هجوم روسي جديد على كييف وزيلينسكي يطالب مجددًا بأنظمة باتريوت

هجوم روسي جديد على كييف وزيلينسكي يطالب مجددًا بأنظمة باتريوت

هجوم روسي جديد على كييف وزيلينسكي يطالب مجددًا بأنظمة باتريوت
الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف ليلة دامية جديدة بعد أن تعرضت لهجوم روسي هو الثاني خلال أربعٍ وعشرين ساعة فقط، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، في وقتٍ جدد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوته إلى حلفائه لتزويد بلاده بمزيد من منظومات الدفاع الجوي باتريوت لصد الهجمات الروسية المتكررة، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ضحايا ودمار واسع في كييف

أكدت هيئة الطوارئ الأوكرانية، صباح الأحد، مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات جراء الغارات الليلية، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ ما تزال تعمل في مواقع عدة من العاصمة.

 وذكر رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر منصة تلغرام، أن عدد الجرحى ارتفع إلى 29 بينهم ستة أطفال، أصغرهم يبلغ من العمر أربع سنوات فقط.

وأوضحت السلطات، أن حريقًا ضخمًا اندلع في مبنى سكني مكون من تسعة طوابق في منطقة ديسنيانسكي شمال شرقي المدينة، حيث تمكنت فرق الإطفاء من إنقاذ 13 شخصًا من الطوابق العليا بعد أن حاصرتهم النيران. كما أصابت طائرة مسيّرة روسية مبنى آخر من 16 طابقًا، ما أدى إلى تحطم النوافذ من الطابق الأول حتى التاسع، دون أن يتسبب الحادث في اندلاع حريق، بينما استُهدف مبنى مرتفع آخر في حي أوبولونسكي بطائرة مسيّرة أخرى دون تسجيل حرائق.

وقالت الإدارة العسكرية في كييف: إن جميع المصابين تلقوا الرعاية الطبية اللازمة، فيما نُقل بعضهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. واستمرت حالة التأهب الجوي في العاصمة وضواحيها نحو ساعة ونصف قبل أن تُرفع التحذيرات بعيد منتصف الليل.

ولم تعلن السلطات الأوكرانية حتى الآن الحجم الكامل للأضرار أو طبيعة الأهداف التي أصيبت، بينما لم يؤكد كليتشكو ما إذا كانت المباني قد تعرضت لإصابات مباشرة أو لأضرار ناجمة عن سقوط شظايا من صواريخ أُسقطت.

روسيا تؤكد إسقاط طائرة مسيّرة قرب موسكو


وفي موسكو، قال عمدة المدينة سيرغي سوبيانين إن الدفاعات الجوية الروسية تمكنت من تدمير طائرة مسيّرة كانت متجهة نحو العاصمة، مؤكدًا عدم وقوع أضرار أو إصابات. 

وأوضح الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار مركز قيادة القوات الروسية واجتمع برئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، حيث استمع إلى تقرير مفصل حول الوضع الميداني على خطوط التماس.

زيلينسكي يجدد النداء للحصول على باتريوت


تأتي الهجمات الجديدة لتؤكد هشاشة منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية في مواجهة الضربات الروسية المكثفة، التي تشمل في كثير من الأحيان إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة خلال ليلة واحدة. 

وكان هجوم آخر وقع مساء السبت قد أودى بحياة أربعة أشخاص على الأقل، ما دفع زيلينسكي إلى تكرار دعوته الحثيثة للحصول على المزيد من منظومات باتريوت الأميركية، قائلاً: إن بلاده بحاجة إليها لحماية المدن الأوكرانية من هذا الرعب المستمر.

ترامب يحاول التوسط للسلام لكن دون نتائج


وفي سياق موازٍ، تتواصل الجهود السياسية الرامية إلى التوصل لتسوية بين موسكو وكييف، غير أن محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحياء مسار السلام بين الطرفين لم تُحرز تقدماً ملموسًا.

فبعد مكالمة هاتفية أجراها الأسبوع الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن ترامب أنه سيشارك قريبًا في قمة مقررة في العاصمة المجرية بودابست بعد ما وصفه بتقدم إيجابي في الاتصالات، إلا أن الاجتماع أُلغي بعد خمسة أيام فقط بالتزامن مع فرض عقوبات جديدة على موسكو.

وقال ترامب، الأربعاء الماضي: إن القرار بإلغاء القمة جاء لأنه شعر أن المفاوضات لم تصل إلى المستوى المطلوب لتحقيق اختراق حقيقي، مضيفاً أنه لا يرغب في إضاعة الوقت في لقاءات غير مثمرة. 

وأوضح -خلال رحلته إلى ماليزيا على متن طائرة الرئاسة-، أنه لا ينوي تحديد موعد جديد للقاء بوتين ما لم تتضح إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام فعلي بين روسيا وأوكرانيا.

وأضاف ترامب: أن أي لقاء مقبل يجب أن يكون مبنياً على قناعة بأن صفقة السلام باتت ممكنة، مشيرًا إلى أنه رغم علاقته الجيدة السابقة مع بوتين، إلا أن الوضع الحالي مخيب للآمال. 

وأكد أن الصراع بين موسكو وكييف كان يفترض أن يكون أسهل حلاً مقارنة بصفقات واتفاقات أخرى أبرمها خلال مسيرته، لكن الواقع جاء مغايراً لتوقعاته.

أزمة مستمرة ومخاوف متصاعدة


الهجوم الروسي الأخير يعكس استمرار التصعيد الميداني في الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين، وسط عجز المجتمع الدولي عن إيقاف دوامة العنف المتصاعدة. 

وبينما تتزايد الخسائر البشرية والمادية في المدن الأوكرانية، تواصل كييف مطالبتها بدعم غربي أكبر لتعزيز قدراتها الدفاعية، فيما تواصل موسكو ضرباتها الجوية في محاولة للضغط على الحكومة الأوكرانية وإجبارها على قبول شروطها السياسية والعسكرية.

وبين الدمار في شوارع كييف والمواقف المتباينة على طاولات الدبلوماسية، يبدو أن أفق السلام ما زال بعيداً، في وقت تتجه فيه المنطقة نحو مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.