كيف تسببت الميليشيات الإيرانية في تفاقم أزمة البطالة بالعراق؟
دأبت إيران على مدى السنوات الماضية في تعزيز الميليشيات التابعة لها في المنطقة خاصة العراق، الذي أصبح مرتعا للميليشيات منها الحشد الشعبي وحزب الله العراق وغيرها، حيث وضعت كتائب حزب الله العراق، المدعومة من إيران، مسألة استقطاب الشباب والتغلغل في المجتمع العراقي بقوة في قائمة أولوياتها.
وارتفعت نسبة البطالة في العراق إلى 40% نتيجة تفشي فيروس كورونا وحظر التجوال، بالرغم من أن نسبةَ البطالةِ في العراق في أواخر سنة 2019 كانت 22%، حيث يمثل خريجو الكلياتِ والمعاهدِ وأصحاب شهاداتِ الماجستير والدكتوراه نسبة يعتد بها من العاطلين عن العمل، وأصبح الوضع في العراق يتلخص في شاب يحمل شهادة ماجستير أو دكتوراه، وخرجَ يتظاهر مع أقرانه من خريجي الكليات والمعاهد في شوارع المدن العراقية للحصول على فرصة عمل.
وبحسب آخر الإحصائيات التي أصدرتها وزارة العمل الاجتماعية العراقية في نهاية عام 2020، يبلغ عدد العاطلين عن العمل في العراق نحو 1.6 مليون، بفئات مختلفة، بينهم آلاف الشباب من حملة الشهادات العليا.
العمالة الإيرانية
ويقول محمود العلوي: إن مع تنامي البطالة في العراق، تتنامى العمالة الإيرانية على أراضيه، وعلى حساب لقمة عيش المواطن العراقي الفقير، ويلاحظ ارتفاع عدد العاملين الإيرانيين في العراق بشكل لافت، بعد تردي الأوضاع الاقتصادية داخل إيران، بسبب انهيار العملة الإيرانية أمام الدولار، نتيجة عقوبات واشنطن؛ ما دفعهم إلى المجيء للعراق ومزاحمة العمال العراقيين.
وأضاف: "يرجع هذا إلى منافسة الإيرانيين للعراقيين في فرص العمل، نظراً لقبولهم أجورا قليلة جدا، وهو ما أدى إلى تفضيلهم على أبناء البلاد من قبل أصحاب المعامل والشركات ومتاجر البيع".
تجنيد الشباب
من جانبه قال جواد حسيني: إن الميليشيات الإيرانية في العراق لم تكتفِ بإنشاء جمعية كشافة الإمام الحسين، التي تقوم بنشاطات اجتماعية تهدف عبرها إلى تجنيد موالين مستقبليين أوفياء، بل عمدت إلى تجنيد شباب يافعين للتجسس على القوات الأميركية وتحركاتها، بالإضافة إلى محاولة إسكات أي صوت ينتقد إيران والميليشيات الموالية لها عبر الترهيب والوعيد.
وأضاف: "إن إيران عمدت إلى تنفيذ هذا الهدف عبر وكلائها، ومنهم حزب الله وحزب الدعوة، وما زالت مكاتبهم موجودة وقد أنتجت مقاتلين في سوريا منذ عام 2011، فضلاً عن جماعات مسلحة شبحية ظهرت في مارس 2020 لتستهدف القوات الأميركية مثل أصحاب الكهف وعصبة الثائرين وغيرها".
احتجاجات مستمرة
وقال شهاب داغر، شاب حديث التخرج وهو متظاهر أمام مبنى وزارة الصحة العراقية يوجه خطابه إلى المسؤولين في بغداد: "أبناؤكم من خريجي الكليات وحملة الماجستير والدكتوراه يستغيثون بكم، ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كلف الوزراء في حكومته بالنزول إلى الشارع والاستماع إلى مطالب المواطنين، مثلما يفعل، لكن على سبيل المثال وزير الصحة العراقية بدلا من الاستماع لنا أغلق أبواب الوزارة أمامنا بالكتل الأسمنتية".
وحسب إحصائيات منظمة الأمم المتحدة فإن أكثر من 45 ألف مواطن شاب يتخرجون سنويا في الجامعات والمعاهد في العراق، وفي سنة 2019 وحدها كان هنالك نحو 50 ألف خريج، وتم تعيين نحو ألفين فقط من هذا العدد أي بنسبة أقل من 5% من الإجمالي، وفي آخر تصريح له، أشار المتحدث باسم الحكومةِ العراقية إلى أن الحكومةَ ليس لديها القدرة على تعيين أي شخص.
وتنعدم فرص العمل في القطاع الخاص وتعقيدات الأوضاع الاقتصادية في العراق الغارق بالديون والأزمات المستعصية رغم غناء تربة البلاد وتنوع ثرواتها، يفرض على العاطلين من أصحاب الشهادات ملاصقة الأرض وعدم المغادرة حتى يجدوا من يضع هامشا على أوراق طلبات تعيينهم بحسب ما يقول العاطلون عن العمل والذين يفترشون الأرض يوميا للحصول على حقهم في العمل.