الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء غزة بالكامل وسط تصعيد عسكري غير مسبوق

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء غزة بالكامل وسط تصعيد عسكري غير مسبوق

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء غزة بالكامل وسط تصعيد عسكري غير مسبوق
حرب غزة

أصدر الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، قرارًا يلزم جميع سكان مدينة غزة بمغادرتها فورًا نحو الجنوب، في خطوة وُصفت بأنها الأخطر منذ اندلاع الحرب المستمرة منذ 23 شهرًا، والتي خلفت كارثة إنسانية غير مسبوقة وأدخلت أجزاء واسعة من القطاع في دائرة المجاعة، وفقًا لما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

أوامر إخلاء شاملة وتصعيد عسكري

وأكد البيان العسكري الإسرائيلي، أن كل من يتواجد داخل مدينة غزة ومحيطها مطالب بالتحرك جنوبًا على الفور، مؤكدًا أن الجيش سيعمل في المدينة بعزم كبير خلال المرحلة المقبلة.

ويُعد هذا القرار أول أمر إخلاء شامل يصدر بحق المدينة بأكملها، التي كانت تؤوي قبل الحرب أكثر من مليون نسمة وما زال مئات الآلاف من الفلسطينيين يحتمون فيها رغم شدة العمليات العسكرية.

وفي الأيام الأخيرة، كثّفت القوات الإسرائيلية قصفها للمدينة، حيث استهدفت أبراجًا سكنية عدة، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الجيش يستعد لشن عملية واسعة النطاق ستكون المرحلة الأكثر كثافة في غزة، بزعم القضاء على حركة حماس كقوة عسكرية وحاكمة، وكذلك لتحرير 48 رهينة ما تزال الحركة تحتجزهم.

انتقادات دولية وتحذيرات 

وقوبلت التحركات الإسرائيلية الأخيرة بموجة انتقادات دولية حادة، بما في ذلك من بعض حلفاء إسرائيل التقليديين. ففي الشهر الماضي، حذرت بريطانيا وفرنسا من أن الهجوم الإسرائيلي قد يشكل خرقًا للقانون الدولي الإنساني، فيما أقدمت ألمانيا على وقف صادرات الأسلحة التي يمكن استخدامها في غزة.

كما أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أمس، عن حظر استخدام الموانئ والمجال الجوي الإسباني لنقل السلاح إلى إسرائيل، متهمًا تل أبيب بارتكاب إبادة جماعية في القطاع.

أعداد الضحايا تتصاعد واتهامات بالإبادة

وبحسب وزارة الصحة في غزة، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 64 ألفًا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي، فيما نزح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة مرات عديدة، مع تدمير مساحات شاسعة من البنية التحتية والمنازل.

وتواجه إسرائيل في الوقت ذاته دعوى أمام محكمة العدل الدولية رفعتها جنوب أفريقيا، ويدعمها نحو 100 دولة، تتهمها بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، وهي اتهامات تنفيها إسرائيل بشدة وتؤكد التزامها بالقانون الدولي.


خلفية الحرب ومستقبل الوساطة


وفي محاولة لإنهاء الحرب، كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الأحد، أن إدارته تعمل على صياغة مقترح جديد لوقف القتال، متوقعًا التوصل إلى اتفاق قريب، غير أن مساعي الوساطة السابقة فشلت مرارًا بسبب خلافات جوهرية بين إسرائيل وحماس حول شروط أي هدنة أو صفقة تبادل.