التوترات بين إسرائيل والأمم المتحدة.. كيف تتصاعد الأزمة؟
التوترات بين إسرائيل والأمم المتحدة.. كيف تتصاعد الأزمة؟
في السابع من أكتوبر 2023، وقعت أحداث الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس وتصاعدت لتشمل حزب الله وإيران؛ مما أسفر عن الآلاف من القتلى والجرحى.
وجاء هذا التصعيد في وقت كان فيه الوضع الإقليمي متوترًا بالفعل، إلا أن الهجمات اعتبرت واحدة من أكثر الأحداث دموية منذ سنوات.
على إثر هذه الأحداث، استجابت الأمم المتحدة بسرعة بإصدار بيانات تدين العنف، مشددة على ضرورة حماية المدنيين وحقوق الإنسان، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ تجاه التصعيد، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس، كما أعلنت عن نيتها إرسال فرق لتوثيق الانتهاكات المحتملة وتقديم المساعدة للضحايا، ليتم بعد ذلك أزمات بين إسرائيل والأمم المتحدة وصلت لرفض إسرائيل تواجد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
لقاء مرفوضة وتصريحات مثيرة
وقد وصفت إسرائيل مؤخرًا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالـ "شخص غير المرغوب فيه"، ما يعني منعه من دخول البلاد، وذلك رداً على "عدم إدانته الهجوم الصاروخي الإيراني"، الذي وصفه وزير الخارجية الإسرائيلية يسرائيل كاتس بـ"الهجوم الإجرامي".
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي تجاه غوتيريش بعد إدانة الأخير "اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط"، مندداً بـ"التصعيد وراء الآخر" في المنطقة، في إشارة إلى الهجوم الإيراني على إسرائيل، دون إدانته بشكل واضح، بحسب ما رآه كاتس.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية توقعت، في وقت سابق، أن يقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مقاطعة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وذلك بعد عدم طلب نتنياهو عقد لقاء مع غوتيريش خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت قبل نحو أسبوعين في نيويورك، معتبرة أن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى "الاستياء الإسرائيلي من مواقف وتصريحات غوتيريش حول إسرائيل منذ بداية الحرب في قطاع غزة" قبل عام.
أزمة تصريح "الاحتلال" مستمرة
وما أثار حفيظة إسرائيل وأشعل التوتر تجاه غوتيريش، تصريحاته الأخيرة - خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي- حول الوضع في غزة، إذ قال: إن "الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تهدد الشرق الأوسط"، مؤكداً التزامه بقرار الجمعية العامة لـ"إنهاء الاحتلال الإسرائيلي" -على حد تعبيره-.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها من جانب إسرائيل تجاه مسؤولين أمميين، بل سبق ومنعت الحكومة الإسرائيلية، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في "الأراضي الفلسطينية" فرانشيسكا ألبانيز من الحصول على تأشيرة دخول في أبريل الماضي.
وحتى قبل هجوم حماس، لطالما اشتكت إسرائيل من تحيز الأمم المتحدة، مشيرة على سبيل المثال إلى العدد الهائل من القرارات التي تستهدفها.
ومنذ إنشاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عام 2006، استهدف أكثر من ثلث قرارات الإدانة التي تجاوزت 300 قرار الدولة العبرية، كما أشار ميرون، ووصف هذا بأنه "مذهل".
في المقابل، يسلط المنتقدون الضوء على أنه منذ الوقت الذي مهد فيه تصويت الجمعية العامة الطريق لإقامة إسرائيل في عام 1948، تجاهلت الدولة العبرية العديد من قرارات الأمم المتحدة وأحكام المحاكم الدولية، دون عواقب.
ويقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب: إن إسرائيل قد تذهب نحو دفع غوتيريش إلى تقديم استقالته، ولن تتوقف عن مهاجمته ومحاولة محاصرته، معتبراً أن هذه الخطوة "بداية تصعيد لاستهداف غوتيريش"، وأن إسرائيل تستند في ذلك إلى القوة والدعم الغربي فقط، خاصة الولايات المتحدة في ظل زيادة التوترات فيما بعد أزمة رفض الأمم المتحدة للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الخلافات بين الأمم المتحدة وإسرائيل تتجلى بوضوح في كل أزمة تتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. إسرائيل ترى في التصريحات الأممية غالبًا تحيزًا ضدها، بينما تركز الأمم المتحدة على حماية حقوق الإنسان. هذا التوتر يعكس عدم الثقة المتبادل ويؤثر سلبًا على جهود السلام.