برعاية الاستخبارات التركية.. دفعات جديدة من المرتزقة تصل إلى ليبيا
وصلت دفعات جديدة من المرتزقة إلى ليبيا
رغم الأزمات الداخلية وبحثًا عن انتصار خارجي، نقلت تركيا دفعة جديدة من المرتزقة تابعة للفصائل المسلحة الموالية لها في شمال سوريا، إلى غرب ليبيا، بعد زيارة وفدها الوزاري لطرابلس، الاثنين الماضي، كما استأنفت جسرها الجوي إلى غرب ليبيا، وأشارت تقارير أن طائرة عسكرية تركية نقلت مجموعة جديدة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا، مشيراً إلى أن الطائرة انطلقت، مساء أمس، من العاصمة التركية أنقرة، وعلى متنها دفعة جديدة من المرتزقة برعاية المخابرات التركية حيث ووصلت إلى مصراتة.
الغطاء التركي
من جانبها، كشفت مصادر ليبية مطلعة، أن النظام التركي استأنف الجسر الجوي العسكري بعد الزيارة التركية رفيعة المستوى إلى طرابلس خلال الفترة الماضية، وأرسلت من خلالها دفعة جديدة من المرتزقة إلى ليبيا من عناصر الفصائل المسلحة الموالية لها في شمال سوريا، وأكدت المصادر أن تركيا تواصل تشغيل طائراتها الخاصة لإلقاء المرتزقة السوريين في الأراضي الليبية.
وأضافت المصادر في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن القتلى من المرتزقة يتم إعادتهم إلى بلادهم في نفس الطائرات التي تأتي بدفعات أخرى منهم، وذلك تجنبًا للدخول في أزمات مع أسر القتلى، مؤكدين أن النظام التركي يستخدم شركات خاصة كغطاء، حيث ينقل المرتزقة إلى ليبيا وسط مزاعم بأنهم سيعملون ضمن شركة حراسات خاصة تستقدم حرّاسا لحماية القواعد التركية في ليبيا ويتفاجؤون بإلقائهم في ساحات القتال.
أزمة المرتزقة
على الجانب الآخر، سادت حالة من الاستياء والغضب العارم في أوساط المرتزقة السوريين في ليبيا، بسبب التمييز بين المرتزقة من القيادات والعناصر، بعد تأجيل نقل جثمان شاب سوري كان ضمن صفوف فصيل «السلطان مراد»، الذي يعدّ من أشد الفصائل الموالية لتركيا، ليدفن في مكان نزوح عائلته في شمال غربي سوريا، واحتفظت القوات التركية بجثته في الثلاجة لحوالي أسبوع، إلى حين عودة عدد من قيادات الفصائل الموالية لتركيا، الذين يُسمح لهم بالعودة وتقبل طلبات عودتهم فوراً، بعكس عناصر المرتزقة، كما استأنفت تركيا في أغسطس الماضي، عمليات نقل المرتزقة السوريين، بعد أن سبق أن أعلنت، في يونيو الماضي، وقف عمليات نقل وتبديل المرتزقة حتى نهاية العام، ونقلت 420 مرتزقاً، وأرسلت تركيا آلافاً من قواتها إلى جانب آلاف المرتزقة من الفصائل المسلَّحة الموالية لها في سوريا، للقتال إلى جانب قوات غرب ليبيا، التابعة لحكومة الوفاق الوطني السابقة، التي كان يرأسها فائز السراج، وذلك بموجب مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني وقّعها مع الرئيس التركي في إسطنبول، في 27 نوفمبر 2019، إلى جانب مذكرة التفاهم في مجال تحديد مناطق الصلاحية البحرية في البحر المتوسط، لكن مجلس النواب الليبي لم يصادق على المذكرتين حتى الآن.
رحلات جوية مشبوهة
من جانبه، كشف موقع «أيتمال رادار»، المتخصص في تتبع حركة الطيران الحربي فوق البحر المتوسط، عن تتبع ثلاث رحلات جوية أقلعت من أنقرة إلى قاعدتي مصراتة والوطية الجويتين غرب ليبيا، مشيراً إلى أنه لم يتمكن من تتبع 3 طائرات أخرى تحركت في الاتجاه نفسه.
وقال الموقع: إنه تمكّن من تتبع 3 رحلات جوية أقلعت من أنقرة، ووصلت إلى مصراتة والوطية، وهي: طائرتان من طراز «إيرباص إيه 400 إم»، هبطت إحداهما في الوطية، والأخرى في مصراتة، وطائرة «لوكهيد سي 130» هبطت في مصراتة، ثم عادت بعد ذلك إلى أنقرة، ليل الأربعاء- الخميس، مضيفاً أنه لم يتمكن من تتبع حركة ثلاث طائرات أخرى تحركت في التوقيت نفسه.
ورفضت تركيا إجراء أي محادثات مع أطراف أخرى بشأن وجودها العسكري في ليبيا، باستثناء الحكومة الليبية، مؤكدة أنها تسعى لمساعدة ليبيا في إنشاء جيش موحد يجمع كل القوات شرق وغرب البلاد تحت مظلة واحدة.