"بن علي يلدريم".. كرباج أردوغان الطليق بتركيا

"بن علي يلدريم"

فرض الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أتباعه ورجاله على الحكومة ليتولوا المناصب القيادية الهامة ويتحكموا في شؤون البلاد من أجل تنفيذ أغراضه الاستغلالية، وفرض قبضته وهيمنته على جميع المؤسسات، وكتم الأفواه وتقييد الحريات وامتصاص دماء الشعب التركي، وفي المقابل توسيع ثروات أردوغان وأتباعه.


على رأس الوزارات المؤثرة والأحزاب الموالية، وضع أردوغان بكل منه واحدا من أبرز رجاله، ليكون ألمعهم وأقربهم هو بن علي يلدريم، كردي الأصل، الذي يُوصف بأنه "الصديق الوفي" للرئيس التركي، كونه لعب أدوارا مهمة في أكثر من موقف ساعد فيه أردوغان.
   
البداية


ولد بن علي يلدريم في قرية قايي، بولاية أرزينجان شمال شرقي البلاد، في 20 ديسمبر عام 1955، ولديه 6 إخوة، درس في كلية العلوم البحرية وبناء السفن بالجامعة، ثم استكمل دراسته بالسويد، وحصل عام 1991 على درجة الدكتوراه التخصصية من جامعة الملاحة البحرية التابعة للمنظمة الدولية.

عقب ذلك، عمل بمجال صناعة السفن وإنشائها في تركيا منذ 1978، وتدرج في عدة مناصب حتى لفت نظر أردوغان بمشاريعه، الذي عينه مديرا لشركة الحافلات البحرية التابعة لبلدية إسطنبول عندما فاز برئاستها، ونفذ يلدريم أول مشاريعه عندما تسلم إدارة الطرق البحرية لإسطنبول من 1994 إلى 2000.

انتخب يلدريم نائبا في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية عن إحدى دوائر إسطنبول، ثم انتخب نائبا عن مسقط رأسه أرزينجان في الدورة 23، ثم نائبا لإزمير، وتولى وزارة النقل في جميع حكومات حزب العدالة والتنمية منذ 2010.
 
الصداقة مع أردوغان


برزت صداقة قوية بين يلدريم وأردوغان، ليؤسسا معا حزب العدالة والتنمية عام 2001، ثم أشرف على العديد من مشاريع البنى التحتية والنقل البحري، التي أكسبت حكومة أردوغان شعبية، ومكنتها من الفوز بأول انتخابات لها عام 2002، لذلك سرعان مع اختاره الرئيس التركي في خلافته برئاسة الحزب ورئاسة الوزراء عقب وصوله لسدة الحكم عام 2014.

ومنذ ذلك الحين، بات "يلدريم" مقربا للغاية من أردوغان ونفذ مهماته الصعبة من أجل القصر الجمهوري، وجعله مستشارا خاصا له ورئيسا لحكومة الظل، كما يسميها الإعلام التركي.

كما اختاره أردوغان لخلافته في رئاسة بلدية إسطنبول، بالانتخابات الماضية، لكنه لم يتمكن من حصد الأصوات في مقابل المرشح المعارض، ليخوض من أجله الرئيس التركي معركة كلامية طاحنة وصلت لإعادة الانتخابات من أجله ليختار الشعب مجددا المرشح من الحزب المعارض.
 
رئاسة الوزراء

في 5 مايو عام 2016، أعلن رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو أنه سيترك منصبه كزعيم لحزب العدالة والتنمية ولن يرشح نفسه في الانتخابات لزعامة الحزب، بسبب خلافات مع أردوغان جراء الكثير من القضايا الإشكالية مثل قانون الشفافية، وقضية فساد الوزراء وتبييض الأموال.

أصبح يلدريم هو الأوفر حظا لخلافة أوغلو، ليكون في 19 مايو من العام نفسه، هو المرشح الوحيد لذلك المنصب، ويحصل على أصوات 1405 أصوات، من أصل 1411 شاركوا في الانتخاب وبحسب القانون الداخلي لحزب العدالة والتنمية، فإن رئيس الحزب يصبح تلقائيا رئيسا للوزراء.
 
انتقادات حادة

واجه يلدريم انتقادات حادة وجهت له، لعل أكبرها عام 2004، بسبب واقعة انحراف قطار سريع عن مساره بين أنقرة وإسطنبول، الأمر الذي دفع بعدد من المنظمات غير الحكومية واتحادات التجارة لإثارة الجدل معتبرين أن يلدريم الذي كان حينها وزيرا للنقل لم يأخذ بعين الاعتبار رأي الخبراء حول القطارات السريعة والسكك الحديدية المطورة التي قدمها وحزبه. 

وفي عام 2005، حيث ظهرت زوجته المحجبة في عشاء عمل وهي تجلس بعيدا عنه، حيث اتهمته صحف المعارضة بازدراء النساء.

وتكررت تلك الانتقادات مجددا عندما تولى وزارة النقل، بسبب تصريحاته المثيرة للجدل في الإعلام بشأن مراقبة الحكومة المكالمات الهاتفية، إذ رد على المعترضين بقوله: "إذا لم تكن بصدد عمل مخالف للقانون، لماذا تقلقك المراقبة".

كما أثار الجدل العام الماضي، بقوله إنه يرتدي خاتما في إصبعه، به حجر من مقام النبي إبراهيم عليه السلام بالكعبة، قائلا: "إنه هدية من نجلي، الحجر الذي يزين الخاتم تم اقتلاعه من حجر مقام النبي إبراهيم بالكعبة"، دون تقديم أي معلومات عن كيفية اقتلاع حجر خاتمه من المقام المحفوظ داخل قفص زجاجي، ومن أين حصل نجله على هذا الحجر.