ما هي دلالة استقالة مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية على الحرب في غزة؟

استقالة مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية على الحرب في غزة

ما هي دلالة استقالة مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية على الحرب في غزة؟
استقالة ميلر

أزمات متتالية تقع بها الخارجية الأمريكية إثر استقالات مستمرة من الخارجية الأمريكية والإدارة بعد حرب قطاع غزة المستمرة منذ ما يقرب من 9 أشهر، حيث رفض أغلب المستقلين من الإدارة الأمريكية الوضع الأمريكي الحالي في الحرب في ظل ارتفاع أعداد القتلى من المدنيين. 

ومؤخرًا أثار استقالة مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية المعني بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني في خضم حرب غزة أندرو ميلر الحيرة في الولايات المتحدة، معللاً استقالته إلى رغبته في قضاء المزيد من الوقت مع عائلته، وفقاُ لوسائل إعلام أمريكية.

من هو ميلر؟ 

"ميلر" هو أعلى مسؤول في الدبلوماسية الأمريكية على صلة بسياسة الحرب في غزة يستقيل من منصبه، وتشكل استقالته في هذا الوقت تحديدًا تحديًا حقيقيًا للخارجية الأمريكية، خصوصًا وأنه كان يتمتع بفهم وإدراك عميق للملف الفلسطيني الإسرائيلي.

وكشفت مصادر أمريكية، أن "ميلر" كان يعتزم الاستقالة منذ فترة على خلفية موقف إدارة بايدن من الحرب في غزة، خاصة وأنه كان يأمل في تغير مواقفها إزاء الحرب.

مدينة رفح 

ما دفع ميلر للاستقالة هو موقف الإدارة الأمريكية من الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح، وإخفاقها في معالجة موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتعنت من الحرب، وكان ميلر قد قدم أسبابًا عائلية كمبرر لخروجه من منصبه وتقديم استقالته.

وتزايدات الاستقالات والخلافات الأمريكية منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الأول.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: إن جميع العاملين في الوزارة متأسفون لاستقالة أندرو ميلر، نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية من منصبه، ونتمنى له التوفيق.

يصف زملاؤه أندرو ميلر بأنه مؤيد للحقوق الفلسطينية ومفكر دقيق في شؤون الشرق الأوسط. شغل سابقًا منصب مستشار سياسي كبير لسفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وشغل دورًا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض خلال إدارة أوباما.

وأشاد المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر بأندرو ميلر، قائلاً: "لقد جلب أندرو خبرة عميقة ومنظورًا حادًا إلى الطاولة كل يوم. الجميع هنا آسفون لرؤيته يرحل، لكننا نتمنى له التوفيق في مساعيه القادمة".

ويقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية طارق فهمي: إن ميلر لديه فهم وإدراك عميق للملف الفلسطيني الإسرائيلي، وبالتالي فخروجه رسميًا من ملف غزة وفلسطين بشكل عام بهذا الوقت، يعد تحديًا جديدًا للخارجية الأميركية، وذلك على الرغم من عدم وجود ردود فعل رسمية حتى الآن، فإن هناك إجماعًا كبيرًا في وسائل الإعلام الأميركية على أن استقالة ميلر بمثابة خسارة كبيرة للخارجية وللأصوات التي توصف بأنها متزنة ولها مواقف إيجابية من الحق الفلسطيني.

وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الإدارة الأميركية التي تظهر فيها الخلافات للعلن وتتوج بالاستقالات من عدة مواقع، وميلر كان معارضًا لما يحدث في غزة، وأن هناك آخرين سيحذون حذوه، معتبرًا أن هذه الاستقالات أمر غير مألوف في الإدارة الأميركية، ويعكس في الوقت نفسه عدم الرضا تجاه مواقف الإدارة من الحرب على غزة.

بينما يرى الباحث السياسي عادل الزعنون، أن التوترات الداخلية داخل وزارة الخارجية الأمريكية أدت إلى عدد قليل فقط من الاستقالات، على الرغم من أن حملات البريد الإلكتروني شجعت الاستقالات الاحتجاجية المتعلقة بالصراع، وتبرز استقالة ميلر كحدث مهم نظرًا لدوره واعترافه المبكر بالمخاطر الاستراتيجية التي تواجهها الإدارة.

وأضاف الزعنون - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن رحيل ميلر سيكون خسارة للإدارة بشكل عام ووزارة الخارجية بشكل خاص، إنه مؤشر واضح على الخسائر العامة التي خلفها الصراع، أولئك الذين يعملون على التعامل مع تداعياتها الأمنية على الولايات المتحدة وحلفائها.