عبر الكمامات.. المعارضة التركية تكشف فساد أردوغان واستيلاءه على 128 مليار دولار
أهدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 128 مليار دولار مما يكشف فساده
يوما بعد يوم تتضخم أزمة اختفاء 128 مليار دولار من البنك المركزي التركي، وسط تبريرات متضاربة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظامه، والتي كشفتها الأحزاب المعارضة في تركيا.
وواصلت الأحزاب المعارضة التركية، ملاحقة نظام أردوغان، حيث وجهت انتقادات للنظام الحاكم عقب اختفاء 128 مليار دولار من الاحتياطي الأجنبي النقدي للبلاد؛ ما دفع نظام أردوغان لاختلاق روايتين متناقضتين حول مصير الأموال المفقودة.
روايات أردوغان للخروج من المأزق
الرواية الأولى بأن الأموال تم إنفاقها على التصدي لجائحة كورونا على شكل دعم للقطاعات المتضررة، والأخرى أن الأموال موجودة في البنك المركزي التركي كما هي ضمن احتياطي النقد الأجنبي.
انتفاضة الأتراك ضد نظام أردوغان
وانتفض الأتراك بنشر ملصقات ولافتات حول مصير الـ128 مليار دولار المفقودة، بمختلف مدن وأحياء تركيا، الأمر الذي قابلة أردوغان بإعطاء أوامره بالاستنفار الأمني، ونشر المئات من رجال الشرطة بالشوارع لتمزيق الملصقات ومداهمة الأحزاب المعارضة.
عجز النظام عن مواجهة موجة الاحتجاجات
ومن جانبه، قال الدكتور سش أردام نائب رئيس حزب الخير: إن حزب العدالة والتنمية الحاكم لا يستطيع مواجهة الشارع التركي، بعدما ألحق الضرر بالمواطنين الأتراك على مدار 20 عامًا من توليه مقاليد السلطة.
وأضاف أردام: أنه بعد عشرين عامًا، لن يتحدث الأتراك عن الطرق والجسور التي دشنها نظام أردوغان ولكنه سيتحدث عن عدد وجوه المواطنين التي أصبحت بائسة في السنوات العشرين، وكيف أصبح المجتمع التركي معاديًا بعضهم البعض.
وفي نفس السياق، طالب رئيس حزب الخير المعارض، إسماعيل طاطلي أوغلو، أردوغان بتقديم استقالته من منصبه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في تركيا، وإعلان كافة المعلومات بتلاشي الـ128 مليار دولار من خزينة البنك المركزي التركي.
وابتكر حزب الخير التركي المعارض حيلة جديدة للضغط على نظام أردوغان لمعرفة مصير الـ128 مليار دولار التي فقدت من خزينة الدولة، حيث قرر الحزب تجهيز 10 آلاف قناع وجه مكتوب عليها "أين الـ128 مليار دولار؟"، وإرسالها لكافة فروع الحزب بأنحاء البلاد لتوزيعها على المواطنين.
وشدد الحزب على أن كل قضية تترك دون تسليط الضوء عليها تؤدي إلى كارثة جديدة، فكلما تصرف النظام بهذه القوة لمجرد طرح تساؤلات حول مصير الأموال المفقودة، فإننا نزداد إصرارا وعزما للكشف عن ملابسات القضية بشكل شفاف.
وانتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض التركي كمال قليجدار أوغلو، إهدار 128 مليار دولار من خزينة البنك المركزي في عهد صهر أردوغان بيرات البيرق، ثم اختفاء "البيرق" بعدما أصبح أقوى ثاني رجل في تركيا.
كما داهمت القوات التركية مقرات حزب الشعب الجمهوري بعدد من المدن لإزالة الملصقات، الأمر الذي دفع كمال قليجدار أوغلو، رئيس الحزب، للتعبير عن استنكاره للتعامل الأمني "المبالغ فيه" حيال تلك الحملة.
وأطلق كليتشدار أوغلو على 5 شركات، يديرها مقرّبون من الرئيس التركي، وصف العصابة الخماسية، وهي من كبرى شركات البلاد التي يملكها إما أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم أو موالون وتابعون له، وهي: "Limak Holding, Cengiz Holding, Kolin İnşaat, Kalyon İnşaat و MNG Holding".
وطالب رئيس البنك المركزي التركي السابق دورمان يلماز، ونائب رئيس البنك الأسبق إبراهيم تورهان، بفتح تحقيق للوقوف على مصير الـ128 مليار دولار التي أنفقت من الخزانة دون الكشف عن أوجه إنفاقها، وسعرِ الصرف الذي تم تطبيقه خلال عمليات بيعها.
الجدير بالذكر أن بنك جولدمان ساكس في نوفمبر / تشرين الثاني، أكد أن البنك المركزي التركي أنفق أكثر من 100 مليار دولار من احتياطياته من العملات الأجنبية في الأشهر الـ10 الأولى من العام الماضي، بما في ذلك الانخراط في مقايضات العملات مع البنوك التي تديرها الدولة، لكن لا ينشر البنك المركزي بيانات مفصلة حول كيفية إنفاق الاحتياطيات.