بعد أزمة حقل الدرّة.. إيران تستفز العرب بتدريبات بحرية في الخليج العربي
تستفز إيران العرب بتدريبات بحرية في الخليج العربي
أطلق الحرس الثوري الإيراني شبه العسكري تدريبات عسكرية مفاجئة بالقرب من الجزر المتنازع عليها في الخليج العربي، في الوقت الذي زاد فيه الجيش الأميركي من وجوده في المنطقة بسبب مصادرة السفن الأخيرة من قِبل طهران، والذي يتزامن مع أزمة إيران المشتعلة في المنطقة مع الكويت والمملكة العربية السعودية بشأن تقسيم موارد حقل الدرّة.
تدريبات إيرانية
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إيرنا) أن التدريبات ركزت بشكل أساسي على جزيرة أبو موسى، على الرغم من أن الحرس الثوري أرسل قوات في جزيرة طنب الكبرى أيضًا، وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي حشوداً من الزوارق السريعة والصغيرة مع مظليين وطائرات مسيّرة وأنظمة صواريخ أرض - بحر تطلق من الشاحنات.
وقال قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي في خطاب متلفز خلال التدريبات: "نحاول دائمًا تحقيق الأمن والهدوء، هذا طريقنا، أمتنا يقظة، وترد ردوداً قاسية على جميع التهديدات والفتن المعقدة والسيناريوهات السرية والأعمال العدائية".
وقال سلامي في وقت لاحق للتلفزيون الحكومي: "لا داعي إطلاقا لوجود أميركا أو حلفائها الأوروبيين أو غير الأوروبيين في المنطقة".
حشد دولي ضد إيران
وأفادت شبكة "فويس أوف أميركا" بأن التدريبات جاءت في الوقت الذي كان فيه الآلاف من مشاة البحرية والبحارة على متن كل من السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان وسفينة الإنزال يو إس إس كارتر هول، في طريقهم إلى الخليج العربي، وبالفعل، أرسلت الولايات المتحدة طائرات حربية من طراز A-10 Thunderbolt II ومقاتلات F-16 و F-35، بالإضافة إلى المدمرة USS Thomas Hudner إلى المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): إن الانتشار يأتي "رداً على محاولات إيران الأخيرة لتهديد التدفق الحر للتجارة في مضيق هرمز والمياه المحيطة به". يمر حوالي 20% من نفط العالم عبر الممر المائي الضيق الذي يربط الخليج الفارسي بالعالم الأوسع، وتعتبره الولايات المتحدة أمرًا حاسمًا لأمنها القومي واستقرار أسعار الطاقة العالمية.
وتابعت الشبكة الأميركية: إن إيران تقوم في الوقت نفسه بتخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من أي وقت مضى إلى مستويات الأسلحة بعد انهيار الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، كما يوفر استخدام أبو موسى وطنب الكبرى في التدريبات رسالة أخرى للمنطقة.
وأضافت: أن الإمارات العربية تطالب بهاتين الجزيرتين، حيث استولى شاه إيران الراحل على الجزر في عام 1971 قبل أن تصبح الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة، وتحتفظ طهران بالجزر منذ ذلك الحين، كما تم الاستيلاء على جزيرة طنب الصغرى، وهي جزر عربية سبّب احتلال إيران لها توترات لها مع العرب لا تزال مستمرة حتى الآن، بالرغم من محاولات إيران الأخيرة إصلاح علاقاتها مع العرب واستعادة العلاقات الدبلوماسية.
وتابعت: إنه في غضون ذلك، تحاول إيران التعبير عن استيائها من التعليقات الأخيرة حول الجزر التي أدلت بها روسيا بعد أن دعت في وقت سابق هذا الصيف في بيان مشترك مع مجلس التعاون الخليجي إلى "مفاوضات ثنائية أمام محكمة العدل الدولية" لتقرير من يجب أن يسيطر على الجزر، وأثار ذلك غضبًا في إيران، واستدعت طهران المبعوث الروسي بشأن هذه التصريحات.
وأشارت الشبكة الإيرانية إلى أن انتشار القوات الإيرانية يأتي أيضًا في الوقت الذي تحالفت فيه الكويت مع المملكة العربية السعودية للتنقيب عن الغاز في حقل الدرّة، وهو الأمر الذي أثار غضب إيران لادعائها أن لها حقوقاً في المنطقة، إلا أن الدول العربية لم تعر الغضب الإيراني اهتمامًا.