العقوبات الأممية ضد إيران تدخل حيز التنفيذ.. تداعيات اقتصادية ودبلوماسية تلوح في الأفق

العقوبات الأممية ضد إيران تدخل حيز التنفيذ.. تداعيات اقتصادية ودبلوماسية تلوح في الأفق

العقوبات الأممية ضد إيران تدخل حيز التنفيذ.. تداعيات اقتصادية ودبلوماسية تلوح في الأفق
الرئيس الإيراني

دخلت العقوبات الأممية ضد إيران حيز التنفيذ مجددًا لأول مرة منذ عقد من الزمن، بعد فشل المحادثات النووية الأخيرة بين طهران والقوى الغربية في التوصل إلى اختراق.

عقوبات مشددة على البرنامج النووي والصواريخ الباليستية

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن العقوبات، التي تم تفعيلها مساء يوم السبت، تحظر التعاملات المتعلقة ببرنامج إيران النووي وبرامج الصواريخ الباليستية.

 من المتوقع أن تؤثر هذه الإجراءات بشكل أوسع على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني بالفعل من ضغوط شديدة. كما أن هذه العقوبات تأتي بعد ثلاثة أشهر من الضربات الجوية التي شنها كل من إسرائيل والولايات المتحدة ضد المنشآت الإيرانية.

التزام بالحلول الدبلوماسية

ورغم فرض العقوبات، أصر الدبلوماسيون الأمريكيون والأوروبيون على أن الدبلوماسية لم تنته بعد. 

وفي تصريح له، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إيران إلى "قبول المحادثات المباشرة بحسن نية"، مشددًا على أهمية "الضغط على قادة إيران للقيام بما هو صواب لصالح وطنهم وسلامة العالم".

من جانبه، أصدرت وزارات الخارجية البريطانية والفرنسية والألمانية بيانًا مشتركًا أكدت فيه أن الدول الثلاث ستستمر في البحث عن "حل دبلوماسي جديد لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي"، كما دعا البيان طهران إلى "التوقف عن أي إجراءات تصعيدية".

إيران تواجه ضغوطًا متزايدة


على الرغم من الضغوط، سمحت إيران لوكالات الأمم المتحدة بزيارة مواقعها النووية، إلا أن الرئيس الإيراني مسعود بيزشيكیان صرح بأن العرض الأمريكي كان "فترة تنفس قصيرة" مقابل تسليم كامل مخزونها من اليورانيوم المخصب، وهو اقتراح وصفه بـ"غير المقبول".

وفي حين فشلت جهود روسيا والصين في تأجيل العقوبات حتى شهر أبريل، دخلت العقوبات حيز التنفيذ منتصف الليل، الأحد، بتوقيت غرينيتش، بعد فشلهم في حشد عدد كافٍ من الأصوات في مجلس الأمن.

الموقف الدولي والعواقب الاقتصادية


وقال وزير الخارجية الألماني، يواكيم وادهفول: إن "ألمانيا لم يكن لديها خيار" بسبب عدم التزام إيران بالتزاماتها. 

وأكد، أن "إيران يجب ألا تحصل على سلاح نووي". كما أكد أن بلاده تظل "مستعدة للتفاوض بشأن اتفاق جديد"، مشيرًا أن "الدبلوماسية يمكن ويجب أن تستمر".

من جهتها، أعلنت روسيا أنها لن تلتزم بالعقوبات، معتبرة أنها غير قانونية، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن العقوبات "كشفت أخيرًا سياسة الغرب في تعطيل البحث عن حلول بناءة في مجلس الأمن"، مشيرًا إلى رغبة الغرب في فرض تنازلات أحادية من طهران من خلال الابتزاز والضغط.

التحديات الاقتصادية

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن العقوبات التي تم تفعيلها هي جزء من "إعادة فرض" تدابير كانت مجمدة منذ عام 2015، عندما وافقت إيران على قيود كبيرة على برنامجها النووي بموجب الاتفاق النووي الذي تفاوض عليه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. 

وتابعت، أنه بالرغم من ذلك، فرضت الولايات المتحدة بالفعل عقوبات ضخمة على إيران، بما في ذلك محاولة فرض حظر على شراء النفط الإيراني، وذلك بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في ولايته الأولى.

تداعيات العقوبات على الاقتصاد الإيراني


وأفاد مهندس إيراني فضل عدم ذكر اسمه الكامل، قائلاً: "الوضع الاقتصادي كان صعبًا بالفعل، لكنه سيزداد سوءًا الآن". 

وأضاف: أن "تأثير العقوبات واضح بالفعل: سعر الصرف في ازدياد، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار"، مشيرًا أن مستوى المعيشة أصبح "أدنى بكثير" مما كان عليه قبل "عامين أو ثلاثة".

وبحسب عدة مواقع تتبع العملات، بلغ سعر الدولار في السوق السوداء يوم السبت نحو 1.12 مليون ريال إيراني، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.

أفادت تقارير أن إيران بدت متجاهلة للعقوبات الأممية الجديدة، خاصة وأنها قد تعاملت مع العقوبات الأمريكية سابقًا. 

ومع ذلك، أشار الخبراء إلى أن "إعادة فرض العقوبات ليست سهلة التراجع عنها، حيث ستحتاج إلى توافق في مجلس الأمن".

وأكدت مجموعة الأزمات الدولية، التي تتخذ من بروكسل مقرًا لها، أن العقوبات قد تزيد من الأزمة الاقتصادية في إيران، التي تعاني بالفعل من التضخم المرتفع، مشكلات العملة، وتدهور البنية التحتية.