين الأمير تشارلز وبن جاسم، ستورط وريث العرش البريطاني وتشوه سمعته، وتابعت أن الملك المستقبلي سيغرق في فضيحة مالية كبرى بسبب علاقته مع حكام قطر، بالإضافة إلى إثارة أسئلة جديدة حول حكمه، فإنه يخلق احتمالية مقلقة لتورط وريث العرش في تحقيق لجنة خيرية ثانية في ممارسات جمع التبرعات للجمعيات الخيرية، وبحسب الصحيفة، فإن تشارلز قد استبدل مايكل فوسيت الرئيس التنفيذي لمؤسسته الخيرية بإميلي شيرينجتون لتحسين صورته، والمساعدة في إخفاء كارثة تلقيه أموالاً من رئيس وزراء قطر السابق، وتابعت أن فوسيت كان المساعد الأول لتشارلز وهو من استقبل الأموال القطرية المثيرة للجدل، واستبعاده من منصبه جاء بقرار ملكي للمساعدة في تحسين صورة تشارلز، وأضافت أن هذه الخطوة ساعدت تشارلز لاستعادة مصداقية مؤسسته الخيرية رغم أن فوسيت كان أقرب صديق لتشارلز.