رحيل رجل التنمية الاقتصادية بالبحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة
حالة من الحداد تعيشها البحرين حاليًا، حيث أعلن الديوان الملكي وفاة رئيس الوزراء الأمير "خليفة بن سلمان آل خليفة"، رئيس الوزراء، صاحب أطول فترة ولاية بالبلاد والعالم
تفاصيل الوفاة
وقالت وكالة الأنباء البحرينية إن الأمير الراحل "انتقل إلى رحمة الله صباح الأربعاء في مستشفى مايو كلينك في الولايات المتحدة"، على أن تتم مراسم الدفن بعد وصول جثمان الفقيد إلى البحرين، وسوف تقتصر على عدد محدد من الأقارب.
فيما أعلن ملك البحرين الحداد الرسمي أسبوعًا، مع تنكيس الأعلام وتعطيل العمل في الدوائر الحكومية لمدة 3 أيام، بدءًا من الخميس.
مَن هو الأمير خليفة؟
وُلد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في 24 نوفمبر 1935، وتعلم القرآن الكريم على يد واحد من أشهر المشايخ في البحرين، وفي عام 1957 انتقل للدراسة في بريطانيا .
بدأ مسيرته العملية من خلال عمله في ديوان والده الحاكم، حيث تولى منصب مساعد في الديوان، ومتابعة توجيهات الحاكم في حل مشاكل المواطنين، ثم تدرج في عدة مناصب في قطاعات مختلفة اقتصادية ومالية واجتماعية وتعليمية.
وفي 1 سبتمبر 1954، عين عضوًا ضِمن لجنة الإيجارات لدراسة مشكلة الإيجارات عن آثار الحرب العالمية الثانية على البحرين، وبعد عامين بات عضوًا في مجلس المعارف وأوكلت إليه مهمة النهوض بقطاع التعليم وتطويره، ثم في 13 يناير 1957 تولى رئاسة المجلس ليقوم برسم سياسة تعليمية متكاملة في قطاع التعليم المدرسي والعالي.
انتقل لاحقًا إلى قطاع الكهرباء، حيث أصبح عضوًا في لجنة الكهرباء التي شكلها والده بهدف وضع السياسة الخدمية المناسبة لإيصال شبكة الكهرباء إلى مختلف أنحاء البلاد، وبجانبه تولى رئاسة مجلس المعارف وعضوًا في لجنة الكهرباء ولجنة الإيجارات وعدد من المهام الأخرى.
العمل الحكومي
بدأ الأمير الراحل عمله الحكومي في 16 نوفمبر 1960 بتعيينه رئيسًا لمالية الحكومة، حيث ساعد في مسيرة التنمية البحرينية ووضع الأسس المتينة التي قامت عليها نهضة البحرين الاقتصادية والمالية، وعقب عامين أصبح رئيس بلدية المنامة خلفًا لشقيقه الأكبر عيسى عندما تسلم مقاليد الحكم في البلاد.
تولى أيضًا منصب رئيس مجلس النقد، وذلك في 9 ديسمبر 1964، حيث تولى مهمة إصدار عملة وطنية بحرينية، ثم تولى رئاسة مجلس استئناف قضايا الهجرة والإقامة للأجانب في 1965، ورئيسًا للمجلس الإداري في العام التالي، ثم رئيسًا لمجلس الدولة.
بعد إعلان وثيقة إنهاء المعاهدة الخاصة التي كانت قائمة بين البحرين والمملكة المتحدة في 15 أغسطس عام 1971، أصدر الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مرسومًا بشأن إعادة التنظيم السياسي والإداري للبلاد، ومرسومًا آخر بإعادة التنظيم الإداري للدولة، حيث تم تغييره إلى "مجلس الوزراء" ليتولى رئاسته الشيخ خليفة عمله منذ اليوم الأول، حيث سعى لوضع البحرين في إطار الدولة الحديثة، ويحقق تطلعات وآمال الشعب، محققًا التنمية الشاملة وإرساء قواعد التنمية البشرية.
في 21 أكتوبر 2009 منحه لقب "صاحب السمو الملكي الأمير" تكريمًا له من عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كما حصّل الأمير خليفة بن سلمان العديد من الأوسمة والجوائز والدروع والتكريمات الدولية والإقليمية والوطنية؛ لعطائه لوطنه مملكة البحرين، من بينها "درع الجامعة العربية في الريادة في العمل التنموي" عام 2017، وجائزة الشرف للإنجاز المتميز من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الموئل" عام 2007، لدوره الرائد في التنمية الحضرية.