معاناة العرب في تركيا.. العنصرية تلقي بهم بين فكَّيْ الـ"كورونا"
سلسلة من الصعوبات يعيشها العرب عمومًا واللاجئون بشكل خاص في تركيا منذ عدة سنوات، بداية من تلاعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهم وتحويلهم لسلاح يمارس به الضغط على دول الاتحاد الأوروبي، ونهاية بتفشي وباء كورونا في تركيا في ظل حكومة قررت عدم مد يد المساعدة إلا للأتراك فقط، في ظل حالة من الرفض والعنصرية ضد العرب في تركيا تقودها الحكومة ويتبعها معظم الأتراك، العرب واللاجئون ليس لهم الحق في دخول المستشفيات ولا أن يعملوا للحصول على أموال وأعداد كبيرة منهم تعيش في الشوارع لرفض الأتراك تأجير المساكن لهم.
وجاء تفشي الفيروس العالمي ليزيد المخاطر ضدهم بشكل أصبح يمثل خطورة على حياتهم.
مسؤول تركي: مستحيل حماية السوريين من "كورونا"
يتعمد الأتراك خلال الشهور الماضية اتهام العرب بتفاقم أي ازمة تمر بها تركيا، فيحملونهم سبب الأزمة الاقتصادية، وكذلك موت الجنود الأتراك الذين يدفعون ثمن قرارات أردوغان وأحلامه؛ ومؤخرًا تتحمل الجاليات العربية مسؤولية نشر فيروس كورونا في تركيا، وتدريجيًا تختفي الأحلام العربية للمقيمين في تركيا لبدء حياة جديدة بعد تذوقهم لمرارة العنصرية على المستويين الشعبي والحكومي.
وبدأ الأمر في الدخول لمنحى آخر وهو الخطورة على حياتهم حيث أكد السفير التركي في الولايات المتحدة الأميركية أكد أنه من "المستحيل" حماية مخيمات اللاجئين السوريين من الإصابة بفيروس كورونا، مؤكدًا أن انتشاره سيتسبب في تفشي الوباء في كل مكان في تركيا.
حكومة أردوغان أصابت الأتراك بعدوى الكراهية ضد العرب
يقول وائل دهشان، مصري، 36 عاما، سافرت إلى تركيا للبحث عن فرصة عمل هربًا من الضغوط الاقتصادية في مصر في أعقاب ثورة 25 يناير، سنوات من المعاناة مررت بها، لا أعرف لماذا يكره الأتراك العرب بهذا الشكل، مضيفًا الكراهية والعنصرية ليست حكومية فقط، بل انتقلت كالعدوى لتصيب معظم أفراد الشعب الذين يعاملوننا كأننا محتلون لبلادهم وليس على أننا ضيوف.
وأضاف دهشان، مع تفشي فيروس كورونا في العالم، شعرت أن هذه رسالة ربانية أن أعود إلى بلادي، ولكن خوفي من التنقل والسفر تسبب في تأجيل القرار، فأنا هنا أتحمل مسؤولية نفسي، فالمستشفيات لا تستقبل إلا الأتراك، وقبل وضع قدمك في مستشفى يجب أن تدفع مبالغ طائلة لا قبل لنا بها، والشعب ينظر إلينا نظره كراهية وكأننا السبب في تفشي الفيروس في العالم.
لأننا عرب.. المتاجر ترفض بيع المطهرات والكمامات لنا
في السياق نفسه تقول خديجة إبراهيم، 39 سنة طبيبة، نعيش هنا بأموالنا وندفع مبالغ هائلة في كل خطوة من خطوات الحياة، في المدارس والمستشفيات والسكن، ندفع ثمن تقديم الخدمات لنا، وندفع ثمن كراهيتهم لنا.
وتابعت، مع تفشي فيروس كورونا في تركيا أصابنا الخوف كما أصاب شعوب الأرض فذهبنا لشراء بعض المطهرات والكمامات والوسائل الاحترازية، إلا أن 3 بائعين في ثلاثة أماكن مختلفة رفضوا أن يعطونا ما نريد وقالوا الأتراك أولى بمنتجاتهم منكم، هل تريدون الحياة لكم والموت لنا"، تشاجر زوجي معهم وأخبرهم أننا جميعًا سواء أمام المرض، وحاولنا المرور على أماكن أخرى حتى قبل أحدهم إعطاءنا ما نريد بـ4 أضعاف ثمنه الطبيعي.
السوريون.. أسرى في مخيماتهم ومحرومون من الرعاية الصحية
وفي المخيمات السورية على الأراضي التركية تتفاقم المآسي يوميًا، انعدام الرعاية الصحية أصاب السوريين بالرعب مع تفشي الفيروس القاتل، يقول شادي معاذ، 28 عاما، غير مسموح لنا بالعمل ولا الخروج من مخيماتنا، والطعام يأتينا بالكاد، وإذا لم يقتلنا الفيروس سيقتلنا القمع التركي.
وأضاف، من يشعر فينا بارتفاع درجة حرارته يحاول الهرب حتى لا يصيب أسرته وجيرانه، ويخبر الأمن بأنه يشك في إصابته بفيروس كورونا، فيعزل ويذهب ولا يعود مرة أخرى، الجميع هنا نادمون على الذهاب لتركيا مع اشتعال الحرب في سوريا، فكل من أعرفهم وذهبوا إلى مصر أو أي دولة عربية أو أوروبية يعيشون حياة نحلم بها، فنحن هنا أسرى في سجن كبير، ويتمنى السجان موتنا اليوم قبل غدًا.