محلل سوري يكشف آخر التطورات في مدينة حلب والمشهد خلال الفترة المقبلة

محلل سوري يكشف آخر التطورات في مدينة حلب والمشهد خلال الفترة المقبلة

محلل سوري يكشف آخر التطورات في مدينة حلب والمشهد خلال الفترة المقبلة
أحداث حلب

شهدت الأيام الأخيرة تطورًا لافتًا في الأوضاع العسكرية شمال غرب سوريا، حيث أطلقت فصائل المعارضة المسلحة عملية عسكرية واسعة تحت اسم "ردع العدوان". 


تمكنت هذه الفصائل، بقيادة غرفة عمليات "الفتح المبين"، من تحقيق تقدم كبير على حساب قوات النظام السوري ، حيث سيطرت على عدة بلدات استراتيجية، من أبرزها قبتان الجبل، الشيخ عقيل، وبالا، بالإضافة إلى استيلائها على الفوج 46، أحد المواقع الرئيسية لقوات النظام في المنطقة.

وتمثل هذه التطورات مرحلة جديدة في الصراع السوري، مع إعادة تشكيل لخريطة السيطرة في شمال البلاد. تعكس هذه المعارك أيضًا استمرار تعقيد المشهد العسكري والسياسي، ما يضع المدنيين في قلب الأزمة الإنسانية.

نزوح واسع النطاق


تسببت المعارك والقصف المكثف في موجة نزوح كبيرة بين سكان القرى المحيطة بمحاور القتال. 

أفادت تقارير إنسانية، أن آلاف المدنيين فروا من منازلهم باتجاه مناطق أكثر أمانًا، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في شمال سوريا، التي تعاني بالفعل من نقص الموارد والخدمات الأساسية.

تشير مصادر محلية، أن العمليات العسكرية لم تقتصر على المواجهات مع قوات النظام، بل تسببت أيضًا في تدمير كبير للبنية التحتية في القرى التي اجتاحتها الفصائل.

يرى محللون، أن هذا التصعيد يأتي في إطار محاولات المعارضة لإعادة التفاوض على خريطة النفوذ في الشمال السوري، خاصة بعد سنوات من الجمود العسكري النسبي. ومع ذلك، فإن تكلفة هذا التصعيد تُدفع من قبل المدنيين الذين يعانون ويلات الحصار والتهجير القسري؛ مما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذه الفصائل وداعميها الإقليميين.

توترات جديدة


فيما قال يعرب خيربك، المحلل السياسي السوري: إن النزاع المستمر يزداد تعقيدًا مع تزايد معاناة المدنيين في مناطق المواجهات، لافتًا أن التقارير الإنسانية تُظهر أن معظم النازحين يواجهون ظروفًا قاسية، مع غياب الدعم الكافي من المنظمات الدولية، مما يزيد من تدهور الوضع الإنساني في المنطقة

وأضاف - في تصريح للعرب مباشر-، المعركة الحالية في حلب وريفها الغربي تمثل مرحلة حاسمة في الصراع السوري، حيث يسعى النظام السوري لاستعادة السيطرة الكاملة على المدينة ومحيطها.

وأشار خيربك، أن الجيش السوري، بمساعدة الدعم الروسي، يولي أهمية قصوى لاستعادة حلب باعتبارها بوابة حيوية نحو السيطرة على طريق "M5" الدولي، وهو الشريان الحيوي الذي يربط العاصمة دمشق بمناطق الشمال.

 وأضاف: أن هذا الطريق يشكل أداة حاسمة لنقل الإمدادات العسكرية والاقتصادية التي يحتاجها النظام السوري للحفاظ على قوته في مناطق أخرى من البلاد.

وفي ختام تصريحاته، شدد خيربك على أن حلب ستظل نقطة تحول أساسية في الحرب السورية، مؤكداً أن المعركة القادمة قد تؤثر بشكل كبير على سير المفاوضات السياسية في المستقبل، بينما يتابع المجتمع الدولي الوضع عن كثب.