تفجيرات تل أبيب تُعيد سيناريو الانتفاضة إلى الواجهة.. هل تُواجه الضفة الغربية عدوانًا جديدًا؟

تفجيرات تل أبيب تُعيد سيناريو الانتفاضة إلى الواجهة.. هل تُواجه الضفة الغربية عدوانًا جديدًا؟

تفجيرات تل أبيب تُعيد سيناريو الانتفاضة إلى الواجهة.. هل تُواجه الضفة الغربية عدوانًا جديدًا؟
تفجيرات تل أبيب

شهدت مدينة تل أبيب سلسلة من التفجيرات التي استهدفت ثلاث حافلات كانت متوقفة في مناطق مختلفة من الضواحي الجنوبية للمدينة، في حادثة وصفتها السلطات الإسرائيلية بأنها "هجوم منظم" يستهدف قطاع النقل العام، ورغم عدم وقوع إصابات، فإن الحادث أثار مخاوف كبيرة حول الأمن الداخلي الإسرائيلي، خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية في الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة، حسبما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

تفاصيل التفجيرات وتداعياتها


وقعت الانفجارات مساء الخميس في مدينة بات يام، التي تسكنها غالبية من المهاجرين الروس، حيث تم تدمير ثلاث حافلات بالكامل. وأظهرت مقاطع فيديو بثتها وسائل إعلام إسرائيلية لحظات الانفجار وسط أجواء من الهلع. وبعد وقت قصير، أعلنت قوات الأمن الإسرائيلية أنها تمكنت من تفكيك عبوة ناسفة أخرى كانت مزروعة في إحدى الحافلات القريبة. 


وفي أعقاب التفجيرات، أمرت وزارة المواصلات الإسرائيلية بوقف جميع وسائل النقل العام مؤقتًا، كما نفذت الشرطة عمليات تفتيش واسعة في مختلف المناطق خشية وجود عبوات ناسفة أخرى.


وقال رئيس بلدية بات يام تسفيكا بروت إن عدم وجود إصابات كان "معجزة"، مشيرًا إلى أن التقارير الأمنية أفادت بأن التفجيرات ربما كانت مبرمجة لتحدث خلال ساعة الذروة صباح الجمعة، لكن جرى تفجيرها مساء الخميس عن طريق الخطأ. 

تصعيد عسكري في الضفة الغربية


اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس فصائل فلسطينية مسلحة في الضفة الغربية بالمسؤولية عن الهجمات، وأمر الجيش بتكثيف عملياته العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في مخيم طولكرم للاجئين، إلى جانب عمليات أخرى في جنين ومناطق مختلفة من شمال الضفة الغربية. 


وقال كاتس في بيان رسمي: "لقد أمرت الجيش الإسرائيلي بزيادة وتيرة العمليات لمنع أي هجمات مستقبلية، خصوصًا في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية".


وتُشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل على تحديد هوية الجناة والمتورطين في زرع العبوات الناسفة، وسط توقعات بأن تشهد الضفة الغربية تصعيدًا أمنيًا واسع النطاق خلال الأيام المقبلة.


يأتي هذا الحادث في سياق تصعيد مستمر منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أدى إلى اندلاع جولة جديدة من المواجهات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، ومنذ ذلك الوقت، كثفت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، مما أسفر عن سقوط مئات القتلى الفلسطينيين، وفقًا لمسؤولين محليين. 


ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات، إلا أن كتيبة طولكرم التابعة لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، نشرت بيانًا عبر قناتها على تطبيق تليغرام أكدت فيه أن "الاحتلال لن يهنأ بالأمن طالما استمر في استهداف شعبنا وأرضنا".

الهجمات على الحافلات في إسرائيل 


لطالما شكلت الحافلات العامة هدفًا لهجمات خلال النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، خاصة خلال انتفاضة الأقصى (2000-2005)، حيث نفذت فصائل فلسطينية عمليات تفجير واسعة النطاق في تل أبيب والقدس. غير أن وتيرة هذه الهجمات تراجعت في السنوات الأخيرة، وكان آخرها تفجير مزدوج استهدف محطتي حافلات في القدس عام 2022، وأسفر عن مقتل شخصين. 


ومع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، يبدو أن الوضع الأمني في تل أبيب ومدن أخرى بات أكثر هشاشة، وسط مخاوف من تكرار هجمات مماثلة. وفي ظل تصاعد التحذيرات من شن هجمات جديدة، تعمل أجهزة الأمن الإسرائيلية على تعزيز إجراءاتها الوقائية لمنع تكرار سيناريوهات العنف التي شهدتها البلاد في العقود الماضية.