الإطاحة برجل الدوحة في الصومال فهد ياسين.. ما القصة؟
أطاحت الصومال برجل قطر وعميلها فهد ياسين في ضربة موجعة للدوحة
أصدر محمد حسين روبلي، رئيس وزراء الصومال الفيدرالية، اليوم الاثنين، قرارا بإقالة رئيس جهاز المخابرات فهد ياسين من منصبه، وذلك على خلفية قضية اختفاء ومقتل موظفة في الجهاز تدعى إكرام تهليل.
وفي منشور له على صفحته الرسمية بموقع التغريدات القصيرة "تويتر"، نشر مكتب رئيس الوزراء الصومالي القرار.
إقالة فهد ياسين
وجاء في نص القرار: "أقال رئيس الوزراء فهد ياسين حاجي ضاهر، مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني، وعيّن الرئيس السابق للوكالة اللواء بشير محمد جمعة، مديرا مؤقتا للمخابرات بدلا عن ياسين".
كما أمر رئيس الوزراء الصومالي في قرار الإقالة المدير الموقوف بتسليم السلطة إلى المدير المؤقت للوكالة في غضون 3 أيام، مطالبا من النائب العام في البلاد سليمان محمد فتح تحقيقا رسميا في وفاة إكرام تهليل فرح الغامضة، وإحالة القضية إلى المحكمة المختصة.
وكان الجهاز الأمني في الصومال أعلن، الخميس الماضي، مقتل إكرام على أيدي حركة الشباب الإرهابية، بعد تسليمها، دون ذكر طرف، وهو ما نفته الحركة لاحقا.
رجل الدوحة المخرب
ولفهد ياسين تاريخ طويل من الجرائم في الصومال، حيث سعى لإحكام السيطرة على السلطة بمفرده، لذا عمل على تفكيك الركائز الأساسية لوكالة الاستخبارات الصومالية، واستبدل العملاء المحترفين من ذوي الخبرة بهواة متملقين وموالين للدوحة، بهدف تبادل المعلومات لعمليات لحساب الاستخبارات القطرية في القرن الإفريقي.
ومنذ عام 2018، كان فهد ياسين هو أداة قطر ومحمد عبدالله فرماجو الرئيس الصومالي المنتهية ولايته، لشرعنة الغش والتزوير في الانتخابات من أجل تثبيت الموالين للدوحة.
وبالإضافة إلى الرشوة والمحسوبية، نشر فرماجو بمعاونة فهد ياسين، قوات الأمن الفيدرالية كأدوات للسيطرة السياسية، مع التقاعس المشين عن مكافحة حركة الشباب الإرهابية لصالح إخضاع الدول الأعضاء الفيدرالية.
صحفي الجزيرة سابقا
وتم تعيين فهد ياسين لرئاسة وكالة المخابرات والأمن الوطنية الصومالية (NISA) بدفع من قطر، حيث كان ياسين يعمل صحفيا بقناة الجزيرة القطرية سابقا، وعلى الرغم من أنه ليس لديه خلفية أمنية أو استخباراتية، إلا أن الدوحة استطاعت أن تجعل منه رجلها في مقديشو.
وبعدما أصبح فهد ياسين حاج طاهر، رئيسًا للمخابرات الصومالية، غطت عمليات حركة الشباب الإرهابية، وبدأ مخطط لتغلغل المشروع القطري التخريبي في أركان ومفاصل الدولة الصومالية، تحت ستار الأبواب الخيرية وتقديم الدعم المادي والإنساني للشعب الصومالي، بينما الحقيقة أن هذا الدعم تحول للحركات الإرهابية، وفي مقدمتها حركة «الشباب».
وتشير التقارير الصومالية إلى أن فهد ياسين لعب دور الوسيط المادي بين حركة الشباب الإرهابية وبين الدوحة؛ إذ يقوم بتهريب الأموال إلى الحركة لتنفيذ عملياتها الإرهابية في الصومال ودول الجوار.
سطوة سياسية
وزادت السطوة في أغسطس 2018، عندما أعلن الرئيس محمد عبدالله فرماجو، تعيين فهد ياسين مدير القصر الرئاسي نائبا لرئيس جهاز المخابرات، خلفا للواء عبدالله عبدالله، وذلك في مرسوم رئاسي شمل عدة تغييرات في الجيش والمخابرات والشرطة.
يذكر أن فهد ياسين بدأ حياته عضوًا نشطًا في جماعة «الاعتصام» السلفية الجهادية، ثم التحق بتنظيم الإخوان الإرهابي، إلى أن أقام علاقات قوية مع يوسف القرضاوي، ليكون بعد ذلك وسيط التمويلات بين نظام الدوحة والجماعات الإرهابية في الصومال.
وفي 2013 أصبح فهد ياسين رئيسًا لمكتب "مركز الجزيرة للدراسات في شرق إفريقيا"، إلى جانب إدارته للقصر الرئاسي، وفي مايو 2017، أصبح فهد ياسين رئيسًا لديوان الرئاسة في مقديشو، ما جعله يحظى بنفوذ سياسي واسع في الصومال.
دعوى قضائية
وكانت ممارسات فهد ياسين استفزازية للمواطنين الصوماليين، ما دفع حزب ودجر الصومالي لرفع دعوى قضائية ضده في يناير 2017، أمام محكمة بنادر بالعاصمة مقديشو، واتهمته الدعوى بالضلوع في هجوم تعرض له مقر الحزب، ما أسفر عن إصابة واعتقال السياسي المعارض عبدالرحمن عبدالشكور ومقتل خمسة من حرسه.
وكان فهد ياسين واحدًا من بين 14 ضابطًا اختارتهم الحكومة القطرية لتدريبهم لمدة أسبوعين من بين قوات الوكالة الوطنية الصومالية للاستخبارات والأمن، في أغسطس 2019، حسبما كشف موقع "شؤون صومالية".
وكشف أحد الضباط المشاركين في التدريب أنه كان برنامجا مثيرا للشكوك، قائلا: "كل يوم يأتي مسؤولون قطريون ويأخذون معهم نفس الضباط الذين لا يعودون إلا ليلًا، أما نحن البقية فنخضع في الفندق لتدريب عام وبسيط لمدة ساعتين على أيدي ضباط غربيين".