الموساد في مهمة دبلوماسية.. مواجهة ناعمة مع واشنطن قبيل انفجار الملف الإيراني
الموساد في مهمة دبلوماسية.. مواجهة ناعمة مع واشنطن قبيل انفجار الملف الإيراني

أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي بأن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ومدير جهاز الموساد، دافيد برنياع، من المقرر أن يلتقيا الجمعة في العاصمة الفرنسية باريس مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وذلك قبيل الجولة الثانية من المحادثات النووية المرتقبة مع إيران والتي ستُعقد في روما يوم السبت.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تتزايد فيه المؤشرات على دور أمريكي حاسم في كبح أي تحرك عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية، حيث تشير تقارير إلى أن واشنطن قد عرقلت خطة إسرائيلية كانت تهدف إلى شن هجوم على مواقع نووية داخل إيران.
محادثات أمريكية إيرانية
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أجرت محادثات مع إيران في سلطنة عُمان نهاية الأسبوع الماضي، وُصفت من قبل الجانبين بأنها كانت بنّاءة وإيجابية، ومع اقتراب الجولة الثانية من هذه المحادثات في العاصمة الإيطالية، صرّح نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأربعاء، بأن حق بلاده في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض.
وفي تطور ذي صلة، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، الخميس من طهران، أن المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني المتسارع، وصلت إلى مرحلة شديدة الحساسية.
وأقرّ غروسي بأن وكالته ستكون الجهة الأساسية المسؤولة عن التحقق من التزام إيران بأي اتفاق محتمل قد يتم التوصل إليه.
زيارة لافتة لوزير الدفاع السعودي لطهران
وتزامنت زيارة غروسي لطهران مع زيارة وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، وهي الزيارة الأولى من نوعها لمسؤول سعودي بهذا المستوى منذ توقيع اتفاق المصالحة بين إيران والسعودية برعاية صينية في عام 2023. وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود السعودية لإنهاء الحرب المستمرة منذ عقد ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، في وقت تشن فيه القوات الأمريكية حملة جوية مكثفة ضد الحوثيين.
مخاوف إسرائيلية
وتسود أوساط صنع القرار في إسرائيل حالة من القلق إزاء ما تعتبره موقفاً أمريكيًا متراخيًا في المحادثات الجارية مع إيران، وسط تحذيرات من أن أي تساهل قد يُمكّن طهران من الاستمرار في تطوير برنامجها النووي دون رادع فعلي.
ويأتي هذا التوتر في سياق الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، مما يرفع منسوب التوتر الجيوسياسي في المنطقة إلى مستويات غير مسبوقة.
وصرح ترامب، خلال استقباله رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في البيت الأبيض، بأنه لا يمانع توجيه ضربات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت المحادثات، لكنه أضاف أنه يفضل تجنب الحرب.
وقال ترامب: "لست في عجلة للقيام بذلك، لأنني أعتقد أن لدى إيران فرصة لأن تكون دولة عظيمة وتعيش بسعادة من دون موت، وهذا خياري الأول".
تحذيرات إيرانية
وفي المقابل، تزداد لهجة المسؤولين الإيرانيين حدة، مع تحذيرات ضمنية من إمكانية سعي طهران لامتلاك سلاح نووي، لا سيما في ظل امتلاكها مخزونًا كبيرًا من اليورانيوم المخصب بمستويات تقترب من المستوى المستخدم في إنتاج الأسلحة النووية.
يُنظر إلى المحادثات المقبلة في روما باعتبارها لحظة حاسمة في مستقبل الملف النووي الإيراني، وسط تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط، والتوترات بين إسرائيل وإيران، والانقسامات داخل لبنان، والتقارب الإيراني السعودي غير المستقر. وتزداد تعقيدات المشهد مع استمرار الغارات الجوية الأمريكية على اليمن، في سياق حرب الظل المستمرة بين واشنطن وطهران.
وتؤكد المعطيات الراهنة أن أي اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وإيران لن يقتصر تأثيره على مسار البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل ستكون له تداعيات مباشرة على التوازنات الإقليمية، والتحالفات القائمة، ومستقبل النزاعات المشتعلة في المنطقة.