خبراء: الاتحاد الأوروبي يسابق الزمن لمنع بوتين من فرض شروطه ميدانيًا

خبراء: الاتحاد الأوروبي يسابق الزمن لمنع بوتين من فرض شروطه ميدانيًا

خبراء: الاتحاد الأوروبي يسابق الزمن لمنع بوتين من فرض شروطه ميدانيًا
بوتين وزيلينسكي

دخلت الحرب في أوكرانيا مرحلة جديدة، ليس فقط على جبهات القتال، بل على طاولة المفاوضات، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى طرح مبادرة سياسية يراها البعض محاولة لكسر المعادلة التي فرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ميدانيًا خلال الأشهر الماضية.


وتأتي المبادرة الأوروبية في توقيت حساس، إذ تزامنت مع تقدم القوات الروسية في عدة محاور، ما جعل موسكو تبدو في موقع من يفرض الشروط. 

ويرى محللون، أن بروكسل تحاول استعادة زمام المبادرة الدبلوماسية عبر صيغة تفاوضية تمنع روسيا من تثبيت مكاسبها على الأرض، وتمنح كييف فرصة لإعادة ترتيب أوراقها داخليًا وخارجيًا.

ويثير توقيت الطرح الأوروبي تساؤلات حول ارتباطه بالاستحقاق الانتخابي في الولايات المتحدة.

 فالبعض يرى، أن المقترح يتعمد استباق أي تغيّر محتمل في الموقف الأمريكي حال فوز دونالد ترامب بالرئاسة، خصوصًا في ظل مؤشرات على توجهاته الانعزالية ورغبته في تقليص الدعم لأوكرانيا. من هذا المنطلق، قد يكون الاتحاد الأوروبي يسعى إما لاستباق انحسار المساندة الأمريكية أو لاستثمار الحملة الانتخابية للضغط على موسكو.

لكن فرص نجاح المقترح الأوروبي تظل محل شك، في ظل موازين القوى الحالية التي تميل ميدانيًا لصالح روسيا، وغياب ضمانات حقيقية لقبول بوتين بأي تسوية لا تعكس مكاسبه على الأرض. 

كما أن الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع موسكو، إلى جانب موقف واشنطن المتغير، قد تعرقل تشكيل جبهة تفاوضية موحدة.

وبينما تستمر المعركة على الأرض، يبدو أن ساحة الدبلوماسية تحولت إلى جبهة موازية، حيث يسابق الاتحاد الأوروبي الزمن لتثبيت صيغة سياسية قبل أن يحسم الكرملين الصراع عسكريًا، ما يجعل الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كان صوت المفاوضات سيتغلب على دوي المدافع.


قال الخبير في العلاقات الدولية د. عمار قناة: إن المبادرة التي طرحها الاتحاد الأوروبي مؤخرًا بشأن الحرب في أوكرانيا تمثل محاولة واضحة لاستعادة زمام المبادرة السياسية قبل أن يتمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حسم الصراع عسكريًا وفرض شروطه على طاولة المفاوضات.

وأوضح د. قناة - في تصريح لـ"العرب مباشر"-، أن توقيت المقترح الأوروبي ليس صدفة، بل جاء مع تصاعد المكاسب الميدانية للقوات الروسية في جبهات عدة، وهو ما دفع العواصم الأوروبية إلى التحرك دبلوماسيًا لوقف تثبيت هذه المكاسب على الأرض.

 وأضاف: أن الأوروبيين يدركون أن التأخر في التحرك سيجعل أي تسوية مستقبلية تأتي وفق الشروط الروسية، وهو ما يتعارض مع مصالحهم الأمنية والسياسية.

وأشار إلى أن هناك بعدًا أمريكيًا في حسابات بروكسل، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية واحتمال فوز دونالد ترامب، الذي أبدى سابقًا ميولًا لتقليص الدعم لكييف. 

واعتبر أن الاتحاد الأوروبي يحاول إما استباق تراجع الدور الأمريكي أو توظيف الحملة الانتخابية للضغط على موسكو.

وختم الخبير في العلاقات الدولية بالقول: إن نجاح المقترح الأوروبي يظل رهينًا بمدى القدرة على تشكيل جبهة غربية موحدة، وباستعداد موسكو للانخراط في مفاوضات جادة، وهو أمر لا يبدو مضمونًا في ظل استمرار موازين القوى الميدانية في الميل لصالح روسيا.

أكد الخبير في العلاقات الروسية د. مروان كمال، أن المبادرة التي طرحها الاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة الأوكرانية تمثل تحديًا مباشرًا للإرادة السياسية الروسية، لكنها في الوقت ذاته تصطدم بواقع ميداني يمنح موسكو موقع قوة على طاولة التفاوض.

وأوضح د. كمال - في تصريح لـ"العرب مباشر"-، أن طرح المقترح في هذا التوقيت يعكس إدراك العواصم الأوروبية أن الجيش الروسي حقق مكاسب استراتيجية في عدة جبهات، ما يجعل أي تأخير في التحرك الدبلوماسي يصب في مصلحة الكرملين. 

وأضاف: أن الأوروبيين يسعون لإعادة ضبط إيقاع المفاوضات، ومنع بوتين من فرض تسوية نهائية تتوافق مع الأوضاع التي رسخها بالقوة.

وأشار إلى أن للمبادرة بُعدًا أمريكيًا واضحًا، إذ تتزامن مع أجواء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة واحتمال عودة دونالد ترامب، المعروف بمواقفه المتحفظة تجاه دعم أوكرانيا. 

واعتبر أن الاتحاد الأوروبي يحاول استباق أي تغيير محتمل في الموقف الأمريكي أو استخدامه كورقة ضغط على موسكو.

واختتم الخبير في العلاقات الروسية تصريحه بالتأكيد على أن فرص نجاح المبادرة ستتوقف على استعداد موسكو للتنازل في بعض الملفات، وعلى قدرة الأوروبيين على تجاوز خلافاتهم الداخلية، محذرًا من أن أي فشل في المسار الدبلوماسي قد يمنح روسيا مساحة أكبر لحسم المعركة عسكريًا.