الإمارات وتركيا.. كيف تُطور البلدان التعاون العسكري والدفاعي بينهما؟

تُطور تركيا والإمارات التعاون العسكري والدفاعي بينهما

الإمارات وتركيا.. كيف تُطور البلدان التعاون العسكري والدفاعي بينهما؟
الرئيسان الإماراتي والتركي

بات التعاون الإماراتي التركي، مؤشراً مهماً على ما تشهده منطقة الشرق الأوسط والعالم من تحولات إستراتيجية تؤسس لعالم إستراتيجي مختلف في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على العالم. 

وبعد قطيعة دامت لسنوات بين الإمارات وتركيا عادت العلاقات من جديد منذ عامين لطبيعتها، علاقة بها العديد من التحالفات المثمرة في عدة مجالات، ومن أهمها المجالات الاقتصادية. 

ومثل عام 2021 بداية للعلاقة وانطلاقاً للشراكة بين البلدين على المستوى الدبلوماسي والعسكري، والعلاقات الثنائية بين البلدين أقدمت على طفرة نوعية على جميع الأصعدة والمستويات. 

العلاقات العسكرية والدفاعية بين تركيا والإمارات
 
والروابط بين البلدين عسكرياً باتت واضحة عقب لقاءات متبادلة بين وزراء الدولة في المجال الدفاعي على مدار الأعوام الماضية وحتى الآن، وذلك بحثا لعدة مرات تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين لا سيما في المجال العسكري والدفاعي والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها بما يعزز المصالح المشتركة لأمن واستقرار المنطقة.

الزيارات المتبادلة والمباحثات الهاتفية بين البلدين مستمرة، فقد شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال قمة عقداها عبر تقنية الاتصال المرئي، أوائل مارس الماضي، مراسم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والجمهورية التركية. 

 وقد باتت هذه الاتفاقية إحدى أبرز نقاط التعاون الإستراتيجي بين البلدين في المرحلة الراهنة بما تتيح من فرص وما توفر من آفاق واعدة للمستقبل، وتعزز اتفاقية الشراكة بين البلدين سلسلة المبادرات المتبادلة والمتواصلة بين البلدين، الهادفة إلى تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات. 

تطوير العلاقات بالمجالات الدفاعية

وفي خضم جهود تعزيز التعاون في مختلف المجالات خاصة بمجال الدفاع خاصة في قطاع الغاز والطاقة، فقد وقع البلدان مذكرتي تفاهم لتطوير العلاقات بينهما منذ عام 2022. 

وأوضح بيان صادر عن رئاسة الصناعات الدفاعية التركية التابعة لرئاسة الجمهورية في حينها، أنه استمرارا لتكثيف علاقات التعاون الدفاعي بين البلدين، التقى مسؤولون حكوميون وشركات من البلدين في العاصمة أنقرة، وأشار البيان إلى مشاركة إسماعيل دمير رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، وطارق عبد الرحيم الحوسني، الرئيس التنفيذي لمجلس التوازن الاقتصادي الإماراتي وكبار المسؤولين العسكريين ومديري الشركات من البلدين.

كما تم التوقيع مجددا على "خطاب نوايا" بشأن التعاون في الصناعات الدفاعية، والذي وقع خلال زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الإمارات العربية المتحدة في فبراير، وتركيا والإمارات العربية المتحدة، وقعتا 13 اتفاقية تشمل مجالات الاستثمار، والدفاع، والنقل، والصحة، والزراعة ضمن زيارة رسمية للرئيس رجب طيب أردوغان إلى أبوظبي في فبراير.

أمر مهم للغاية
 
قال أستاذ العلوم السياسية الدولية طارق فهمي: إن تقدير التقارب التركي الإماراتي في هذا التوقيت أمر مهم للغاية، لأنه بطبيعة الحال سيؤدي إلى تعاون مباشر في هذا الإطار، حيث إن التعاون المشترك بين البلدين تعاون اقتصادي في الأساس، لأنه هنا وقعوا اتفاقية السواف مع البنك المركزي للإمارات وقيمتها أكثر من ٤ مليارات دولار تقريبا خلال ثلاث سنوات ويستهدفان تعزيز التبادل التجاري وتحسين التعامل المالي بين البلدين.

وأضاف في تصريحات لـ "العرب مباشر"، أن التعاون المباشر بين أنقرة وأبوظبي مؤشر لتطورات مهمة بعد زيارة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، وأعتقد أن هذا ما يحدث في هذا التوقيت لأنه مهم لاعتبارات متعلقة بالتعاون المشترك بين البلدين.

ولفت فهمي إلى أن الإمارات وتركيا تتعاونان الآن في مجالات متعددة وفي مجالات لرفع مستوى التمثيل التجاري ومجالات السياحة وأيضا رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية على مستوى كبير وتطبيع العلاقات بصورة جيدة، وليس تعاونا عسكريا أو دفاعيا فقط، مشيرا إلى أن الإمارات تنفتح بصورة كبيرة وتنفتح على الإقليم وعلى الدول الكبرى، ومن خلال تعزيز التعاون العسكري فإن هناك العديد من الاعتبارات بالمجال العسكري جزء منها إستراتيجي وآخر سياسي، وفي مجال الدفاع أعتقد أن ذلك الأكثر أهمية لأنهم يبنون إستراتيجية دفاعية بين البلدين وبالتالي ستشهد مجالات كبيرة في الفترة المقبلة.

وأشار فهمي إلى دورة أردوغان خلال هذه الفترة والتي سيتم من خلالها زيارة الإمارات فيها تركيز على البعد الاقتصادي وليس السياسي ولكن هناك اهتمام كبير جدا في مستوى العلاقات بين الطرفين والتركيز على الدول الخليجية لأردوغان مهمة لأنها تنقل رسائل في اتجاهات متعددة، والأتراك لديهم تقدم كبير  في مجال التعاون العسكري والإستراتيجي.