خبراء: تنظيم داعش الإرهابي عاد ثانية للبنان بسبب غياب الدولة
أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني عدداً من المنتمين إلى تنظيم "داعش" بلغ عددهم ثمانية عشر عنصرا بينهم اثنا عشر سورياً وستة لبنانيين.
وأفيد بأن أحد اللبنانيين من أصحاب السوابق وكان أُوقف سابقاً بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية، ويُعتبر باعتراف عدد من الموقوفين العقل المدبّر الذي يتزعّم المجموعة الداعشية.
أسباب سياسية
من جانبه قال الباحث اللبناني، أحمد ضاهر، إن الأزمة السياسية في لبنان والمتمثلة في تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية المكلف بها سعد الحريري، منذ أشهر وانسحاب الأزمة مؤخرا إلى الشارع اللبناني في مدينة طرابلس وغيرها من المناطق، تدل على أن هناك من يحاول تحريك الخلايا النائمة للتنظيمات الإرهابية.
وأضاف ضاهر: " تنظيم داعش الإرهابي في سوريا أصبح يصدر أوامره وخططه الجديدة إلى لبنان، ومؤخرا بدأ التنظيم الإرهابي رحلة العودة إلى الواجهة في سوريا، عقب تجمع عناصره الإرهابيين الذين تفرقوا في المدن وفي مناطق قوات سوريا الديمقراطية ومناطق نفوذ قوات الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية الموالية لها، وذلك من خلال تصاعد الهجمات التي يشنها على قوات سوريا الديمقراطية".
فيما قال عبدالله أبو العلا، الباحث المتخصص في الشؤون العربية، إن التنظيمات المتطرفة تظهر وتستعيد نشاطها مرة أخرى، حيث لا وجود للدولة وحيث الحكومات المركزية ضعيفة، فضلا عن التوتر المذهبي القائم، حيث إن تنظيم داعش الإرهابي هُزم وطُرد من مناطق كثيرة في لبنان وغيره من الدول، إلا أنه لم يتم القضاء عليه، وما دام هذا التنظيم عقيدة وطريقة تفكير فهو يعمل لملء الفراغات التي يحدثها تلاشي السلطة في الدول الضعيفة وحيث الحكومات غير المؤثرة في بلادها، وهو واقع موجود بالفعل في العراق وسوريا وتمدد من فترة ليست بالقصيرة إلى لبنان".
سيطرة ميليشيات حزب الله
وأضاف: "عندما كانت الدولة اللبنانية متماسكة وقوتها العسكرية قائمة تمكنت من طرد العناصر الإرهابية المتطرفة، أما اليوم وبعدما ضعُفت وعاد التوتر المذهبي وسيطرة ميليشيات حزب الله اللبناني على بعض المناطق، فمن الطبيعي توقع عودة تنظيم داعش الإرهابي وتنظيمات أخرى متطرفة، سواء في لبنان أو العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن".
وتوصلت مديرية المخابرات بعد التحقيقات إلى أن تنظيم داعش يخطط للعودة إلى تنفيذ عمليات إرهابية في لبنان من خلال استغلاله وجود النازحين في عدد من المخيمات، أبرزها تلك الواقعة في أطراف بلدة عرسال.
ولم تستبعد المديرية أن الذين أوقفوا كانوا يخططون للقيام بعمليات انتحارية على غرار العمليات التي نفّذتها مجموعات تُعرف باسم الذئاب المنفردة.