إستراتيجية الضربات الاستباقية: إسرائيل تواجه حزب الله دون حرب برية
إستراتيجية الضربات الاستباقية: إسرائيل تواجه حزب الله دون حرب برية
أكد محللون سياسيون، أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية المكثفة ضد حزب الله داخل الأراضي اللبنانية، مركزة على تدمير الترسانة التسليحية للحزب وتصعيد عمليات الاغتيال ضد قياداته.
تأتي هذه الإجراءات كجزء من إستراتيجية إسرائيلية موسعة تهدف إلى إضعاف الحزب بشكل منهجي ودفعه نحو ردود أفعال محدودة تبرر عمليات أوسع مستقبلًا.
*استهداف البنية التحتية لحزب الله*
يرى المحللون، أن إسرائيل تحقق أهدافًا مهمة بدأت بتفجيرات استهدفت مناطق حساسة مثل الضاحية الجنوبية في بيروت، وصولًا إلى غارات مكثفة استهدفت ترسانة حزب الله ومنصات إطلاق الصواريخ ومستودعات الأسلحة.
من جانبه، أشار الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إلى أن العمليات الإسرائيلية تتزامن مع اختراقات استخباراتية وهجمات سيبرانية استهدفت أجهزة اتصالات حزب الله، وهو ما يعكس تركيزًا على إضعاف الحزب بطرق غير تقليدية.
*تكتيك الضربات الاستباقية لتجنب مواجهة برية*
أوضح الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن إسرائيل لجأت إلى تكتيك الضربات الاستباقية في إطار استراتيجيتها العسكرية لتجنب الدخول في مواجهة برية مكلفة، سواء من حيث الأرواح أو الموارد.
وأشار إلى أن توقيت التصعيد جاء بعد دراسة متأنية وعميقة من قبل القيادات الأمنية والعسكرية في إسرائيل، حيث عُقد اجتماع خاص لمجلس الأمن الإسرائيلي برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لمناقشة الوضع الأمني المتفاقم على مختلف الجبهات.
وأضاف أحمد، أن القرار بتصعيد العمليات العسكرية على جبهة الشمال جاء بناءً على تقديرات استخباراتية تشير إلى احتمالية تصاعد تهديدات حزب الله، وبالتالي تم اتخاذ قرارًا بتكثيف الضربات الجوية الاستباقية.
هذه الضربات تهدف إلى استنزاف قدرات الحزب وتدمير مواقعه ومخازنه اللوجستية قبل أن يتمكن من المبادرة بأي هجوم قد يتسبب في خسائر مباشرة لإسرائيل.
وأشار الدكتور أحمد، إلى أن هذه الاستراتيجية تأتي في سياق حرص إسرائيل على تحقيق أهدافها العسكرية بكفاءة عالية مع تقليل حجم الخسائر البشرية والمادية.
فالضربات الجوية، وفقاً لما أكده الخبير، توفر لإسرائيل ميزة التفوق التكنولوجي والدقة في إصابة الأهداف الحساسة، مما يجعلها خيارًا مفضلاً مقارنة بالدخول في حرب برية قد تكون طويلة ومعقدة.
*نزع مخالب حزب الله: عمليات اغتيال وتفكيك للتواصل الداخلي*
المحلل السياسي اللبناني ناصر عمر، أكد أن إسرائيل نجحت في وضع حزب الله في مأزق سياسي وعسكري يصعب على الحزب تجاوزه بسرعة، خاصة مع تفكك وسائل الاتصال بعد الهجمات السيبرانية.
ويرى عمر أن كلا الجانبين لا يسعى لحرب شاملة، بل يسعيان لتحجيم الردود العسكرية لتجنب الانجرار إلى مواجهة أوسع.
أوضح المحلل السياسي في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن إسرائيل لن تتجه إلى مواجهة برية واسعة، بل تفضل استخدام الضربات السيبرانية وعمليات الاغتيال لتعزيز نفوذها وفرض شروطها على حزب الله.
ويضيف عمر، أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى تدمير القدرة القتالية للحزب دون تحمل تكاليف عسكرية واقتصادية باهظة، ما يعزز موقف إسرائيل في أي مفاوضات مستقبلية.