ضغوط الملالي.. هجوم صاروخي جديد على مطار بغداد بأيدي أذرع إيران الإرهابية
استهدف هجوم صاروخي جديد مطار بغداد بأيدي أذرع إيران الإرهابية
تعرض مطار بغداد الدولي، اليوم الجمعة، لهجوم صاروخي مجددًا، ما أدى إلى تضرر إحدى الطائرات المدنية الخارجة عن الخدمة، وأثار حالة من الفزع في البلاد.
وعلى الرغم من أن الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة لم تحدث اضطراباً في حركة السفر، ولا يتم تبنيها عادة من جانب أطراف معلنة، لكن واشنطن تنسبها إلى فصائل عراقية موالية لإيران.
هجوم صاروخي على المطار
واستهدف هجوم صاروخي مطار بغداد الدولي، فجر اليوم الجمعة، مخلفًا أضرارًا مادية، بما في ذلك أضرار طالت طائرة مدنية كانت متوقفة على أرض المطار، من دون وقوع ضحايا، حسبما ذكرت مصادر أمنية عراقية.
وفي تصريحات نقلتها "فرانس برس"، قال مصدر أمني، إن "مطار بغداد الدولي تعرض فجر اليوم (الجمعة) لهجوم بستة صواريخ أدى إلى وقوع أضرار مادية"، مشيرا إلى أن "طائرة مدنية أصيبت بأضرار بدون ووقوع ضحايا".
وأشارت مصادر في الشرطة العراقية إلى أن الصواريخ سقطت في مجمع المطار وقرب قاعدة جوية أميركية مجاورة. وتقع القاعدة الجوية الأميركية، المعروفة باسم كامب فيكتوري، في محيط مطار بغداد. ومنذ اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في كانون الثاني/يناير 2020، استهدفت عشرات الهجمات مصالح أميركية في العراق بصواريخ أو طائرات مسيرة أحياناً.
تضرر طائرة واستمرار الرحلات
في حين أكد بيان رسمي للخطوط الجوية العراقية التابعة لوزارة النقل، أن "القصف الصاروخي الذي استهدف مطار بغداد الدولي فجر اليوم الجمعة، أدى إلى تضرر إحدى طائرات الشركة الخارجة عن الخدمة الجاثمة في محيط المطار".
وشدد بيان الخطوط الجوية العراقية على أن "رحلاتنا المباشرة مستمرة"، وقالت وكالة الأنباء العراقية الرسمية نقلاً عن سلطة الطيران المدني في البلاد إنه لم يحدث أي اضطراب في حركة السفر.
ووفقا لـ"فرانس برس"، قال مصدر رفيع في مطار بغداد الدولي، إن "الطائرة المتضررة من طراز "بوينج 767"، تابعة للخطوط الجوية العراقية، كانت متوقفة لأغراض الصيانة منذ مدة".
فصائل موالية لإيران
ولا تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك الهجمات عادة، إلا أن واشنطن تنسبها إلى فصائل عراقية موالية لإيران، حيث تطالب هذه الفصائل بانسحاب كامل القوات الأميركية الموجودة في العراق في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش.
وكان العراق أعلن رسمياً في 9 كانون الأول/ديسمبر، أن وجود قوات "قتالية" أجنبية في البلاد انتهى مع نهاية العام 2021 وأن المهمة الجديدة للتحالف الدولي استشارية وتدريبية فقط.
وكانت المتغيرات التي شهدها العراق في الآونة الأخيرة، خصوصا منذ ظهور نتائج الانتخابات، البرلمانية الأخيرة بمثابة زلزال سياسي تعرضت في البلاد، وانتكاسة للموالين لإيران في العراق، وتقدم لقوى التيار الصدري، ومجاميع أخرى.
ومنذ ذلك الحين، لم تهدأ الهجمات التي استهدفت مدنا عراقية، الأسبوع الماضي، ما يعد تحولا في المشهد، خصوصا بعدما وجهت تلك الضربات لأهداف مدنية، بعدما أصر مقتدى الصدر، على تشكيل حكومة أغلبية، الأمر الذي يعني استبعاد الموالين لإيران، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وما زالت الميليشيا الموالية لإيران تسعى بكل الطرق لإرباك المشهد السياسي في العراق باستغلال التقاطعات بين الكتل السياسية التي لا تصغى للغة الحوار وتتمسك بمطالبها الفئوية.
تحرر العراق من الاحتلال الإيراني
وتقول الدكتورة سمية عسلة، المتخصصة في الشأن الإيراني، إن هناك أطرافا أخرى تعمل ضد استقرار العراق سياسيا وعلى الصعيد الاقتصادي أيضًا، لافتة إلى التحالفات الاقتصادية العربية التي شهدتها الفترة الماضية، وكانت العراق في قلب هذه التحالفات، وهو ما ترجمته الزيارات المصرية والإماراتية والسعودية إلى العراق.
كما أشارت سمية عسلة إلى دخول العراق إلى مشروع منتدى غاز شرق المتوسط، الذي تقوده مصر، إضافة إلى الزيارات العربية البارزة إلى العراق، وهي مؤشر قرأه النظام الإيراني على أن العراق بدأت تنسحب وتتحرر من السيطرة الاقتصادية والسياسية التي يمارسها عليها النظام الإيراني، وبدأت بغداد تعود للحضن العربي.
ضغط الملالي بأذرعه الإرهابية
وأضافت سمية عسلة أنه كان متوقعا أن النظام الإيراني المحتل الفعلي للعراق لن يلتزم الصمت أمام عودة العراق لحصنها العربي، مؤكدة أنه من المعروف أن ضعف النظام الإيراني عادة ما يكون صداه عمليات إرهابية وعسكرية تنفذ داخل الأربع عواصم العربية التي تحتلها إيران، ومنها العراق عن طريق ميليشيا الحشد الشعبي التي تتحكم في مفاصل الدولة العراقية.
وشددت الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني على أن ضعف النظام الإيراني تكون ترجمته عادة في تحريك الميليشيا الإيرانية الإرهابية داخل الدول العربية التي تحتلها العراق، في رسالة من الملالي مفادها أنه قادر على الضغط على المنطقة لتمرير سياسته وإرهابه، وإجبار المنطقة على التزام الصمت تجاه الأفعال الإيرانية في المنطقة.
فساد السياسات الإيرانية
وفي هذا الصدد، أشارت سمية عسلة إلى الانهيار الاقتصادي لدى الإيرانيين، وكان آخرها انهيار البورصة الإيرانية، والتراجع خلال أسبوع واحد لتصبح 4%، إضافة إلى التدهور الواضح في الاقتصاد الإيراني، سواء بسبب العقوبات أو السياسات المالية الضعيفة جدًا والمتبعة في إيران، وهي فاسدة حتى مشرعي القانون في إيران تحوم حولهم شبهات فساد واسعة، وهو ما كشف عنه تقرير أجنبي عن 20 ألف قضية فساد في إيران متهم فيها 20 ألف موظف إيراني.
كما أشارت الباحثة إلى هشاشة الوضع الدولي لإيران، حيث أصبح الوضع سيئ، وما زالت إيران تراوغ حول مفاوضات فيينا، ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن، وأصبح الاتفاق النووي الإيراني مهددًا بالفناء تماما، حيث لا يريد النظام الإيراني معاودة النظر في مسألة الصواريخ الباليستية وإصراره على تطويرها، لذا يراوغ على طاولة المفاوضات في فيينا.