مخططات أردوغان لتنفيذ إبادة جماعية جديدة في جبل سنجار بالعراق
تسعي تركيا للاستفادة من مأساة قتل الرهائن الأتراك في أحد كهوف العراق للوصول إلى جبل سنجار.
بعد مقتل 13 أسيرًا تركيًا في كردستان العراق خلال غارة على المسلحين الأكراد، ربما تكون تركيا من
تخطط لهجوم ضد سنجار، لكن الاعتراضات الصاخبة من قبل الجماعات الموالية لإيران المنتشرة بكثافة في المنطقة لا بد أن تعقد مثل هذه المهمة.
غضب شعبي
فشلت الغارة التركية الأخيرة عبر الحدود العراقية ولم تصب أهدافها، لكن يبدو أن الرئيس رجب طيب أردوغان مصمم على استغلال مقتل 13 مواطنًا تركيًا تم اكتشاف رفاتهم في كهف في منطقة سنجار شمال العراق، حيث يتمركز مسلحون أكراد.
ووفقا لموقع "المونيتور" الأميركي، فقد تجاهلت الحكومة التركية الغضب الشعبي والتساؤلات حول أسباب عدم اتخاذ أي إجراءات لإنقاذ الرهائن المحتجزين لدى حزب العمال الكردستاني (PKK) خلال السنوات الخمس الماضية على الرغم من المناشدات العديدة من قبل عائلاتهم.
ومع ذلك، فقد حوّل أردوغان الحادثة المأساوية إلى أداة دعائية في السياسة المحلية والدولية.
في الداخل، شنت السلطات التركية حملة قمع جديدة على أعضاء حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد، واعتقلت نحو 718 شخصا وسط دعوات متزايدة من حليف أردوغان القومي المتطرف لفرض حظر سياسي كامل على الحزب.
وحشية أردوغان
على نطاق أوسع، يبدو أن المأساة وفرت أرضية مناسبة لأردوغان للمضي قدمًا في محادثات تركيا مع بغداد وحكومة إقليم كردستان لتطهير سنجار من حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة جماعة إرهابية.
ويرى مراقبون أن ما يخطط له أردوغان هو استغلال الحادث للقيام بإبادة جماعية لساكني جبل سنجار من الإيزيديين.
وقال أردوغان في 15 فبراير، متحدثًا في تجمع حاشد لحزبه الحاكم في مقاطعة ريزي المطلة على البحر الأسود: "من الآن فصاعدًا، لا يوجد مكان آمن للإرهابيين، لا قنديل ولا سنجار ولا سوريا، لا يجب أن تقف إلى جانب الإرهابيين، يجب أن تكون إلى جانبنا"، كما هاجم واشنطن لدعمها الجماعات الكردية السورية التي تعتبرها تركيا إرهابية.
وأعاد تأكيد عزمه في اليوم التالي، وقال: "لقد عززنا هدفنا بإنشاء منطقة آمنة خارج حدودنا، سنوسع عملياتنا إلى المناطق التي يوجد فيها خطر، سنبقى في تلك المناطق التي نؤمنها طالما لزم الأمر".
وكانت تركيا تفكر في سيناريوهات عسكرية مختلفة لسنجار -المعروفة أيضًا باسم شنكال- منذ سبتمبر، ومع ذلك لا تقتصر طموحات عملياتها العسكرية المشتركة على الجيب الإيزيدي.
فبعد إنهاء سيطرة وحدات المقاومة شنكال التابعة لحزب العمال الكردستاني في المنطقة، تهدف أنقرة إلى توسيع موطئ قدمها في الشمال في محاولة للسيطرة على 50 كيلومترًا (30 ميلاً) من الحدود بين معبري اليروبية وفيش كابور.
وطلبت تركيا إذنًا من السلطات العراقية لإنشاء موقع أو اثنين من مواقع الانتشار الجديدة غرب الموصل، لكن هذا الإذن لا يزال يمثل أمرًا صعبًا نظرًا لتزايد استياء بغداد من الوجود العسكري التركي في قاعدة بعشيقة شرق الموصل.
وبغض النظر عن المخاطر العسكرية، تحتاج تركيا إلى النظر في التداعيات الدبلوماسية والسياسية للهجوم العسكري ضد الجيب الإيزيدي، حيث يمكن أن يؤدي إلى رد فعل قاسٍ من الإدارة الأميركية الجديدة والمجتمع الدولي.