محللون لبنانيون وشهود عيان يروون لـ"العرب مباشر" كواليس ليلة "بيروت" السوداء
تمر لبنان الحزينة بأحلك الأوقات فمن فقر وجوع وانهيار اقتصادي، يحاربها شبح التفجيرات الدامية ليقضي على آخر أحلام باريس الشرق في التطلع إلى غد مشرق، حيث جاء الغد بلون أحمر ترسمه خطوط دم ضحايا أطماع الطبقة السياسية الحاكمة وخيانة حزب الله الموالي لإيران.
انفجار ضخم وقع مساء الثلاثاء، في مرفأ بيروت وسط العاصمة اللبنانية، نتج عنه إصابات وأضرار مادية كبيرة، وقالت وسائل إعلام لبنانية إن المعلومات الأولية تشير إلى أنه ناجم عن مفرقعات نارية.
وكشف وزير الصحة اللبناني حمد حسن، أن عدد القتلى جراء تفجيري بيروت وصل حتى وقت متأخر من الثلاثاء، إلى 50 قتيلاً و2750 مصاباً على الأقل.
من ناحيته، قال رئيس وزراء لبنان حسان دياب: إن لبنان يمر بمصيبة، عقب تعرض العاصمة لانفجار هائل مساء اليوم.
ودعا دياب الدول الشقيقة والصديقة إلى مساعدة بلاده، مشدداً أن الكارثة لن تمر دون محاسبة المسؤول عنها.
وتابع: "المتسبب في الكارثة يجب أن يدفع الثمن"، كاشفاً أن المستودع الذي وقع فيه الانفجار خطير وموجود منذ 6 سنوات.
حزب الله المتورط الأول
من جانبه قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي فادي عاكوم: إن المعلومات الأولية تؤكد وجود مستودع ذخيرة لحزب الله بمنطقة الانفجار، تم استهدافه من قِبَل الطائرات الإسرائيلية، أو صاروخ تابع لأحد البوارج الإسرائيلية، مشيراً أن شدة الانفجار الذي وقع في منطقة المرفأ والآثار التي طالت جميع مناطق بيروت -أكثر من 5 كلم دمار- يؤكد أن الانفجار شديد للغاية.
وأضاف عاكوم في تصريحات لـ"العرب مباشر": "أن هناك العديد من المنازل والواجهات التي دُمرت من الداخل والخارج بعيدة جداً عن مكان الانفجار".
وأشار المحلل اللبناني إلى أن ما حدث يفرض العديد من التساؤلات حول سماح الدولة اللبنانية، بامتلاك أحد العنابر في منطقة مرفأ بيروت لتكديس الأسلحة والذخائر، في هذه المرحلة، مردفاً: "التي أطلقت فيها العديد من التهديدات الإسرائيلية كما يطرح تساؤل حول مصير حزب الله في الداخل اللبناني".
التزامن مع تحقيقات قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري
وكان من المقرر أن تصدر المحكمة الخاصة بلبنان حكمها في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005، الجمعة المقبلة، وسيحضر رئيس الوزراء السابق سعد الحريري جلسة النطق بالحكم في قضية اغتيال والده التي غيَّرت وجه لبنان، وهو ما يمكن ربطه بتفجيرات اليوم خاصة بعد تحذيرات دولية للبنان بوقوع حوادث بالتزامن مع المحاكمة.
من جانبه قال الناشط اللبناني أحمد حسين: إن الحادث ليس بالصدفة ولكنه مدبر، مشيراً أن الحكومة الحالية ستكون عاجزة عن إثبات المتورط بها لأنه من حلفائها.
وأضاف حسين في تصريحات لـ"العرب مباشر": "إنه من المريب أن يقع هذا الحادث في وقت تنتظر لبنان ظهور الحقائق حول قضية "الحريري" بعد مرور 15 عامًا"، لافتًا أن نتائج تلك القضية من شأنها تغيير وضع لبنان الذي يمر بظروف صعبة وغير مسبوقة.
حجم الخسائر
من ناحية أخرى قالت شاهدة عيان "كارولين شلهوب": إن حجم التفجير لا يمكن تخيله وأكبر من الصور بكثير، لافتة أنه تم تدمير مرفأ بيروت دمر بالكامل، وكذلك القاعدة البحرية الملاصقة له إضافة إلى منطقة سكنية، و4 مستشفيات حكومية تحولت بأكملها إلى ركام وسط سقوط أكثر من 15 قتيلاً و400 جريح بعضهم حالته حرجة.
وعن بداية التفجير قالت: "رأيت نارًا هائلة ودخانًا في سماء بيروت، ولم أكن قادرة على متابعة حركة الناس من سرعتهم وهرولتهم خوفًا من الانفجار والنار".
أضافت: "كنا نظن أن الطريق الذي كنا نسير به بلا عودة ولا يمك لأحد منا أن يعود إلى بيته".
الشوارع انتهت والبيوت دمرت
من جانبه قال علي حسن، شاب لبناني، بعد التفجير لم يكن هناك مكان واحد على وضعه، فالشوارع كانت عبارة عن ركام من الزجاج وحطام من التدميرات.
تابع: "إن الوضع كارثي ولم نكن نعلم ماذا يحدث تخيلنا للحظات أنه انفجار نووي وأن المنازل ذهبت والحياة لن تعود".
أضاف: "رأيت دخانًا رماديًّا كثيفًا يتصاعد بالقرب من منطقة الميناء ثم سمعت دوي انفجار وشاهدت ألسنة من النيران والدخان الأسود كل نوافذ منطقة وسط المدينة تحطمت وهناك جرحى يسيرون بالشوارع. إنها فوضى عارمة".