القضية الفلسطينية والسلوك المنافق لتركيا

القضية الفلسطينية والسلوك المنافق لتركيا

تقيم تركيا علاقات في كافة المجالات مع إسرائيل، ورغم ذلك عندما أعلنت الإمارات أنها تسير باتجاه التطبيع مع إسرائيل برعاية أميركية، وقفت تركيا تعوي، وتعلن رفضها لخطوة الإمارات، وتتهم من يؤيد هذه الخطوة بالخيانة رغم أن السفارة الإسرائيلية في تركيا، وهناك تبادل تجاري، وعلاقات اقتصادية، وعسكرية بين تركيا وإسرائيل، وهذا يؤكد السلوك المنافق لنظام أردوغان الذي أراد استغلال هذا الحدث الهام والتاريخي من أجل مكاسب سياسية لا طائل منها خاصة أن أردوغان أصبح كارتًا محروقًا عند الشعوب العربية والإسلامية، وعند شعبه أيضا، لكنه يخاطب أنصاره من مجانين تيار الإسلام السياسي الذين يحللون علاقات تركيا مع إسرائيل، ويحرمونها على الإمارات. 


أردوغان الذي زار إسرائيل، و أعلن مباركته قبل صفقة ترامب ووافق على أن تصبح القدس عاصمة لإسرائيل يتحدث اليوم، ويهاجم الإمارات، ويعلن أنه يفكر في إغلاق سفارة تركيا في أبوظبي، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها مع أن هذا القرار سيادي لدولة الإمارات، ولا يحق لأردوغان أو غيره التدخل في شؤون دولة لها سيادة، وهي تبحث عن مصلحة شعبها كما يبحث أردوغان عن مصلحة تركيا في إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل. 


تركيا تاجرت بالقضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، في الحقيقة لم تقدم تركيا أي خدمة تذكر للقضية الفلسطينية بل كانت تستخدم القضية للضغط على إسرائيل من أجل الحصول على مكاسب اقتصادية فقط، واستفادت أيضًا من أموال الخليج التي كانت تدعم التيارات الفلسطينية من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني، لكن للأسف كانت هذه الأموال لا تصل إلى الشعب الفلسطيني، وكانت تصل إلى تركيا في شكل استثمارات، وتدخل مكاسبها في خزينة تركيا، وجيوب قيادات التيارات الفلسطينية بينما الشعب الفلسطيني كان يعاني بسبب هؤلاء الذين يرفضون أي فرصة حقيقية للسلام من أجل مكاسب مادية. 


تركيا لا يهمها الشعب الفلسطيني، ولا القضية الفلسطينية، واستخدمت فلسطين ذريعة من أجل احتلال سوريا، والعراق، وليبيا، وبدلاً من أن تحرر فلسطين وتعيد القدس قامت تركيا بسرقة أراضٍ عربية، وقتلت أبناء العرب، والقضية الفلسطينية كانت مجرد بوابة عبور للأتراك على جثث ودماء العرب. 


الإمارات اليوم اتخذت خطوة جريئة سوف تفتح الباب أمام سلام حقيقي في المنطقة، وتحرك المياه الراكدة، وتقضي على أي توترات يمكن أن تهدد الأمن، والاستقرار في الشرق الأوسط، وغدًا سوف يعرف العرب مَن يعمل لصالح القضية الفلسطينية ولصالح هذه المنطقة، ومَن كان يستغلهم لمصالحه الخاصة، وإن غدًا لناظره قريب.