خبراء: الميليشيات ستؤجج حربًا أهلية بين المواطنين في العراق
ما زال الكثير من الشعب العراقي يعاني، لاسيما من عاشوا مرارة الحروب في البلاد على مدى سنوات، ويخشون أن يطل شبحها برأسه، حيث إنه بعد سنوات طويلة لا يزال البلد يعاني العديد من الملفات المتفجرة، على رأسها الميليشيات التي تقوض سلطة الدولة العراقية بالرغم من المحاولات العديدة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للتصدي لهذه الميليشيات التي أصبحت المحرك الحقيقي لمؤسسات الدولة وتهيمن على القوة والسلاح.
تغلغل الفساد ونهب أموال المواطنين
ويقول الدكتور عبدالكريم الوزان، المحلل السياسي العراقي: إن الميليشيات في العراق تسببت في تغلغل الفساد داخل مؤسسات الدولة ونهبت أموال المواطنين، ما أدى إلى معاناة العراقيين من تدهور أوضاعهم المعيشية على مدى سنوات واستشراء الفساد.
وأضاف: "قادة الحشد قاموا بتزوير الأعداد الحقيقية للعناصر الموجودة على الأرض وأولئك المسجلين على الورق، حيث تم الإعلان عن وجود 90 ألف اسم وهمي ما شكل صدمة للشارع العراقي، ولكل من لم يتابع مسارات التضخم المالي لقادة الفصائل المسلحة ومعاونيهم الذين تحولوا خلال فترة قصيرة جدا إلى أغنياء يملكون مليارات الدولارات"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الشباب في العراق يعاني من البطالة ولا يجدون فرص عمل ويتم استقطاب الكثير منهم للانضمام إلى هذه الميليشيات المدعومة من إيران والتي لا تكنّ أي ولاء للعراق.
وحذر قائد القوات الأميركية في العراق وسوريا، الجنرال بول كالفيرت، في مقابلة مع موقع "ديفنس وان"، من عودة الحرب الأهلية، بسبب تلك الميليشيات، قائلا: "هناك تهديدان رئيسيان برأيي في الوقت الحالي بالعراق الأول هو فصائل الحشد الشعبي والميليشيات، والثاني الاقتصاد، فكلاهما، من دون رقابة، وقد يقوضان كل المكاسب التي تحققت".
عدم سيطرة الحكومة العراقية
وأضاف أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم سيطرة الحكومة العراقية على تلك الميليشيات، وأوضح "هناك قلق كبير من احتمال اندلاع حرب أهلية شيعية داخلية بين الفصائل المتحالفة مع إيران والآخرين".
أداة إيران في العراق
من جانبه قال محمد ماهر، الباحث في الشؤون الإيرانية: إن طهران تريد العراق ضعيفًا و لا يعود بالقوة مثل العقود الماضية، نظرًا لأن نظام الملالي يستخدم العراق في أن تكون أرضه مجرد تجارب للحرب بالوكالة وتصفية حسابات إقليمية ودولية.
وأضاف: "الميليشيات الإرهابية المسلحة المدعومة من إيران في العراق تأسست على الطائفية، وهذا معلوم للجميع، ما سيؤجج في وقت ما حربًا أهلية بين المواطنين، حيث إن هذه الميليشيات تستخدم القوة ضد العراقيين أنفسهم، وتسرق أموالهم وتنهب ثروات العراق وما هي إلا أداة في يد إيران".