نهر السند.. شريان باكستان المائي وورقة الضغط الهندية في صراع المياه

نهر السند.. شريان باكستان المائي وورقة الضغط الهندية في صراع المياه

نهر السند.. شريان باكستان المائي وورقة الضغط الهندية في صراع المياه
نهر السند

في خضم التوترات المتكررة بين الهند وباكستان، يعود نهر السند إلى واجهة الأحداث مجددًا كأحد أكثر مصادر المياه حساسية في جنوب آسيا. فبعد إعلان الهند تعليق معاهدة تقاسم مياه نهر السند الموقعة بين البلدين منذ عقود، تحت إشراف البنك الدولي، تزايدت المخاوف من اشتعال أزمة مائية طويلة الأمد، قد تتجاوز آثارها الجغرافيا والسياسة.

لكن ما نهر السند؟ ولماذا يُعد مصدرًا استراتيجيًا بالغ الأهمية للطرفين 

 

أين يقع نهر السند؟

يمتد نهر السند في جنوب آسيا على مسافة تقارب 3200 كيلومتر، مما يجعله من أطول الأنهار في العالم. ينبع من هضبة التبت جنوب غربي الصين، وتحديدًا بالقرب من بحيرة مابام على ارتفاع يفوق 5500 متر عن سطح البحر، ثم يخترق جبال الهيمالايا متجهًا شمال غربًا حتى إقليم كشمير، ومنه إلى الأراضي الباكستانية 

أهمية نهر السند الاقتصادية

يُعد نهر السند الشريان الحيوي للاقتصاد الباكستاني، حيث يوفر مياه الري لحوالي 90% من الأراضي الزراعية في باكستان. كما يُقدّر تدفقه السنوي بنحو 243 مليار متر مكعب، وهو ما يعادل ضعف تدفق نهر النيل تقريبًا، ما يجعله أحد أغزر الأنهار عالميًا من حيث التدفق المائي.

 

الأزمة بين الهند وباكستان حول مياه السند

المعاهدة التي نظّمت تقاسم مياه النهر بين الجانبين وُقعت عام 1960، لكنها تعرضت للاهتزاز مرارًا. ومع قرار الهند الأخير بتجميد التعاون بشأن المعاهدة، تبدو باكستان مهددة بفقدان أحد أهم مواردها المائية، خصوصًا مع تصاعد الأصوات في نيودلهي باستخدام مياه النهر كورقة ضغط سياسية.

روافد نهر السند

يعتمد نهر السند على عدة روافد رئيسية تعزز تدفقه، وأبرزها:
 • نهر زاسكار: ينبع من جبال الهيمالايا في لاداخ، ويمر عبر وادٍ ضيق ليصب في نهر السند قرب مدينة “ليه”، ويُعد من الروافد الجليدية الحيوية.


 • نهر سورو: يبدأ من التبت ويمر عبر منطقة كارجيل، ويُعتبر أيضًا من الروافد الجليدية التي ترفد السند.


 • نهر تشيناب: ينبع من الهند ويتكوّن من التقاء نهري شاندرا وبهاجا، ويمر عبر جامو وكشمير متجهًا إلى باكستان، حيث يصب في نهر السند ويُعد من أكبر روافده.

 

هل يتحول نهر السند إلى ساحة صراع؟

بين التصعيد السياسي، والأهمية الاقتصادية، والتغيرات المناخية، يظل نهر السند نقطة توتر محورية بين الهند وباكستان.
ومع غياب حل نهائي لأزمة المياه، يبرز السؤال: هل يمكن أن يصبح “نهر الحياة” أحد أسباب المواجهة في جنوب آسيا؟