«قرصنة قطر الإلكترونية».. «تميم» استخدم «الابتزاز» لغسل سمعة نظامه
ينفق النظام القطري سنويًا مئات الملايين من الدولارات لتأسيس جهاز كامل مسؤول عن الجاسوسية الإلكترونية لدعم التنظيمات المتطرفة المدعومة من النظام بالمعلومات الأساسية لتنفيذ مهامهم، وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية زادت الميزانية القطرية وتشعبت ليحاول هذا النظام التجسس على الحكومات والدول وكذلك الشخصيات العامة حول العالم، وكشفت تقارير دولية أن نظام الحمدين نجح في اختراق ما يزيد عن 1200 بريد إلكتروني لشخصيات عامة عربية ودولية وروس وسياسيين وأكاديميين وكذلك فنانون ورياضيون، بعد فشل محاولاتهم في شراء ذمم الجميع في الولايات المتحدة وأوروبا لدعم موقفها أمام الرباعي العربي، فلجأت للتجسس على الشخصيات التي تملك نفوذا داخل البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي لابتزازهم وإجبارهم على تلميع صورة النظام أمام العالم.
محاولات قطرية لاختراق حسابات سياسيين عرب وغربيين لابتزازهم
وكشفت مصادر مطلعة أن النظام القطري بدأ حملته للتجسس الإلكتروني ضد شخصيات حكومية وسياسية بارزة في دول الرباعي العربي من جهة وشخصيات بارزة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا من جهة أخرى في محاولة لإيجاد ما يسمح لهم بابتزاز الشخص الذي تم اختراق حسابه.
وأضافت المصادر أن عددا من المستهدفين كشفوا لوسائل إعلامية دولية الأسلوب القطري في الاختراق والذي يعتمد على إرسال رسالة مزيفة للبريد الإلكتروني وتضليل الأجهزة الأمنية في تحديد أماكن تواجدهم بالتعاون مع جهاز الاستخبارات التركي.
الأمر الذي دفع محاميا أميركيا شهيرا لرفع قضية ضد النظام القطري يتهمه خلالها بالتجسس عليه وعلى عدد من الشخصيات الأميركية واختراق حساباتهم وبريدهم الإلكتروني، مؤكدًا أن المخترقين الذين وقعوا في خطأ لدقائق مما سمح للخبراء بكشف أماكنهم والتي تم إثبات محاولتهم الاختراق من أجهزة حاسب تقع في الدوحة واسطنبول، وكشف الخبراء المخطط القطري بعد أن نجح في الوصول لرسائل بين أعضاء تلك المنظمة الجاسوسية.
قائمة قطرية للمعارضين لسياسات "تميم" وتهديدهم بعد اختراق حساباتهم
تقارير إعلامية كشفت قائمة قطرية وضعت لكبار المعارضين للنظام القطري ودعمه للإرهاب حول العالم، وبدأ اختراق حساباتهم لابتزازهم وإجبارهم على تغيير انتقادهم لسياسات تميم بن حمد، وتحدثت عن المحاولات القطرية للتجسس على الأميركي "إليوت برويدي" جامع التبرعات الجمهوري الشهير، بسبب هجومه الدائم على النظام القطري ودوره الواضح في دعم الإرهاب والتنظيمات المتطرفة حول العالم.
وكشفت أوراق دعوى أمام القضاء الأميركي عن شبكة قطر المتهمة باختراق البريد الإلكتروني لبرويدي، في محاولة للتشهير به بسبب مواقفه المناهضة لسياسات الدوحة، وأكدت وقتها مجلة "نيوزويك" الأميركية أن عملاء استخبارات أميركيين وبريطانيين سابقين شاركوا في "مؤامرة جنائية" نيابة عن قطر لتشويه سمعة إليوت برويدي؛ لعمله ضد الدوحة، عبر اختراق رسائل بريده الإلكتروني.
مما دفع برويدي لرفع دعوى قضائية ضد قطر، أمام محكمة اتحادية بمدينة لوس أنجلوس الأميركية، تتهم الدوحة بأنها وراء اختراق ونشر رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به وبعمله، مما تسبب في إلحاق الأذى بصورته، وكشفت أوراق الدعوى القضائية عن متهمين من كبار المديرين التنفيذيين في شركة "جلوبال ريسك أدفايزورز" للاستشارات، وهما كيفن تشوكر، وديفيد مارك باول، اللذان شاركا في عملية القرصنة، بعد أن استأجرهما محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني شقيق أمير قطر، وأحمد الرميحي الرئيس السابق للاستثمارات بصندوق الثروة السيادي القطري للقيام بالمهمة.
وقال برويدي خلال بيان: إن الأدلة واضحة فيما يتعلق بشن قطر حملة معلوماتية إلكترونية ضده من أجل إسكاته، مشيرًا إلى أنه من الواضح أنه تم استهدافه بسبب آرائه السياسية القوية ضد الدوحة الراعية للإرهاب، وكشف "لو وولسكي"، محامي "برويدي"، أيضًا عن استهداف قراصنة قطر لما يصل لـ1200 شخص آخرين.
وسائل إعلام دولية: النظام القطري حاول التجسس على مسؤولين عرب
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فضحت النظام القطري، وأكدت استهدافه لمسؤولين بارزين بدول عربية، وكتابا أميركيين وبريطانيين وهولنديين معروفين بانتقادهم لنظام الدوحة، فضلًا عن كثير من الأميركيين والسوريين، ونشطاء على عدة جبهات في الصراع السوري،ومسؤول سابق بوكالة الاستخبارات المركزية، إضافة إلى مجموعة من الممثلات الشهيرات في السينما الهندية "بوليوود".
وكان المحامون قد جمعوا قائمة الأهداف في سياق الدعاوى القضائية التي رفعها "برويدي" العام الجاري، يتهم فيها قطر وعدة أشخاص بالتآمر لشن هجوم إلكتروني ضده.
وأوردت الصحيفة الأميركية أنه كان من بين المستهدفين أيضًا الحاخام الأميركي شمولي بوتيتش، والصحفي البريطاني والناشط الحقوقي أمجد طه، والمحلل السابق في الاستخبارات العسكرية الهولندية رونالد ساندي.
وأظهرت رسائل مسربة تورُّط قطر في استهداف الحاخام ضمن مخطط للقرصنة؛ بسبب علاقاته مع رجل الأعمال شيلدون أديلسون، المانح الرئيسي للحزب الجمهوري، والداعم لإسرائيل من أجل كسب ود أفراد الدائرة المقربة من الإدارة الأميركية.
وذكرت الصحيفة أن قطر كانت معزولة دبلوماسياً مؤخرًا؛ بسبب تمويلها لجماعات متطرفة ورفعت مستوى علاقاتها مع إيران، ونتيجة لذلك، حاولت مغازلة أعضاء بارزين في الجالية المؤيدة لإسرائيل للحصول على النفوذ لدى إدارة ترامب.