كيف تستغل تركيا احتياج الشباب السوري وتغريهم بالمال لتجندهم كمرتزقة في ليبيا؟

كيف تستغل تركيا احتياج الشباب السوري وتغريهم بالمال لتجندهم كمرتزقة في ليبيا؟

تتواصل عملية تجنيد المرتزقة في شمالي سوريا بغية إرسالهم إلى ليبيا، على عكس المطالبات الدولية بعودة المرتزقة السوريين المتواجدين في ليبيا في ظل التوافق "الليبي – الليبي"، حيث إن المبالغ المادية التي تقدمها تركيا للسوريين تكون مغرية في ظل الوضع المعيشي الكارثي.

تشريد وانهيار وضع معيشي

يقول س . ع: إن تجنيد أحد أقاربه كان عن طريق أحد ضباط الجيش الوطني التابع لتركيا الذي أخبره بتفاصيل الموضوع والراتب الذي سيحصل عليه وهو 2000 دولار أميركي شهريا، حيث إنه متزوج ولديه عائلة مكونة من 8 أفراد، وكان سابقا يعمل في أحد أفران الخبز ثم انتقل للانضمام إلى الفصائل المسلحة براتب لا يتعدى 150 ليرة تركية، أي 20 دولارًا أميركيًا وتسبب النزوح وتشرده في انهيار وضعه المعيشي بشكل كامل، ما أجبره على الذهاب للقتال في ليبيا.

وأضاف: "سجلوا اسمه وانطلقوا في يونيو من العام الفائت 2020، من منطقة عفرين السورية إلى مدينة غازي عنتاب التركية على الحدود مع سوريا، عن طريق المخابرات التركية، كان قرابة 100 مقاتل، ثم خضعوا هناك لدورة عسكرية قصيرة لمدة أسبوعين تقريبا.

محطات التجنيد

فيما قال ق . ح، إن شقيقه انتقل بعد تجنيده من مدينة غازي عنتاب الحدودية إلى مدينة إسطنبول عبر طائرة ركاب تركية، ثم عبر طائرة عسكرية تركية أخرى إلى مدينة مصراتة الليبية.

وأضاف: "بقى مدة أسبوع تقريبا لم يخرج من الثكنات العسكرية دون معرفة السبب، ولم يتم نقله إلى مناطق القتال، وبعد مضي أسبوع تقريبا، تم نقله مع آخرين للقتال على الجبهات في ليبيا، إلى جانب قوات حكومة الوفاق الليبية التي كان يرأسها فايز السراج، حيث كان هناك العديد من الجبهات المشتعلة في طرابلس ومصراتة وغيرها من المناطق في ليبيا، حيث إنه شارك في عدة معارك لمدة 4 أشهر تقريبا في عدة مدن ليبية، كما أن غالبية المرتزقة السوريين في ليبيا من فصائل الحمزات وفرقة السلطان مراد وفرقة سليمان شاه وفيلق الشام، وكانوا يوضعون على خطوط التماس الأولى والمناطق الساخنة خلال الاشتباكات المسلحة".

استيلاء على الأموال

فيما قال ص . ت: إن العديد من زملاء نجل شقيقته لم يحصلوا على مستحقاتهم، بل أخذها الضباط الأتراك المسؤولون عنهم، مشيرا إلى أنه حاليا يشعر بالندم على ذهابه لكن الظروف المعيشية قد تجبر الإنسان أحيانا فعل شيء دون التفكير بنتائجه السلبية، وآمل أن يتوقف تجنيد الشباب السوريين بهذه الطريقة عبر استغلال ظروفهم وحاجتهم لسد جوع عائلاتهم، وهنا بالتأكيد تتورط تركيا بالدرجة الأولى في هذا الأمر.

وأضاف: "هناك استياء جديد في أوساط مرتزقة الفصائل السورية الموالية للحكومة التركية والمدعومة من أنقرة، والمتواجدين ضمن الأراضي الليبية، حيث كان من المفترض أن تعود دفعة منهم إلى سوريا أو تركيا كأقل تقدير خلال الأيام الماضية، إلا أن ذلك لم يحدث وهو ما أشعل الاستياء الجديد في أوساط المرتزقة، بعد أن حزموا أمتعتهم واستعدوا للعودة".

يُذكر أن تعداد المقاتلين السوريين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية بلغ حتى الآن، وفقاً لإحصائيات المرصد نحو 18 ألفاً، بينهم 350 طفلاً دون سن الـ18، عاد منهم حوالي 10750 إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، أما عدد القتلى منهم في ليبيا فبلغ 496 قتيلا، وهناك توسع في عدد مكاتب التجنيد في الشمال السوري ضمن مناطق النفوذ التركي لاستمالة الشباب وإرسالهم للقتال كمرتزقة، ومنها مكتب عفرين شمال حلب، ومكتب تحت إشراف فرقة الحمزات، ومكتب تديره الجبهة الشامية، كما افتتح لواء المعتصم مكتباً له في قرية قيبارية، إضافة إلى مكتب تحت إشراف لواء الشمال في حي المحمودية.