الهدنة المعلقة: لماذا تتردد إسرائيل في قبول شروط حماس؟

تتردد إسرائيل في قبول شروط حماس

الهدنة المعلقة: لماذا تتردد إسرائيل في قبول شروط حماس؟
صورة أرشيفية

كأنها قصة بلا نهاية، تتجدد فصول الصراع بين حماس وإسرائيل مع كل محاولة للتهدئة. الهدنة المقترحة من حماس تلقى جدارًا صلبًا من الرفض الإسرائيلي في مواجهة مقترحات السلام، حيث تصر إسرائيل على التمسك بموقفها الرافض لهدنة حماس لأسباب متعددة ومعقدة، تتراوح بين الاستراتيجية العسكرية والحسابات السياسية الداخلية، فما هي النقاط الخلافية التي تفصل بين القبول والرفض؟

*الخلافات الرئيسية*

الولايات المتحدة وإسرائيل تدرسان الاقتراحات، لكن الخلافات الرئيسية تظل عائقًا أمام تحقيق هدنة، النقاط الخلافية الرئيسية، كما تنقلها "نيويورك تايمز" وهيئة البث الإسرائيلية، تشمل أولًا المدة، حيث تسعى حماس لوقف دائم لإطلاق النار، بينما تفضل إسرائيل هدنة مؤقتة.

كما تطالب إسرائيل بالحفاظ على السيطرة الأمنية في غزة، في حين تطلب حماس سحب القوات الإسرائيلية، وتشترط إسرائيل أن يكون جميع الرهائن الـ33 على قيد الحياة لإطلاق سراحهم.

وترغب حماس في إطلاق سراح الرهائن تدريجيًا، بينما تطالب إسرائيل بإطلاق سراحهم كل ثلاثة أيام، كما تدعو حماس لبدء حوار حول إنهاء الحرب بعد اليوم الـ16 من الاتفاق، وهو ما ترفضه إسرائيل.

*مراحل الهدنة المقترحة*

المرحلة الأولى من الهدنة تُعد خطوة حاسمة نحو تخفيف التوترات، حيث تُطبق لمدة 42 يومًا وتتضمن عدة بنود رئيسية:
وقف إطلاق النار.. بما يشمل تعليق جميع الأعمال العدائية والعمليات العسكرية من كلا الجانبين.

ثم تبادل الرهائن.. ويُتوقع أن يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وهو ما يُمثل خطوة مهمة نحو بناء الثقة.

وبعدها السحب الجزئي للقوات الإسرائيلية، تقليل وجود القوات الإسرائيلية في مناطق محددة؛ مما يُسهم في تهيئة الأجواء لمزيد من التقدم الدبلوماسي.

تليها المرحلة الثانية، والتي تستمر أيضًا 42 يومًا، وتهدف إلى تحقيق هدوء مستدام والعمل على ترسيخ الهدنة ومنع أي انتكاسات قد تُعيد الصراع إلى نقطة البداية.

وتشمل الاتفاق على الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، إزالة جميع القوات الإسرائيلية من غزة، مما يُعطي فرصة للسلطات الفلسطينية لإعادة تأسيس النظام والسيطرة.

وأخيرًا، المرحلة الثالثة، تبادل الجثامين، هذا الإجراء يُعتبر جزءًا من العملية الإنسانية ويُساعد في إغلاق فصول الصراع للعديد من العائلات، بدء إعادة الإعمار، تنفيذ خطط لإعادة بناء البنية التحتية والمنازل التي تضررت خلال الصراع.

إنهاء الحصار على غزة، رفع القيود المفروضة على الحركة والتجارة، مما يُساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في القطاع، وهذه المراحل الثلاث تُمثل خارطة طريق مُفصلة نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، مع التأكيد على الحاجة إلى التزام كلا الطرفين بالاتفاقيات المُبرمة لضمان نجاح الهدنة.

*المأزق الإستراتيجي*

من جانبه، يقول د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية: إن الجانب الإسرائيلي يعتقد أن أي استجابة من حكومة نتنياهو للمطالبات بوقف إطلاق النار يُعتبر هزيمة للحكومة الإسرائيلية وانتصارًا لحماس، مؤكدًا هذا الرفض يُعد تكتيكًا لتجنب إعطاء انطباع بالضعف أو التنازل.

وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن المخاوف الإسرائيلية من أن تُطيل حماس الهدنة المؤقتة لتصبح دائمة، وهو ما لا ترغب به إسرائيل، مؤكدًا أن نتنياهو أعلن صراحةً عن نيته مواصلة الحرب بعد الهدنة، مما يُظهر عدم استعداد إسرائيل للتوقف عن العمليات العسكرية.