عبدالباسط حمزة.. سقوط مدوٍّ لخزانة الإخوان في السودان
ظل كالسرطان يتمدد في السودان، للسيطرة على الضعفاء والبسطاء من أجل أغراض الجماعة الإرهابية ولتنفيذ مخططات قطر وتركيا بالبلاد، متخذاً من الدين والمال عباءة له، ليكون واحداً من المستثمرين السريين للحركة الإسلامية السياسية الإخوانية، قبل سقوطه في قبضة السلطة وكشف حقيقته.
عبدالباسط حمزة.. واحد من أفراد الدائرة المغلقة حول زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن حينما كان يحتضنه الإخوان في السودان، خلال فترة تسعينيات القرن الماضي، حيث ساعده وعمل معه لفترة طويلة لحين خروجه من الخرطوم، ليظهر بعدها واحد من أثرياء البلاد البارزين.
ثروته 2 مليار دولار
عاد اسم عبدالباسط حمزة للظهور بشدة خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما أعلنت لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال ومحاربة الفساد بالسودان، عن مصادرة أموال القيادي بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير والمنتمي لجماعة الإخوان، والتي تنتمي لشركات مرتبطة به، وشركات أخرى وأسهم شخصية، ضمن شركات "إم تي إن" للاتصالات، وفندق روتانا، وشركة "طريق دنقلا-أرقي" للاستثمار وفندق قصر الصداقة ببحري.
فجرت اللجنة مفاجأة أن حمزة يملك أموالاً تقدر بأكثر من 2 مليار دولار، حيث بات رجل أعمال عبر التمكين من النظام السابق، بعد أن كان يعمل في إدارة العمليات الخاصة وعدد من وحدات القوات النظامية.
دخل حمزة إلى شركات الاتصالات وعمل هنالك ومعه عبدالعزيز عثمان القيادي بالنظام السابق وسيطرا على الوضع هناك وباعا شركة "موبيتل" ثم وظفا أموال الشركة المباعة في دول مثل السنغال وموريتانيا ومالي، وتم تشكيل شركة لإدارة المال وهي شركة سبريسو واستخدم حمزة وأسرة الرئيس المخلوع عمر البشير هذه الأموال.
كما صادرت اللجنة قطع أراضٍ تابعة لعبدالباسط حمزة، وأخرى تابعة للقيادي بالنظام السابق الحاج عطا المنان، مطالبة المراجع العام بمراجعة حسابات عدد من الشركات من بينها شركة MTN للاتصالات.
البداية والنشأة
ولد عبدالباسط حمزة في مدينة كوستي وسط السودان، لأسرة بسيطة، حيث وكان والده يعمل على عربة بدائية "كارو حمار" في البداية، ثم انتقلت أسرته للخرطوم بعد أعوام من استيلاء الحركة الإسلامية السياسية على مقاليد الحكم، وتحديداً في عام 1992.
التحق بالعمل في هيئة المساحة العسكرية، وخلال تلك الفترة التقى بزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن الذي هرب إلى الخرطوم عام 1993، ليصبح أحد المقربين له والجماعة الحامية له، لدرجة أن سلمه إدارة مشروعات بنية تحتية نفذها زعيم القاعدة الإرهابي في السودان، مثل طريق شريان الشمال الذي يربط العاصمة الخرطوم مع الولايات الواقعة شمال البلاد.
بعد خروج "بن لادن" من السودان في عام 1996، انضم حمزة لجهاز الأمن والمخابرات الذي أسسه نظام الحركة الإسلامية السياسية، حيث تمكن خلالها من السيطرة على قطاع الاتصالات والاستحواذ على أراضٍ حكومية في مناطق مميزة بالخرطوم.
توزيع الأموال المنهوبة
سجل طويل من السرقة يملكه القيادي الإخواني بسيرته، حيث سبق أن كشفت تقارير سودانية أن الحركة الإسلامية السياسية وزعت الأموال التي نهبتها من البلاد فور توليها السلطة بانقلاب عسكري عام 1989، على عدد من أتباعها لاستثمارها، بينما يظهرون كأفراد مستقلين أمام الشعب والعالم، وهو ما تم فضحه بعد عزل الجماعة الإرهابية عن السلطة.
وخلال عمله بجهاز مخابرات الإخوان تولى عملية بيع شركة موباتيل السودانية بمبلغ يساوي 10% فقط من قيمتها الحقيقية، فضلاً عن نقل فرع لشركة "سوداتل" للاتصالات السودانية للخارج واستثمار أموالها من أجل مصلحة نظام الإخوان، لذلك من المتوقع أنه يمتلك ثروة طائلة خارج البلاد أيضا، قبل أن يتم القبض عليه في أبريل 2019، وإخضاعه للتحقيق لمعرفة انتهاكات النظام السابق وجرائم الإخوان.