بلومبيرغ تحذر من موجة كورونا في قطر وإيران.. نتائج كارثية
تعاني قطر وإيران من الارتفاع الكبير في معدلات الإصابة بفيروس كورونا، حيث وقفت الحكومتان عاجزتين عن التصدي للعدوى، ووجهت منظمات المجتمع المدني إليهما اتهامات بعدم الشفافية والإفصاح عن العدد الحقيقي للوفيات والمصابين.
الموجة الثانية
عادت الموجة الثانية من فيروس كورونا وسط تحذيرات من أنها قد تكون أشرس من الموجة الأولى؛ ما يسلط الضوء على البقع الساخنة لانتشار الفيروس.
ووفقاً لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، فإن قطر وإيران هما الأكثر تضرراً من انتشار الفيروس، في موجتيه الأولى والثانية، ما يؤثر على اقتصاديات هذه الدول.
وتتزايد الإصابات بفيروس كورونا مرة أخرى في أجزاء من الشرق الأوسط وعلى رأسها إيران وقطر، ما يشكل تهديدًا جديدًا لاقتصادات المنطقة التي تضررت بالفعل من انهيار أسعار الغاز والنفط.
إيران الأسوأ
تتزايد الحالات في إيران التي تكافح أسوأ انتشار في الشرق الأوسط، حيث أصيب أكثر من نصف مليون شخص حتى الآن.
وأدت عودة ظهور المرض إلى غموض آفاق الانتعاش، ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماشًا بنسبة 5% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع توقع أن يصل عجز الميزانية في معظم دول الخليج العربي لأكثر من ١٠%.
وأكدت إيران وفاة ما يقرب من 30 ألف شخص، وهو رقم أعلى بكثير من أي دولة أخرى في الشرق الأوسط. وفي الأسبوع الماضي، قال وزير الصحة سعيد نمكي إن حوالي 25 مليون شخص معرضون للإصابة.
وأفادت صحيفة الهمشهري الحكومية في 10 أكتوبر بأن هذا التوقع استند إلى دراسات أجريت على عدة مدن في شمال البلاد، والتي أظهرت أن أكثر من 30% من المواطنين أصيبوا بالفيروس.
وتعاني إيران من أسوأ انتشار لفيروس كورونا في المنطقة.
نتائج غير موثوقة
وشككت الكثير من المنظمات الدولية في صحة البيانات الحكومية، وتعرضت عدة صحف لانتقادات لنشرها تقارير تزعم أن الحكومة تعمدت عدم الإبلاغ عن الحالات.
وقال نائب وزير الصحة، إيراج حريرجي، يوم الأربعاء، في مقابلة على التلفزيون الحكومي، إن عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الفيروس في إيران قد يكون أكثر من ضعف الأرقام التي تم الإبلاغ عنها رسميًّا بسبب نتائج الاختبارات غير الموثوقة.
الإصابات في قطر
ووفقًا للوكالة، فإن قطر التي يقطنها 2.4 مليون شخص، فقد سجلت أكثر من ١٢٨ ألف إصابة وأجرت حوالي 850 ألف اختبار منذ بداية الوباء.
وحتى الآن أعلنت الحكومة عن وفاة 220 شخصًا بالفيروس فقط، ما أثار الشكوك حول صحة البيانات التي تعلن عنها قطر.
اتهامات دولية
ووفقًا لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، فإن قطر لا تعلن عن العدد الحقيقي للمصابين بالفيروس والوفيات الناجمة عنه، خوفًا من خسارة حق استضافة كأس العالم ٢٠٢٢.
وحصلت الشبكة على وثائق تكشف ادعاءات الحكومة القطرية بأن عدد المصابين والوفيات يفوق بكثير المعلن عنه.
وكتبت كورنرستون جلوبال أسوشيتس في لندن: "أثارت مذكرة داخلية أجرتها شركة إنشاءات رائدة في قطر تعمل في مشاريع كأس العالم FIFA مخاوف من أن العديد من عمالها الذين أصيبوا وتوفوا جرَّاء الفيروس، ولكن لم يتم الإبلاغ عنهم بشكل رسمي".
وأضافت: "المخاوف التي أثيرت تتماشى مع المخاوف بشأن التناقض الواضح بين عدد الإصابات ومعدل الوفيات، حيث أشارت المذكرة الداخلية إلى إعادة جثث المتوفين إلى موطنهم الأصلي نيبال والهند، وتتعارض هذه الممارسة مع توصيات السلطات الصحية المختلفة حول العالم، ويشير هذا أيضًا إلى أن السلطات القطرية خدعت العالم في الإبلاغ عن وفيات الفيروس، وبالتالي تضلل مجتمع الرعاية الصحية العالمي".
الوثيقة المكونة من 10 صفحات بعنوان "فيروس كورونا: هل ستقام بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر؟" يلاحظ أنه "بحلول منتصف أغسطس 2020، عانت قطر من أعلى معدل إصابة بالفيروس في العالم بالنسبة لكل فرد من السكان".
كارثة اقتصادية
ووفقًا لوكالة بلومبيرغ الأميركية، فإن الاقتصاد القطري يواجه أسوأ أداء له منذ عام ٢٠١٢.
وانخفض الناتج المحلي الإجمالي لقطر بنسبة 6.1% في الفترة من أبريل إلى يونيو على أساس سنوي، وفقًا لتقديرات جهاز التخطيط والإحصاء، وانكمش الاقتصاد بنسبة 1% خلال نفس الفترة مقابل عام نفس الفترة من عام 2019.
وتأثرت وسائل النقل والتخزين وتجارة التجزئة والإقامة وخدمات الترفيه في أكبر شركة شحن للغاز الطبيعي المسال في العالم بشكل خاص جراء جائحة الفيروس.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي لقطر بنسبة 4.5% هذا العام.