خبراء: لا نستبعد تورط تركيا في المشاركة بمحاولة الانقلاب على رئيس وزراء أرمينيا
أعلن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، اليوم الخميس، أن خطابا للقوات المسلحة يطالبه بالاستقالة يصل إلى حد محاولة انقلاب عسكري، ليقوم بإقالة رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ودعا أنصاره إلى التجمع في وسط العاصمة يريفان، رفضا لـ"محاولة الانقلاب".
وفي نوفمبر الماضي، قال جهاز الأمن الوطني في أرمينيا: إنه تم إحباط محاولة اغتيال استهدفت باشينيان، والاستيلاء على السلطة من جانب مجموعة من المسؤولين السابقين، حيث قال جهاز الأمن الوطني حينها: إنه تم اعتقال رئيسه السابق آرتور فانيتسيان والرئيس السابق للكتلة البرلمانية للحزب الجمهوري فاهرامبا غداساريان والمحارب السابق آشوت ميناساريان، مشيرا إلى أن المشتبه بهم كانوا يعتزمون اغتصاب السلطة بطريقة غير مشروعة من خلال اغتيال رئيس الوزراء وكان هناك بالفعل مرشحون محتملون يجري بحث تنصيبهم مكانه.
اتفاق وقف إطلاق النار بناغورنو كاراباخ
من جانبه قال محمد بركات، الباحث في العلاقات الدولية: إن رئيس وزراء أرمينيا تعرض لضغوط مع تظاهر آلاف المحتجين للمطالبة باستقالته، بسبب توقيعه اتفاقا لوقف إطلاق النار ضمن لأذربيجان الحفاظ على المكاسب الميدانية، التي حققتها في إقليم ناغورنو كاراباخ بعد معارك استمرت 6 أسابيع، مؤكدا أن باشينيان لم يكن أمامه خيار سوى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لمنع تكبد المزيد من الخسائر على الأرض، وأضاف أنه يتحمل المسؤولية شخصيا عن تلك الانتكاسات لكنه رفض مطالبات بالتنحي، متجاهلا الاتفاق الذي ينهي العمليات العسكرية في إقليم ناغورنو كاراباخ، المعترف به دوليا كجزء من أذربيجان، لكن يقطنه الأرمن، وطبقا للاتفاق يتم نشر ألفي جندي روسي لحفظ السلام في الإقليم.
وأضاف بركات: "تركيا لا تريد الاستقرار لأرمينيا، نظرا للصدام التاريخي بين البلدين والمتمثل في عدم اعتراف تركيا بمذابح الأرمن منذ أكثر من قرن، بالرغم من وجود دلائل كافية ومعترف بها دوليا، موضحا أنه منذ أوائل التسعينيات سيطر الأرمن عسكريا على كل أراضي إقليم ناغورنو كاراباخ ومساحات واسعة من الأراضي الأذربيجانية، التي تحيط به، وفقد الأرمن كثيرا من أراضي الإقليم نفسه فضلا عن الأراضي المحيطة به، وإذا استمرت المعارك، كانت القوات الأذربيجانية وتركيا سيقومان باحتلال أرمينيا".
مذابح الأرمن
فيما قال عبدالله مجدي، الباحث في الشؤون الدولية، إنه من غير المستبعد تورط تركيا فيما حدث اليوم، لاسيما وأن رئيس الوزراء الأرميني يتصدى منذ توليه منصبه للانتهاكات التركية وفضح مزاعم أنقرة النافية لمذابح الأرمن.
وأضاف مجدي: "رئيس الوزراء الأرميني أشار في اتصال هاتفي بمستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي روبرت أوبراين، إلى استحالة ضمان وقف إطلاق النار دون الإشارة إلى الجهة التي انتهكته ومن هو الذي يهتم باستمرار الحرب، حيث اتهم باشينيان أذربيجان وتركيا التي تدعمها بأنها انتهكت اتفاقات حول وقف إطلاق النار 3 مرات، متجاهلة جميع قواعد العلاقات الدولية وجهود الرؤساء المناوبين لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".