محللون يكشفون التطورات في الساحة اللبنانية مع تواصل الاعتداءات الإسرائيلية
محللون يكشفون التطورات في الساحة اللبنانية مع تواصل الاعتداءات الإسرائيلية
كشف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، عن اقتراح مشترك مع الولايات المتحدة لإرساء وقف لإطلاق النار لمدة 21 يومًا في لبنان.
وأضاف أن "فرنسا تدعو كل الأطراف إلى الانخراط بحزم في خفض التصعيد في لبنان"، وتابع: "لبنان الذي أصبح ضعيفًا بالفعل لن يتمكن من التعافي إذا اندلعت حرب بين إسرائيل وحزب الله"، محذرًا من أن "الوضع في لبنان اليوم قد يصل إلى نقطة اللاعودة".
تفاصيل المبادرة
قال محمد مرعي، كبير الباحثين بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية: إن المبادرة الأمريكية الفرنسية لوقف إطلاق النار فى لبنان لاقت دعم أكثر من 12 دولة.
وأكد مرعي، أن المبادرة تتضمن وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل لمدة 4 أسابيع، يتم خلالها التفاوض والتشاور حول آليه عودة النازحين على الحدود من الجانبين، ثم التباحث حوّل تطبيق القرار 1701.
وأشار مرعي إلى أن موافقة إسرائيل على الاستماع لهذه المبادرة والنقاش حولها وتأكيدها في الوقت نفسه على استمرار هجومها وعملياتها العسكرية في جنوب وشرق لبنان، هو نفس النمط والسلوك التي كانت تتبعه وقت مفاوضات الهدنة في غزة.
تحرك دبلوماسي
وأكد مرعى أن التحرك الدبلوماسي الأمريكي لإدارة بايدن يبدو أنه جاء تجاوبًا مع رغبة حليف لها وهو فرنسا، لكن لا يعني بالضرورة أن واشنطن تستخدم كل أدواتها للضغط لإنجاح هذه المبادرة ومن غير المتوقع أن تمارس أي ضغوط على نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.
وأشار مرعي إلى أنه مع وقوع أكثر من 700 قتيل فى لبنان وآلاف الجرحى من المدنيين، وتدمير البنى التحتية، قد تكون إدارة بايدن من خلال طرح هذه المبادرة ترغب أمام الرأي العام الداخلي والدولي أن تنأى بنفسها عن أن تكون شريكة في جرائم إبادة تقوم عليها إسرائيل شبيهة بما فعلته في قطاع غزة، لكن هذا المسعى لا ينفي أنها أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لتوسيع جبهة العمليات ضد حزب الله في جنوب لبنان.
وأضاف مرعي أنه لا نزال في بدايات التحركات الدبلوماسية والسياسية غير المؤثرة، والتي لم ترقَ بعد لمستوى تجنب نشوب حرب إقليمية وشاملة في الشرق الأوسط، وليست هناك آمال في إدارة بايدن في القيام بفعل وتحرك قوى وملموس في الأربعة أشهر المتبقية من ولاية بايدن، مشيرًا إلى أنه من المؤكد أنه ليس هناك ما يدفع نتنياهو لخفض التصعيد والحرب المفتوحة الآن مع حزب الله، في ضوء أنه تلقى تأييدًا ودعمًا كبيرًا في الداخل الإسرائيلي، حتى من أشد معارضي نتنياهو، كما أن هذه الحرب ترفع من شعبيته وشعبية الليكود.
وأشار مرعي إلى أن ما سيجبر نتنياهو على التجاوب مع مبادرات خفض التصعيد ووقف إطلاق النار سواء مع جبهة حزب الله وفي غزة، أن يدرك متأخرًا أن هذه الحرب إن كانت نتيجتها تدمير جنوب لبنان وإحداث كوارث إنسانية، فإن إسرائيل ستدفع أيضًا فاتورة كبيرة وخسائر واسعة من أمنها وأمن مواطنيها إذا نجح حزب الله في إيصال صواريخه الباليستية من مخزونة الاستراتيجي للعمق الإسرائيلي، مؤكدًا أن وقتها بالفعل قد يتغير الموقف الدولي، وقد يتغير الموقف الداخلي في إسرائيل الدعم لتوسيع الجبهة مع حزب الله.
واستطرد مرعي أنه بالتأكيد هناك فوارق واسعة وتباين في القدرات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، لكن هذا لا يعني أن هناك خسائر متوقع أن تتكبدها إسرائيل، مشيرًا إلى أنه إذا قررت طهران تغيير موقفها التكتيكي الحالي، وقررت التصعيد مع إسرائيل ودعم كل جبهات الإسناد لتخفيف الضغط على حزب الله، يمكن وقتها أن تتحرك واشنطن والقوى الدولية بشكل قوي لوقف التصعيد الحالي.
وأكد الخبير الاستراتيجي، أنه من المؤكد أن نتنياهو نجح حتى الآن وبجدارة في خلط كل الأوراق والأوضاع لصالح مستقبله السياسي حتى لو كان ذلك على حساب أمن إسرائيل نفسها، خاصة وأنه قرر فتح المواجهة مع كل الجبهات في المنطقة، في غياب واضح لأى استراتيجية أو خطة للخروج، مشيرًا إلى أنه قد نصل في أية لحظة أن ينفجر الشرق الأوسط ونكون أمام حرب إقليمية واسعة يدفع ثمنها الجميع.
تطورات المشهد
فيما علّق رئيس البعثة الأممية لحقوق الإنسان، الدكتور هيثم أبو سعيد، على الحرب البرية الإسرائيلية ضد حزب الله في لبنان بـ"ليست في صالح تل أبيب بالمرة".
وتابع - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن ربط الجبهات ببعضها يعتبر من ضمن مخطط الحكومة الإسرائيلية وجيشها من أجل إحداث أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى، إلى جانب محاولة إسرائيل في إرسال رسالة بالتفوق على كل المستويات، لافتًا إلى أن ما تفعله إسرائيل على لبنان قصد العديد من المواطنين الذي استشهدوا جراء العمليات العسكرية، فضلًا عن أن جريمة الإبادة الجماعية تندرج تحت المحاسبة الدولية التي أقرتها محكمة العدل الدولية.
ولفت إلى أن إسرائيل ستعيد المشهد نفسه على الجنوب اللبناني، أي تدمير وخراب شامل للدولة وللبنية التحتية، وتشتيت المجتمعات، وتشريد المواطنين، وإلحاق أكبر عدد ممكن من الضرر بالمجتمعات.
واختتم بأن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع تحمل أي خسائر، وبالتالي سينسحب من جبهة غزة تدريجيًا مع إحداث بعض الضربات، إلى جانب أن الحشد الأكثر سيكون على شمال فلسطين من أجل تكثيف عملياته العسكرية ونقل المعركة إلى الداخل اللبناني، ولكن الحرب البرية ضد "حزب الله" ليست في صالح إسرائيل.