لماذا تدعم بريطانيا جماعة الإخوان رغم تهديداتها لاستقرار العالم؟

تدعم بريطانيا جماعة الإخوان رغم تهديداتها لاستقرار العالم

لماذا تدعم بريطانيا جماعة الإخوان رغم تهديداتها لاستقرار العالم؟
صورة أرشيفية

لا تزال إجراءات الحكومة البريطانية، الحاضنة الكبرى لجماعة الإخوان داخل أوروبا، لم يكن بها جدية فيما يتعلق بمراجعة أنشطة وأفكار التنظيم، المصنف على قوائم الإرهاب بعدة دول عربية، رغم التحذيرات الأمنية والاستخباراتية المتصاعدة مؤخراً من مخاطر إرهابية محتملة لنشاط التنظيم داخل القارة الأوروبية.

الملاذ الآمن 

وكشفت دراسة حديثة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أنه لا تزال لندن وأنقرة تمثلان ملاذاً آمناً لعناصر تنظيم الإخوان الهاربين من مصر منذ عام 2013، وتُعدّ الدولتان المعقل الأكبر للتنظيم داخل أوروبا.

تُرجع الدراسة استمرار الدعم البريطاني للتنظيم، رغم المخاوف المتزايدة من الإرهاب، إلى ارتباط الحكومات البريطانية بمصالح واسعة مع جماعة الإخوان.

ووفق الدراسة، يرتبط الإخوان في بريطانيا بمنظومة مهمة للغاية من المصالح، التي ترتبط بأمور سياسية وأمنية واجتماعية، جعلت لهم أهمية كبرى لدى الحكومات المتعاقبة، ويتم ذلك من خلال نظام مؤسسي مُحكَم، يشمل منظومة من الجمعيات وصلت إلى ما يقارب (60) منظمة داخل بريطانيا.

أنشطة اقتصادية ضخمة

تقول الدكتورة عقيلة دبيشي، رئيس المركز الفرنسي للدراسات الإستراتيجية، إن من أسباب انتشار جماعة الإخوان بشكل كبير في أوروبا وخاصة بريطانيا تنامي حجم الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة لجماعة الإخوان في بريطانيا. وتشير التقديرات إلى أنّ تنظيم الإخوان المسلمين يمتلك ثروات مالية تتراوح بين (8 - 10) مليارات دولار.

وأضافت في تصريح لـ"العرب مباشر": حصلت شركات الإخوان المسلمين ومؤسساتها على الوضع القانوني، ويرجع ذلك إلى تخوف بريطانيا من أن تتحول أنشطة الجماعة إلى النشاط السري لضرب المصالح البريطانية وتهديد أمنها.

ولفتت أنّ هناك حوالي (60) منظمة داخل بريطانيا ترتبط بجماعة الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي، بينها منظمات خيرية، ومؤسسات فكرية، وقنوات تلفزيونية، مؤكدة أنه لا ترغب بريطانيا في وقف الدعم أو الإعلان عن موقف واضح تجاه التنظيم، الذي يتخذ من لندن مقراً رئيسياً له، وتشير غالبية المؤشرات إلى استمرار الدعم المقدم من السلطات البريطانية لجماعة الإخوان، وربما المؤشر الأهم هو استضافة بريطانيا لعدد من العناصر الذين غادروا تركيا، واستضافة منصات التنظيم الإعلامية بديلاً عن إسطنبول.