لماذا تمانع قطر عودة سوريا إلى حاضنتها العربية؟
تسعي قطر إلي الوقوف حائل دون عودة سوريا إلي جامعة الدول العربية
في ظل محاولة ترتيب البيت العربي وإعادة بعض الدول الكبرى التي أصابها التدمير والتشتت نتيجة انتشار الإرهاب، تبقى دولة قطر وحدها مستمرة في مخططاتها لدعم إبعاد سوريا عن محيطها العربية.
وتكللت المحاولات العربية لترسيخ الاستقرار في سوريا بزيارة وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد، إلى سوريا ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد، وسط الحديث عن إعادة سوريا إلى الجامعة العربية في القمة المرتقبة بمارس المقبل.
ترتيب البيت العربي
قال الدكتور فهد الشليمي، المحلل السياسي الكويتي، إن الأوضاع في المنطقة العربية في الوقت الحالي تسير في طريق لملمة للوضع، عبر دمج كنترول إصلاح الأضرار.
أضاف الشليمي في تصريحات للعرب مباشر، أنه في ظل تلك الخطوات هناك ضغط لخروج إيران من سوريا، بالتوازي مع التوافق العربي على إعادة تأهيل النظام، حيث إن دخول سوريا لجامعة الدول العربية مرهون بموافقة جميع الأعضاء، هذا حسب ميثاق الجامعة العربية.
فاعلية الدور المصري - الإماراتي
كما لفت الشليمي إلى أن الدور المصري كان فعال في تأهيل النظام السوري، مضيفا: "لذلك أعتقد أنه سوف يطلب بعض التنازلات من النظام سواء في عودة اللاجئين أو في أمور أخرى لكي يتم نجاح تلك التحركات".
كما أكد أن دولة الإمارات اختصت لنفسها إصلاح الأوضاع السورية، ولاسيما بعد أحداث الربيع العربي، قائلاً: "فبدأت الحقيقة في إصلاح الأمور وفتحت سفارة في سوريا".
ونبه الشليمي إلى أن بالرغم من اعتقاد البعض في أن الرئيس السوري بشار الأسد، مسؤول عن مقتل شعبه وعن المجازر التي وقعت بسوريا، ولكن بدائل الخيارات الأخرى من الأنظمة الموجودة قد تكون أسوأ وعلى سبيل المثال تنامي تنظيم داعش الإرهابي.
موافقة عربية لعودة سوريا للجامعة العربية
أردف: "أعتقد أن هناك قبولا عربيا الآن، وإن لم يكن معلنا لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، مع عدة اشتراطات في تأهيل النظام، أبرزها ضرورة تخفيف التواجد الإيراني بشكل كامل".
إلى ذلك، اعتبر الشليمي أن دولة الإمارات تحاول أن تعمل من أجل تحقيق هذه التوافقات، وهو دور مشهود لها في عدة ملفات من بينها ملف إثيوبيا وإريتريا.
امتناع قطري
قال:" لكن يبقي خيار عودة سوريا لجامعة الدول العربية مرهونًا بحالتين الحالة الأولى موافقة جميع الدول الأعضاء وأعتقد أن هناك تمنعًا قطريًا في هذا الموضوع، ولكي يمكن التجاوز في هذا التمنع القطري على النظام أن يقوم بإصلاحات بعفو عامّ بتأهيل المشهد وعودة السوريين لبلادهم".
كما حذر من ضعف الوضع العربي في عدد من البلدان نتيجة أحداث الربيع العربي، الذي دمر مقدرات الأمة العربية والدول الكبيرة، حسب قوله.
تابع:" لذا هناك حاجة إلى إجراء عمليات جراحية في كل مكان في الوطن العربي وهو وصل الأعضاء مع بعضها فهناك نوع من الجو التصالحي، ينطلق من ملل الشعوب من تدخل الإرهاب والانهيار الاقتصادي من التشرد واللجوء".
دور قطر التخريبي
من جانبه قال السياسي السوري سلمان الشبيب، رئيس حزب سوريا أولا، إنه منذ بداية الأزمة السورية كان واضحاً الدور التخريبي لقطر، ومساهماتها الفعالة في تفاقم الأحداث سياسياً وإعلامياً وأمنياً وعسكرياً، وأخذها هذا المنحى الخطير الذي هدد وحدة وسيادة واستقلال الدولة السورية وتسبب بهذا الدمار والضرر الفادح الذي لحق بمصالح الشعب السوري وحياته ومستقبله.
أضاف في تصريحات للعرب مباشر: "كانت قطر وباعتراف حمد بن جاسم رئيس وزرائها السابق ترسل الأموال والأسلحة وكل أنواع الدعم إلى تركيا، ومنها إلى التنظيمات الإرهابية التي تقتل وتدمر وتنهب على الأرض السورية وبعض هذه المساعدات استخدم لاستقدام عشرات ألوف الإرهابيين من مختلف دول العالم إلى سوريا، من آسيا الوسطى والصين إلى أوروبا ودول المغرب العربي، وكان بعضهم يتم استقدامهم مع عائلاتهم في ما يشبه الغزو الاستيطاني للأرض السورية مثل التركستان والشيشان وغيرهم".
كما شدد على أن قطر ما زالت تتلاعب بالملف السوري، قائلا: "لا تزال قطر وحتى بعد أن تم استبعادها إلى حد ما عن الملف السوري تنسق مع تركيا وتدعم السياسة التركية الاحتلالية في سوريا، وتقدم الدعم عن طريقها إلى جماعات مصنفة من قبل المجتمع الدولي، كتنظيمات إرهابية كهيئة تحرير الشام وعدد من التنظيمات التي تديرها المخابرات التركية وحتى تسمى بمسميات عثمانية".
قال شبيب: "وفي الفترة الأخيرة وبعد التغيرات الإيجابية العربية تجاه سوريا التي ظهرت بمواقف أكثرية الدول العربية ولعبت مصر الشقيقة دوراً كبيرا في الوصول إليها بدا الموقف القطري وكأنه نعيق شاذ خارج السرب العربي برفضه وعرقلته عودة سوريا إلى الجامعة العربية".
تصريحات قطرية عدائية
فيما اعتبر السياسي السوري البارز، أن تصريحات وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن آل ثاني، منذ عدة أيام عبرت عن موقف عدائي واضح تجاه سوريا، مستطردا: "لكن من الجلي أن الموقف القطري وخاصة بعد تراجع إمكانية تأثيرها على كل ملفات المنطقة ومنها الملف السوري ورجحان كفة المواقف العروبية العقلانية المعتدلة التي تقودها مصر تدرك جيداً أهمية سوريا ودورها المحوري في الأمن القومي العربي وأهمية عودتها إلى حاضنتها الطبيعية".
أضاف: "وضرورة أن يساعد العرب سوريا على الخروج والتعافي من محنتها وأن تستعيد سيادتها ووحدة أراضيها، كل ذلك سيقلل إلى حد كبير من إمكانية نجاح قطر في عرقلة عودة سوريا إلى الجامعة العربية وإمكانية تحسن العلاقات العربية مع سوريا الذي بدأ يظهر ويترجم فعلياً".