"منال عبدالصمد".. مَن هي وزيرة الإعلام اللبنانية المستقيلة؟
بعد أيام قليلة من انفجار بيروت الذي هز العالم أجمع، وأسقط حوالي 200 قتيل وأكثر من 5 آلاف جريح من كل الجنسيات ومختلف الأعمار، ما زال صداه قويًّا حتى الآن بين كل الدول والبلدان، حيث تطور إلى استقالة وزيرة الإعلام اللبنانية "منال عبدالصمد".
تفاصيل الاستقالة
قبل دقائق، أعلنت وزيرة الإعلام اللبنانية "منال عبد الصمد"، استقالتها من منصبها بالحكومة التي يقودها حسان دياب، وقالت: "أبلغت رئيس الحكومة باستقالتي قبل إعلانها".
وتابعت وزير الإعلام اللبنانية في مؤتمر صحفي مقتضب: "أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم.. التغيير بقي بعيد المنال".
وأضافت: أتقدم باستقالتي من الحكومة، متمنية لوطننا الحبيب لبنان استعادة عافيته في أسرع وقت ممكن، وسلوك طريق الوحدة والاستقلال والازدهار، بعد هول الكارثة الناجمة عن زلزال بيروت الذي هز كيان الوطن وأدمى القلوب والعقول، وانحناء أمام أرواح الشهداء وآلام الجرحى والمفقودين والمشردين وتجاوبًا مع الإرادة الشعبية في التغيير".
وأكدت أن رئيس الحكومة اللبنانية "كان يتابع الملفات بأدق التفاصيل بحكمة وهدوء لتلبية المطالب الشعبية، التي لا سيما تلك التي رفعتها ثورة 17 تشرين"، مشيرة إلى أن "التغيير بقي بعيد المنال".
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من استقالة وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي، والتي قدمها إلى رئيس الحكومة حسان دياب، وغادر السراي الحكومي دون الإدلاء بأي تصريح.
بينما أصدر لاحقًا بيانًا، أوضح فيه أسباب قراره هذا، بأنه يرجع إلى: أن "غياب الرؤية الإنقاذية للبلاد دفعه للاستقالة، وانزلاق لبنان إلى مصاف الدول الفاشلة"، مضيفًا: "لبنان اليوم ليس لبنان الذي أحببناه وأردناه منارة ونموذجًا، لبنان اليوم ينزلق للتحول إلى دولة فاشلة، وإنني أسائل نفسي كما الكثيرين كم تلكأنا في حماية هذا الوطن العزيز وفي حماية وصيانة أمنه المجتمعي".
الاستقالة "صعبة"
الخميس الماضي، كانت وزيرة الإعلام اللبنانية "منال عبدالصمد"، قالت في تصريحات صحفية إن الاستقالات يجب ألا تشمل أفراد الحكومة اللبنانية فقط، لكنها يجب أن تشمل كامل النظام السياسي الحاكم من سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية.
وأضافت أنه: "لدينا أمور يجب التعامل معها ومعالجتها، ونحن أمام مسؤولية كبيرة ولا يجب عدم الهروب من المسؤولية، ونعمل على البقاء باستنفار كامل وأن تراعى التحقيقات وملاحقة المسؤولين عن الحادث"، مشددةً على أن الحكومة متمسكة بالحفاظ على سيادة لبنان.
وأردفت: "إذا قوبلت بأي عائق يمنعني من الاستمرار في مهامي، وإذا فُرضت عليّ أي قرارات أخرى فلن أستمر في مسيرتي، وأنا مع الشعب اللبناني والمصلحة الوطنية، ولا يمكن وضعي في خانة المعارضة أو خانة الموالاة، لكني في خانة الحكومة التي تحاول القيام بواجبها على أكمل وجه"، مشيرة إلى أن أحد أقاربها توفي في انفجار بيروت.
مَن هي "منال عبدالصمد"؟
تعتبر وزيرة الإعلام اللبنانية من الوزراء البارزين بالحكومة، فهي حائزة على دكتوراه دولية في القانون، من جامعة باريس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف بشأن تفعيل النظام الضريبي في لبنان، ولديها العديد من المؤلفات في هذا المجال، كما أنها تتابع حاليًا دراساتها التنفيذية في كلية كينيدي بجامعة "هارفارد" الأميركية، في تخصص السياسة العامة.
التحقت "منال عبدالصمد" بوزارة المالية منذ العام 1997، وتولت رئاسة مركز رئيس مصلحة التدقيق والسياسات الضريبية، وفي عام 2000، عُيّنت عضوًا في أول فريق عمل إحداث وتطبيق ضريبة القيمة المضافة في لبنان ولها مساهمتها في هذا المشروع، وهي عضو في لجنة الاعتراضات على ضريبة القيمة المضافة (منذ عام 2004).
كما أنها عضو فاعل في انضمام لبنان إلى الاتفاقية المتعددة الأطراف لمنع تآكل وتهريب الأرباح BEPS وفق معايير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD ودول مجموعة العشرين G20 ، وتم اعتمادها في عام 2016 من صندوق النقد الدولي كخبيرة متخصصة لتقييم الإدارات الضريبية في العالم، وقامت بأول مهمة ميدانية في هذا المجال في تونس 2018.
هي أستاذة محاضرة في الجامعة الأميركية في بيروت وفي جامعة "القديس يوسف" منذ عام 2009، في مواد مرتبطة بمواضيع القيادة الإدارية والمالية العامة والضرائب، وتولت التدريب الدوري في معهد باسل فليحان للتدريب، في نقابة خبراء المحاسبة، بمواضيع مرتبطة بالتخطيط الاستراتيجي، المالية العامة، التدفقات النقدية غير المشروعة، والضرائب على أنواعها.
فيما حصلت على العديد من الأوسمة والجوائز العلمية والعملية، منها في عام 2008، حازت درعًا من المعهد الوطني للإدارة تقديرًا لنيلها المرتبة الأولى في الدورة التدريبية العليا لقياديي الإدارة العامة، وفي عام 2010 حصلت على جائزة جمعية التكريم الدولية، كما مُنِحت عضوية لمدى الحياة في الجمعية المذكورة.