نساء "اليمن" تعيسات في جحيم الحوثي
تتفاقم جرائم ميليشيات الحوثي في اليمن يوماً بعد يوم، حتى تحول "اليمن السعيد" إلى سحابة حزن لا تنقشع عنه، فبين تشرد العائلات وانهيار الاقتصاد وتفشي الوباء، لا تهدأ ميليشيات الحوثي عن انتهاك اليمن لتنتهك نساءه وفتياته على أيدي تلك المجموعات المتوحشة التي تتاجر باسم الدين.
ضحايا ميليشيا الحوثي
وتقول يمنى. ج، إحدى الفتيات التي تعرضن للاختطاف على يد جماعات الحوثي، في حديثها لـ"العرب مباشر"، أبلغ من العمر 17 عاماً وعائلتي أحد النازحين من مدينة صعدة، التي ضربها غزو الحوثيين، وحين خرجت للبحث عن قوت يومنا أنا وعائلتي، تم إيقافي من قِبل مجموعة من الملثمين التابعين لميليشيات الحوثي، وتم استجوابي إلى أين ذهابه وهل معي بطاقة هوية والعديد من الأسئلة، وانتهى الأمر أن تم اقتيادي داخل سيارة نصف نقل ووجدت بها فتيات أخريات ربما تجاوز عددنا جميعاً 15 فتاة داخل السيارة ما بين فتيات بمثل عمري وفتيات صغيرات لا تتجاوز الواحدة منهن 10 أعوام.
وتابعت يمنى: وصلت السيارة إلى منطقة جبلية صحراوية على أطراف اليمن، وتم إنزالنا من السيارة بشكل مهين، وانهال علينا وابل من السباب ومن ثَمَّ ظهر رجل ضخم الهيئة لا ينادونه باسمه ويلقبونه بـ"الزعيم"، وألقى علينا عدداً من الأوامر وأدركت أنه تم اختطافنا جميعاً وما نحن إلا أسرى لهم.
وكشفت يمنى، أن المنطقة تواجدت بها العديد من الفتيات اليمنيات، وكنا نتلقى الأوامر بخدمتهم طوال الوقت، ومن ترفض التنفيذ تلقى شتى أنواع التعذيب من الجلد إلى حلاقة الرأس، بينما قرروا أن أجسامنا حق لهم، وكان يتم اغتصاب جميع الفتيات بالإكراه، ظللت بتلك المنطقة مدة 5 أشهر ولا أعلم متى ينتهي هذا الكابوس، حتى تمكنت بمساعدة 6 فتيات أخريات من الفرار من ذلك المكان الموحش، واحتمينا بالجبل عدة أيام حتى سقطت منا فتاة من شدة الجوع وكانت هزيلة صحيا نظراً لأننا لا يحق لنا أن نأكل مثلهم بل يلقى لنا ببقايا طعامهم، وبحلول اليوم الخامس تمكنا من الهرب حتى احتمينا بأحد المنازل التابعة لقبيلة يمينة شهيرة، وهي من أعادتنا مرة أخرى لذوينا.
اغتصاب اليمن وسط صمت عالمي
"لم نتخيل أن نصل لتلك النقطة يوماً"، قالتها إيتاء. ك، لـ"العرب مباشر"، والتي صاحبت يمنى في رحلتها المريرة، والدموع تخنق حنجرتها، أبلغ من العمر 14 عاماً، من بلدة الحديدة التي سقطت تحت حكم الحوثي، ورغم اتفاقات وقف إطلاق النار لم يلتزم أي منهم بذلك، تم اقتيادي رغماً عني أثناء عودتي من المدرسة، وحين انطلقت صرخاتي رعباً انهال عليَّ رجلان من ميليشيات الحوثي ضرباً حتى فقدت الوعي، وحين عدت للحياة مرة أخرى وجدت نفسي داخل أحد المخيمات ولم أعلم أين تلك المنطقة من اليمن، وتم تجريدي من ملابسي وبجواري شخص لم يرتدِ سوى نصف ملابسه وغطت الدماء قدمي وأدركت مع شدة الألم ما حدث.
استطردت إيتاء، كان لا بد أن ألتزم الصمت فلم نعد وحدنا من يتعرض للاغتصاب على يد تلك الميليشيات بل اليمن يغتصب يومياً وسط صمت عالمي غير مبرر، تعرفت هناك على يمنى. ج، وبدأنا بعد فترة نخطط للهرب من ذلك الجحيم، وبالفعل مع حلول الفجر تمكنا من التسلل خارج المخيمات وهرولنا إلى أحد الجبال المحيطة بالمنطقة واحتمينا بها، حتى تمكنا من العودة لذوينا، ولكن ما زال هناك العديد من الفتيات تحت أيديهم ويمارس عليهن كل أنواع الوحشية وكأننا عدنا لأيام الظلام الأسود.
تنامي خطر الحوثي في اليمن السعيد
ومن جانبه قال مصدر حقوقي باليمن، لـ"العرب مباشر"، إن انتهاكات ميليشيات الحوثي بحق النساء تنوعت ما بين القتل والإصابة وحلق الرأس والاختطاف والعنف والاعتقال والتحرش الجنسي والتشريد، وهدر الكرامة وكذا الحرمان من أبسط الحقوق وغيرها من الجرائم والتعسفات والانتهاكات الأخرى.
وقال المصدر: تلقينا عدة بلاغات أن أكثر من 22 فتاة للاختطاف في أحياء متفرقة من العاصمة صنعاء بحسب البلاغات المسجلة فقط من قِبل أهالي الفتيات المختطفات واللواتي تتراوح أعمارهن ما بين (10 - 21 عاماً)، ومن تمكن من الهرب كشفن عن وجود العشرات من حالات الاختطاف المماثلة، التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل الأهالي خشية العار والفضيحة المجتمعية، وتنم تلك العمليات عن تطور خطير تشهده اليمن في زمن سيطرة وحكم الميليشيات الحوثية.
ولفت المصدر أن مصير أغلب الفتيات لا يزال مجهولاً حتى الآن، رغم استمرارية المتابعة والبحث من قبل أهاليهن، أكدت أن الظاهرة عادت من جديد وبقوة لتغزو شوارع وأحياء العاصمة.
الحكومة اليمينة تتهم الحوثيين باختطاف الفتيات
ومن جانبه اتهم وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية محمد عسكر، في تصريحات صحفية، الجماعة الحوثية باختطاف أكثر من 270 امرأة عن طريق منظمات نسوية تابعة لهم، وعرضوهن للتعذيب وتلفيق تهم تتعلق بالشرف.
وقال الوزير اليمني: "المرأة بصفة عامة من الفئات الأكثر ضعفاً وتأثراً في حالات الحروب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، فإما أن تكون قد فقدت زوجها أو ابنها أو أبيها، وفي بعض الأحيان تتحول المرأة إلى العائل الوحيد للأسرة"، مشيراً إلى أن "بعض النساء اللاتي يتم اختطافهن يتم توجيه تهم لهن تتعلق بالجرائم الأخلاقية، وتكون في النهاية واحدة من ضحايا الشرف".
رايتس رادار تعلن عن اختطاف 35 يمينة
وفي تقرير حديث لمنظمة "رايتس رادار" ومقرها في هولندا، أوضحت أن ظاهرة اختطاف الفتيات والطالبات والنساء في العاصمة اليمنية صنعاء وفي المناطق التي تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي تصاعدت بصورة غير معهودة وغير مسبوقة.
وأعلنت المنظمة، في تقريرها، رصد اختطاف أكثر من 35 فتاة وطالبة علم من شوارع العاصمة صنعاء، والواقعة تحت سلطة الحوثيين خلال الفترة القصيرة الماضية. واتهمت المنظمة قيادات بالجماعة بالتورط في اختطاف بعضهن.
وقالت: إنها تستخدم المواد المخدرة في اختطاف الفتيات اليمنيات. وعن دوافع الاختطاف، أفادت المنظمة بأن بعض الفتيات تم اختطافهن للضغط على أُسرهن، بينما البعض اختطفن ربما لبلاغات كاذبة وكيدية، فيما تم اختطاف أخريات لحسابات أخرى لم تعرف بعد، مشيرة إلى أن الفتيات المختطفات لا يعرفن مكان احتجازهن وإخفائهن.
وحذرت المنظمة من دخول هذه المشكلة فصلاً جديداً ولما له من تداعيات ونتائج خطيرة ومركبة ومدمرة تطال النساء الضحايا وأسرهن، خصوصاً في المجتمع اليمني المحافظ.