تظاهرات واقتحام ... تداعيات تفجيرات مرفأ بيروت تفجر الشارع اللبناني
قرر الشعب اللبناني المنكوب بسبب الطبقة السياسية الحاكمة المتواطئة مع حزب الله وإيران، انتزاع حقوقه السيادية اليوم، واستعادة البلد المسلوب من قِبل الفاسدين من قرابة الـ30 عامًا.
احتشد اللبنانيون في تظاهرات ضخمة أمام البرلمان اللبناني صباح السبت، لينتهي يوم المحاسبة باقتحام مباني الحكومات واعتبارها مقار رسمية لـ"الثورة اللبنانية" ضد فساد الحكام.
فيما توالت أحداث اقتحام اللبنانيين لعدد من الوزارات والمباني السيادية في منطقة وسط بيروت، مساء السبت في إشارة للتخلص من الطبقة الحاكمة اللبنانية بشكل نهائي.
حاول عشرات المتظاهرين اللبنانيين الثلاثاء اقتحام مبنى وزارة الطاقة في بيروت احتجاجًا على الانقطاع المتواصل للكهرباء، القطاع المهترئ الذي كبّد الدولة مبالغ طائلة ويشكل إصلاحه مطلبًا دوليًا ملحًّا.
تظاهرات حاشدة .
ووقعت اشتباكات بمحيط مقر البرلمان اللبناني بين محتجين وقوات الأمن، وطلقت قوات الأمن في لبنان الغاز المسيل للدموع على متظاهرين يحاولون عبور حاجز للوصول إلى مبنى البرلمان بوسط بيروت.
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني عن إصابة 127 شخصًا في اشتباكات لبنان بين المحتجين وقوات الأمن، فيما يستمر في إرسال فرق خاصة لمحاولة إنقاذ الباقين.
ونظمت مجموعة من المتظاهرين وقفة احتجاجية أمام وزارة الطاقة، حصل خلالها تدافُع مع القوى الأمنية التي حاولت منعهم من اقتحام المبنى.
وتمكن عدد من المتظاهرين من تخطي سور الباحة الخارجية للوزارة ووضعوا خيمًا للاعتصام داخلها قبل أن تخرجهم القوى الأمنية، ليعتصموا خارجها كما أقدموا على قطع طريق حيوي قربها.
وأكد متحدث باسم المتظاهرين أنهم سيواصلون إغلاق مبنى الوزارة حتى يوم غد.
اقتحامات وتخلص من الطبقة الفاسدة
واقتحم محتجون مقر وزارة الخارجية اللبنانية بالعاصمة بيروت خلال الاحتجاجات المندلعة، اليوم السبت، ضد الحكومة على خلفية حادث انفجار مرفأ بيروت.
وقام المتظاهرون بإعلان مبنى الوزارة مقرا للثورة اللبنانية، وسط رفع رايات مطالبة بنزع السلاح من حزب الله اللبناني، والمطالبات برحيل الرئيس اللبناني ميشال عون.
ونقلت "رويترز" عن شهود عيان: أن المحتجين أحرقوا صورة للرئيس اللبناني ميشال عون".
وأضافت، قال أحد المحتجين في مكبر صوت: "نحن باقون هنا ندعو الشعب اللبناني لاحتلال جميع الوزارات".
كما اقتحم محتجون لبنانيون، مبنى وزارة الاقتصاد وسط بيروت، تعبيرًا عن غضبهم من المسؤولين على خلفية أحداث انفجار مرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، وفقًا لما أعلنته وسائل إعلام لبنانية.
وتبعه اقتحام آخر لوزارة البيئة، واستيلاء المتظاهرين على المبنى، ويأتي ذلك في ظل استمرار المحتجين اللبنانيين للتعبير عن غضبهم ضد الطبقة الحاكمة في لبنان.
فيما أفادت أنباء بأن المتظاهرين اتجهوا في الوقت الحالي إلى مبنى وزارة الداخلية اللبنانية وسط أنباء عن اقتحامها.
من ناحيتهم، علق المحتجون في وسط بيروت عددًا من المشانق، كتعبير عن ضرورة معاقبة مَن يتحملون مسؤولية انفجار مرفأ بيروت.
واقتحم المحتجون مقر جمعية المصارف وسط بيروت وأضرموا النيران فيه، وسط سماع دوي طلقات نار في موقع المظاهرات في وسط بيروت
سلمية التعبير
وفي وقت سابق اليوم، أصدر الجيش اللبناني، بيانًا دعا فيه المواطنين للالتزام بسلمية التعبير والابتعاد عن قطع الطرق، مؤكدًا على تفهمه لصعوبة الأوضاع الذي يمر بها لبنان.
وأظهر فيديو مصور لحظات اشتعال النيران في أحد المباني الكبيرة وسط العاصمة اللبنانية بيروت بعد اقتحامه من قبل المحتجين.
المطالبة بنزع السلاح من حزب الله
وعلق المتظاهرون لافتات على واجهة مبنى وزارة الخارجية اللبنانية، تطالب بنزع السلاح من حزب الله اللبناني، مؤكدين أنه السبب الرئيسي لما آلت إليه لبنان من أوضاع كارثية.
وطالب المتظاهرون الأمين العام لميليشيا حزب الله اللبناني "حسن نصرالله"، بالابتعاد عن المشهد اللبناني، مؤكدين أنه قاتل اللبنانيين وبسبب ولائه إلى الخارج أصبحت لبنان "خرابًا".
الاقتحام دليل على استرداد الشعب لحقوقه
من جانبه قال المحلل السياسي اللبناني بشير عاصم، إن اقتحام المحتجين إلى مقر الوزارات، وإعلانهم أنها مقر للثورة، دليل كبير على أن الشعب اللبناني، قرر استرداد حقوقه المسلوبة عن طريق القوة، لافتًا إلى أن "يوم الحساب" كما أطلق عليه المحتجون لن يكون لبنان بعده مثل قبله.
وأضاف عاصم في تصريحات لـ"العرب مباشر": "التحرك اليوم السبت يشير إلى حركة للتخلص من الطبقة السياسية الحاكمة التي لم تقم بواجبها في الاعتراف بأن تفجيرات مرفأ بيروت تدل على فسادهم وحدهم"، موضحا أن الشعب لا يثق في الحكومة الحالية لكي تقوم بدورها في كشف التحقيقات حول حادث بيروت.
وطال المحلل اللبناني، بوجود لجنة تحقيق دولية تشرف على التحقيقات الخاصة بتفجيرات مستودع 12، موضحًا أن رحيل حكومة الدكتور "حسان دياب" أصبح ضرورة لا غنى عنها.