بعد النزوح.. آلاف الأسر اليمنية تواجه تغيُّرات المناخ وقسوة الحياة بدون مأوى
تواجه آلاف الأسر اليمنية تغيُّرات المناخ وقسوة الحياة بدون مأوى
أدت تسع سنوات من الحرب في اليمن إلى نزوح ملايين الأشخاص، مع استمرار المفاوضات في المملكة العربية السعودية بين المتمردين الحوثيين والحكومة المعترف بها دولياً، لا يزال الوضع الإنساني في اليمن سيئاً.
بدون مأوى
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية، بأنه يتم حاليًا تقديم 30 بالمائة فقط من المساعدات المطلوبة، وفقًا للأمم المتحدة، في مأرب، المدينة التي تعتبر ملجأ لملايين اليمنيين، يعيش الآلاف من الأسر في فقر مدقع، بينما يتمكن البعض الآخر من تدبر أمرهم، تعيش آلاف الأسر في الشارع بلا مأوى.
وتابعت أن في ظل تغيرات المناخ تشهد اليوم موجات حر قاسية وفيضانات وغيرها من بوادر الطقس المتطرف، تواجه الأسر النازحة في اليمن الموت وقسوة الحياة بدون مأوى.
حياة بدون أمل
بينما أكدت شبكة "ريليف ويب" الدولية، أنه في ظل هرب آلاف الأسر اليمنية من مناطق الصراع ومنازلهم المدمرة انتهى بهم الأمر بالاستقرار إما في الشوارع أو في كوخ من القش، بينهم عائلة كانت تعتمد في الغالب على المزارع والماشية كمصدر رئيسي للدخل ولكن ليس بعد الآن، فأصبح تناول ثلاث وجبات في اليوم ترفاً لا يمكنهم تحمله.
يفقد الأطفال شهيتهم بسبب النفايات الصلبة التي يتم إلقاؤها في الأماكن المفتوحة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الظروف المعيشية القاسية للنزوح جعلت الآباء عاجزين عن تحمل تكاليف التعليم لأطفالهم، وهو أمر مؤسف للغاية، وغني عن القول أن الحرب تسببت في الكثير من الألم والمعاناة لآلاف الأسر، بما في ذلك الأسر التي تعيلها نساء في محافظة الحديدة.
سعاد عبد الله عبيد، أم نازحة تبلغ من العمر 39 عاماً، كانت تعيش مع زوجها المشلول وأطفالها الأربعة (ولدان –بنتان) في مديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، عندما اندلعت الحرب عام 2017 واشتدت حدة الصراعات المسلحة في مناطق متفرقة من الحديدة، لم يكن أمام سعاد خيار آخر سوى الفرار من منطقة (بيت الفقيه) لينتهي بها الأمر بالاستقرار في مديرية المراوعة داخل المحافظة، وعلى الرغم من أن النزوح جلب لهم الأمن والأمان، إلا أن الأسرة لا تزال تكافح من أجل توفير الطعام.
وأوضحت الشبكة أن حالتهم تفاقمت أكثر، حيث واجهوا فجوة هائلة في خدمات الغذاء والمياه والصحة والصرف الصحي والحماية، وقبل كل شيء، يعيش معظم النازحين، بما في ذلك عائلة سعاد، في ظروف مأوى غير ملائمة، وغالباً بدون الأدوات المنزلية الأساسية.
وقالت سعاد: "كان نقص النقود سيكلفني حياة زوجي. لقد أصيب بجلطة دماغية، لكنني لم أتمكن من فعل أي شيء حيال ذلك بسبب الفقر المدقع، ومن المؤسف أن الحالة الصحية لزوجي ساءت أكثر، مما أدى إلى إصابته بالشلل الفوري.