أفغانستان.. انقسامات داخلية بسبب تعنُّت طالبان ورفضها تعديل سياساتها

تعيش أفغانستان انقسامات داخلية بسبب تعنُّت طالبان ورفضها تعديل سياساتها

أفغانستان.. انقسامات داخلية بسبب تعنُّت طالبان ورفضها تعديل سياساتها
صورة أرشيفية

عامًا فقط مر على عودة طالبان إلى كرسي الحكم في أفغانستان كان كافيًا لتظهر الانقسامات والخلافات في صفوف الحركة، وتدور نقاشات حول مدى الإصلاح الذي يقوم به قادتهم، قادة الحركة المتطرفة والمعروف عنهم خلال فترة حكمهم الأولى الحملات الوحشية والقمع والتطرف وانتهاك حقوق الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص، عادوا إلى سيرتهم الأولى الأمر الذي تسبب في حالة من العزلة الدولية وتدهور حادّ في الاقتصاد الأفغاني.

خلافات داخلية

وكالة الأنباء الفرنسية، أكدت أن معسكر طالبان يمضي قدمًا فيما يعتبرونه إصلاحات، ومعسكر آخر يبدو أنه يعتقد أنه حتى هذه الإصلاحات الضئيلة أكثر من اللازم، لتقع أفغانستان في فخ الانقسامات، في ظل قيام الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الذين مولوا الحكومة الأفغانية لأكثر من 20 عامًا، بعزل البلاد عن النظام المصرفي العالمي وتجميد كافة أصولها في الخارج للضغط على الحركة للتخلي عن قيودها الصارمة وقمعها، فبدون إحراز تقدم كبير، فإن الشعب الأفغاني هو الذي يعاني بينما تعيش البلاد في ظل أزمة اقتصادية هائلة جعلت بعض العائلات تختار بين بيع أعضائها أو بيع بناتها الرضعات.

تجاهل الغرب

يرى محللون أن حركة طالبان غير قادرة على الإصلاح معربين عن قلقهم من أن التغييرات السياسية الأخيرة لا تعدو كونها مجرد "رمزية"، حيث قال مايكل كوجلمان، متخصص في مركز أبحاث Wilson Center ومقره واشنطن "لا تزال معظم المدارس الثانوية للبنات مغلقة، حيث تم إجبار العديد من النساء على ترك العمل الحكومي، بينما يخشى العديد من المغامرة بالخروج والتعرض للعقاب من قبل طالبان، كما يتم التحكم بشكل صارم في أفراح بسيطة مثل الموسيقى والشيشة وألعاب الورق في المناطق الأكثر تحفظًا، في حين تم سحق الاحتجاجات وتهديد الصحفيين أو اعتقالهم بانتظام، ولكن تم تجاهل مطالب الغرب بتشكيل حكومة شاملة، واغتيال زعيم القاعدة في كابول الأسبوع الماضي أكد استمرار علاقات طالبان مع الجماعات الجهادية.

عزلة وخلافات

بحسب الوكالة الفرنسية، فقد تعرضت العلاقات مع الدبلوماسيين الغربيين الذين يجتمعون بانتظام مع وزراء طالبان ولكن لا يمكنهم الوصول إلى آخوندزاده لانتكاسة كبيرة، وسرعان ما تبع ذلك عدد كبير من التوجيهات التي عادت إلى عهد طالبان الأول، وقال عبد الهادي حماد، رئيس مدرسة وعضو مجلس استشاري المرشد الأعلى، إن "القرارات التي اتخذها (آخوندزاده) حتى الآن تستند إلى آراء علماء الدين"، مستشارو آخوندزاده أكدوا من قبل أن طالبان يمكن أن تعيش بدون دخل أجنبي، إلا أن تحرير مليارات الدولارات من الأصول المجمدة في الخارج سيكون شريان حياة حاسمًا، وقال دبلوماسي غربي "نعلم أن طالبان ترغب في كسر عزلتها الدولية واستعادة العلاقات مع العالم دون أن تغير من سياستها القمعية المتطرفة، إلا أن هذا غير ممكن، وهذا الأمر تسبب في أزمة اقتصادية كبرى وانقسامات وخلافات داخلية كبرى قد تطيح بالتنظيم"، وقال مسؤول متوسط المستوى من طالبان - طلب عدم نشر اسمه - إن حراس طالبان يعانون من تأخير رواتبهم خاصة أن الرواتب في الأساس منخفضة ولا تكفي احتياجاتهم اليومية، مضيفًا، أنهم غير سعداء، وأضاف عضو آخر في طالبان أن كثيرين عادوا إلى قراهم أو سافروا إلى باكستان للقيام بأعمال مختلفة، وأثارت محاولات الحركة لدعم الإيرادات من خلال تعدين الفحم المربح نزاعا داخليا في الشمال تفاقم بسبب الانقسامات العرقية والطائفية الدينية، ومع اقتراب فصل الشتاء خلال بضعة أشهر فقط، سيضع الأمن الغذائي ودرجات الحرارة المنخفضة مزيدًا من الضغط على قادة واحدة من أفقر دول العالم.