ما وراء زيارة سفير أنقرة للقاعدة العسكرية التركية في قطر؟
يبدو أن تركيا وقطر تتحركان سريعًا وبسرية من أجل تثبيت أقدامهما في ليبيا عن طريق الميليشيات والإخوان، فبعد الزيارات الغامضة المتبادلة الأخيرة بين قطر ومسؤولي حكومة الوفاق والاتفاق الأمني الذي وقع بين الطرفين، أجرى سفير تركيا بالدوحة زيارة مفاجئة لمقر قيادة القوات المشتركة التركية القطرية في القاعدة العسكرية التركية بقطر.
زيارة مفاجئة
وادعت وكالة الأناضول التركية، أن الزيارة تاتي في إطار فعاليات تقيمها السفارة بالدوحة، بدأت بمناسبة اليوم الوطني للجمهورية التركية الذي يوافق 29 أكتوبر من كل عام، وأجرى خلالها السفير عدة زيارات للهيئات التركية في الدوحة.
وألقى السفير التركي مصطفى كوكصو كلمة للجنود والضباط الأتراك والقطريين في القاعدة على هامش الزيارة.
ويرى مراقبون أن هناك أهدافًا خفية وراء زيارة السفير التركي للقاعدة العسكرية التي تشهد تدريبات الميليشيات السورية والصومالية قبل إرسالهم إلى ليبيا.
دفعة من المرتزقة
ووفقًا لوسائل الإعلام العالمية فإن العلاقات بين تركيا وقطر تعززت على المستوى العسكري، عقب مقاطعة الرباعي العربي لقطر في يونيو 2017.
ودخلت اتفاقية التعاون العسكري حيز التنفيذ بعد تصديق البرلمان التركي عليها، واعتمدها الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبموجب الاتفاقية، تمت إقامة قاعدة عسكرية تركية في قطر، وتنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة.
وأكدت مصادر تركية مطلعة وصول دفعة جديدة من المرتزقة القاعدة التركية بالدوحة ويتلقون تدريبات مكثفة تمهيدًا لإرسالهم إلى ليبيا تزامنًا مع زيارة السفير التركي للقاعدة.
وأشار المصدر أنه تم التنسيق لإرسال المزيد من الجنود الأتراك إلى قطر، حيث تخشى تركيا من العزلة الكاملة بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية والذي لديه تاريخ سيئ مع أردوغان.
علاقات مشبوهة
تكررت الزيارات التي قام بها مسؤولون ليبيون في حكومة الوفاق الوطني وقادة بارزون في جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا إلى قطر مؤخرًا، مما أعاد الدور القطري في ليبيا إلى الواجهة مرة أخرى، وسط مخاوف جدية بشأن الدوافع وراء هذه الزيارات في وقت تسارعت وتيرة الحوار السياسي والعسكري بين الأطراف الليبية بحثًا عن تسوية.
ورأى محللون أن السر وراء تلك الزيارات يكمن في إدخال ترتيبات سياسية وأمنية جديدة للمرحلة المقبلة.
ولم يتردد طلال الميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب الليبي في القول إن "الهدف من هذه الزيارات واضح للجميع، وهو تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه مجلس النواب الليبي، واللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 في جنيف، سويسرا".
وسلطت مصادر أخرى الضوء على أهداف إضافية لقطر، ورأوا أن قطر كانت تسعى من خلال تحركاتها إلى استباق نتائج جلسات الحوار الليبي بإعادة ترتيب أوراقها في ليبيا بما يضمن استمرار دورها وتأثيرها في المشهد السياسي الليبي المقبل الذي ستشكله نتائج الحوار الليبي، ووضع العوامل التي تسمح لها بإكمال مشروعها في ليبيا.