روما تفتح نافذة حذرة نحو الاتفاق النووي الإيراني وسط ضغوط إقليمية وأمريكية
روما تفتح نافذة حذرة نحو الاتفاق النووي الإيراني وسط ضغوط إقليمية وأمريكية

اختُتمت مساء السبت في العاصمة الإيطالية روما جولة ثانية من المحادثات رفيعة المستوى بين وفدي الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي، وسط تفاؤل حذر بإمكانية إحراز تقدم دبلوماسي، في ظل استمرار التوترات الإقليمية والضغوط المتزايدة على طهران، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
جولة تفاوضية بوساطة عمانية
وتابعت الشبكة الأمريكية، أن هذه الجولة جاءت بعد أسبوع واحد فقط من المحادثات الأولى التي عُقدت في العاصمة العمانية مسقط، بينما احتفظت سلطنة عمان بدورها كوسيط في المحادثات رغم انعقاد الجولة الثانية في روما، وقد قاد الوفد الأمريكي المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، بينما ترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي.
وأضافت، أنه رغم أن المحادثات لم تُجرَ بشكل مباشر، حيث جلس الوفدان في غرف منفصلة مع نقل الرسائل عبر وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، إلا أن كلا الطرفين أبديا إشارات إيجابية على تقدم نسبي.
تقدم ملموس ولكن مشروط بالحذر
وقال مصدر رفيع في الإدارة الأمريكية: إن اللقاء الذي استغرق أكثر من أربع ساعات شهد تقدمًا ملحوظًا في النقاشات المباشرة وغير المباشرة، مشيرًا أنه تم الاتفاق على عقد جولة جديدة الأسبوع المقبل.
ومن جانبه، أكد عراقجي أن اللقاء تميز بروح إيجابية، مشيرًا أنه تم التوصل إلى تفاهمات أوضح بشأن بعض المبادئ والأهداف المشتركة خلال المحادثات في روما.
لكن في تصريح لاحق على منصة "إكس"، قال عراقجي: إن الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA)، لم يعد كافياً بالنسبة لإيران.
وأضاف: أن ما تبقى من هذا الاتفاق بالنسبة للغرب لا يتعدى "الدروس المستفادة"، داعيًا إلى التفاؤل الحذر في هذه المرحلة.
محادثات تقنية قادمة في مسقط
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن وفودًا من الخبراء الفنيين ستبدأ جولة محادثات جديدة، يوم الأربعاء المقبل، في مسقط، على أن تعقبها جولة ثالثة من المفاوضات رفيعة المستوى يوم السبت التالي.
وأكد المتحدث باسم الوزارة إسماعيل بقائي، أن الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات غير المباشرة على المستوى الفني، يتبعها لقاء على المستوى السياسي رفيع.
سياق إقليمي محتدم ومخاوف من التصعيد
وأكدت الشبكة الأمريكية، أن هذه المحادثات تجري في ظل مناخ إقليمي مشحون بالتوتر، خاصة مع الضربات الإسرائيلية المتكررة ضد حلفاء إيران في المنطقة، واستئناف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة "الضغط الأقصى" التي تبناها في ولايته الأولى.
ورغم تحذيرات بعض الدوائر من احتمال تنفيذ ضربة عسكرية أمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، حاول ترامب طمأنة الرأي العام بقوله إنه لا يتعجل شن هجوم، مشددًا على أنه يتمنى أن تتمكن إيران من أن تصبح "دولة عظيمة" وتعيش "بسعادة وبدون موت"، لكنه لم يغلق الباب تماماً أمام الخيار العسكري، معتبرًا أنه الخيار "الأسوأ بالنسبة لإيران".
تحركات دبلوماسية أمريكية وإسرائيلية موازية
وفي الوقت ذاته، التقى ويتكوف يوم الجمعة في باريس بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي والمقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رون ديرمر، إلى جانب مدير الموساد ديفيد برنيا.
وجاء اللقاء في إطار تنسيق المواقف قبيل المحادثات في روما، حيث تتبنى إسرائيل نهجًا عدائيًا حيال إيران وتفضل العمل العسكري على الحلول الدبلوماسية.
وصرّح مكتب نتنياهو، أن "العمليات الإسرائيلية السرية والعلنية" هي السبب وراء عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا حتى الآن، بحسب زعمه.
ومن جانبه، حذر تقرير استخباراتي أمريكي نُشر في فبراير، من احتمال أن تقدم إسرائيل على تنفيذ هجمات على المنشآت النووية الإيرانية.
موقف أوروبي وتحركات روسية وسعودية
وقبيل المحادثات، عقد ويتكوف اجتماعات في باريس برفقة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، حيث ناقش مع الحلفاء الأوروبيين الثلاثة (فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة) مسألة إعادة تفعيل العقوبات المفروضة على إيران المعروفة بـ "سناب باك" في ظل عدم التزام طهران ببنود الاتفاق النووي الحالي.
من جهته، زار وزير الخارجية الإيراني موسكو قبيل وصوله إلى روما، حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، معبرًا عن أمله في أن تواصل موسكو دورها الداعم في أي اتفاق مستقبلي.