أمهات دون أبناء في عيدهن.. اليمن وسوريا والعراق أراضي المكلومات
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بعيد الأم تعاني الأمهات في سوريا والعراق واليمن من ويلات الحرب
فيما تحتفل أمهات العالم بعيد الأم في جو بهيج من الفرحة ولم الشمل، تقدم الأمهات في مناطق الصراع داخل الوطن العربي التضحيات الجليلة، حيث يقاومن اليأس بالأمل والعجز بالقدرة والضعف بالشجاعة، يحملن المجتمع بكل ما حلّ فيه على يد الميليشيات في اليمن وسوريا والعراق على أكتاف الصبر وإلى معالي التضحيات.
ثلاثة أبناء ضحية ميليشيا الحوثي
ولم يعد 21 من مارس يعني للأمهات في دول عربية كثيرة كما كان لهن من قبل الميليشيات، ولم يعد لهن أن يحتفلن سوى بالتضحيات في سبيل الخلاص منها، ومن بين ركام الأحزان والمعاناة والقهر تستدعي الأمهات اليمنيات ذكريات زمن ما قبل الميليشيات، ليعشن طقوس عيدهن بالتذكر لا بالاحتفال ولمة الشمل والهدايا وتجسيد أواصر الروابط الاجتماعية التي دمرت نسيجها، حيث تقول أم سعد: إنها كانت تعيش في صرواح قبل المعارك الدائرة بين ميليشيات الحوثي الانقلابية والجيش اليمني، قبل أن تنتقل إلى مخيمات النازحين في مأرب، وقتل إرهابيو الحوثي ثلاثة من أبنائها.
وأضافت أم سعد: "الحياة دونهم ليست حياة فكل شيء جميل ذهب عقب فراقهم، كنت أنتظر أن يصيروا كبارًا حتى أفرح بهم والآن المستقبل مبهم فلا أعلم الآن من الذي سيكون بجانبي حينما أصبح مسنة، كنت أرى فيهم المستقبل، ولم يتبق سوى ابن واحد أصيب في قدميه ولا أقوى على تحمل الواقع الذي حل عليه بفعل قذيفة ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران التي سقطت على المنزل الذي كنا نحتمي به، لأجد طفلي بدون قدم محاطا بالدماء من كل جانب".
فدية في الشمال السوري
الأمر لا يختلف كثيرا في الشمال السوري، حيث إنه في عيد الأم، أمهات مناطق شمال سوريا ثكالى بالوجع والخوف والفقد والألم والصبر قوتهن في مقاومة جرائم الميليشيات، والتضحيات سبيلهن عزة وكرامة من أجل الخلاص من الاحتلال التركي وميليشياته الإرهابية والدواعش التي زرعت الموت والخوف والجوع، لتدفع الأمهات في شمال سوريا الثمن الباهظ من الاحتلال التركي، فمنهن من فقدت أولادها وزوجها، قتلى أو مختطفين أو مفقودين أو معاقين، وأخريات شردن من منازلهن ووجدن أنفسهن في مخيمات النزوح هربا أو أجبرن على ذلك من نيران وقصف مدافع الاحتلال التركي أو ميليشياته التي تدعمها أنقرة.
وتقول رانيا حسو، إن الميليشيات الإرهابية المدعومة من الاحتلال التركي اختطفت ابنها الذي كان يتكفل بها ويقوم بتدبير الأموال للأسرة بعد وفاة والده منذ 3 أعوام، لكنه خرج للعمل في أحد الأيام خلال الصيف الماضي إلا أن الميليشيات الإرهابية انقضت عليه في عفرين.
وأضافت: "الميليشيات الإرهابية طلبوا من العائلة فدية لا نستطيع توفيرها من أجل الإفراج عنه وإطلاق سراحه من السجن الذي يقبع بداخله"، مشيرة إلى أنه منذ تغيبه عنهم فجميع أفراد العائلة يعانون من ضيق الحال ومصاعب الحياة التي أصبحت تحيط بهم من كل جانب.
تفجير أطاح بأحلام الأم
وفي العراق، تقول أم سراج: إنها فقدت نجلها في تفجير بغداد الأخير، حيث كان ذاهبًا لتقديم أوراقه في إحدى الشركات الخاصة لكي يعول العائلة لكنه كان يتناول وجبة الإفطار وفجأة راح ضحية التفجير الإرهابي.
وأضافت أم سراج: "انتظرنا عودة سراج كثيرا يوم التفجير الإرهابي لكنه لم يعد من بغداد، فتوقعنا أن سبب التأخر تلك الإجراءات الأمنية التي فرضت على العاصمة العراقية أو أنه جلس مع أصدقائه على المقهى أو أي شيء آخر، لكن لم نتوقع أنه راح ضحية التفجير، لقد كان بشوشا ودمث الخلق والجميع يحبونه وكان يساعد الجميع، منذ وفاته جميع أفراد الأسرة لا يستوعبون ما حدث؛ فهو كان الابن الأكبر وكان لديه طموحات لاسيما عقب تخرجه في الكلية بتفوق".