بعد استقالة الحريري وانتهاء مدة عون.. ما مصير لبنان؟
تواجه لبنان أزمة محتدمة بعد استقالة سعد الحريري
ما زالت الأوضاع في لبنان مثيرة للجدل بشدة في العالم، خاصة بعد اعتذار سعد الحريري عن الحكومة، وتعنت الرئيس ميشال عون، وهو ما فاقم الأزمة.
فوضى مرتقبة
وترى صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الفوضى ستتفاقم في لبنان خلال الفترة المقبلة، لعدة أسباب، على رأسها تنحي سعد الحريري عن منصبه كرئيس مكلف للوزراء.
وقالت المجلة البريطانية في تقريرها إن ثاني تلك الأسباب، هو الانتخابات البرلمانية المرتقبة، بالإضافة إلى قرب انتهاء فترة الرئيس اللبناني ميشال عون في منصبه.
انهيار الآمال
وقالت الصحيفة إنه قبل زيارة السياسي اللبناني المحنك سعد الحريري إلى الرئيس ميشال عون، بساعات الأسبوع الماضي، عُقدت آمال كثيرة بتمرير الحكومة بعد 10 أشهر من المفاوضات غير المثمرة، لكن الرجلين لم يتمكنا، في اجتماعهما يوم الخميس الماضي، من التوصل إلى اتفاق.
وتابعت أن الحريري استقال من منصبه، لتنهار آمال عديدة، حيث عادت البلاد، التي تعاني من أزمة مالية واقتصادية عميقة، إلى المربع الأول، بعد عام تقريبا على استقالة الحكومة السابقة عقب انفجار مرفأ بيروت.
عقوبات دولية
وطالبت دول عديدة بقيادة فرنسا، باختيار رئيس وزراء جديد، حيث اقترح مسؤولو الاتحاد الأوروبي استخدام العقوبات لإجبار القادة اللبنانيين على تنحية خلافاتهم واتخاذ إجراءات جادة، لكن كبار المسؤولين في الداخل والخارج يعترفون بعمق الأزمة.
وأكد جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، وجود عجز كلي لدى القادة اللبنانيين في إيجاد حل للأزمة الحالية.
ووضع المجتمع الدولي تشكيل الحكومة كشرط أساسي لتقديم الدعم للدولة، حيث انهارت على مدى عقود نتيجة سوء الإدارة والفساد وهو ما فاقمه وباء كورونا، رغم الحاجة الملحّة لإدارة يمكنها دفع الإصلاحات والتفاوض بشأن خطة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي.
استبعاد تشكيل الحكومة
وأكد محللون سياسيون للصحيفة البريطانية أنه من المستبعد تشكيل حكومة قبل الانتخابات البرلمانية العام المقبل، لذلك مع الضغوط الدولية، خاصة بعد زيارتين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال العام الماضي والتهديد بفرض عقوبات.
وسبق أن أكد رفيق شلالا، المتحدث الرسمي باسم عون، أن المشاورات البرلمانية الجديدة لتسمية رئيس وزراء جديد لن تبدأ رسميا إلا في نهاية هذا الأسبوع، بعد عيد الأضحى، متوقعا أن تكون عملية تشكيل أخرى ستستغرق وقتا طويلا.
وقال سامي نادر، مدير معهد المشرق للشؤون الإستراتيجية ومقره بيروت: إن الموعد النهائي القادم الذي يركز عليه الجميع حاليا هو الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أن أي نوع من الحكومة الفاعلة سوف يحتاج على الأقل من 3 إلى 4 أشهر حتى يتم تشكيلها وبحسب الظروف اللبنانية، هذا هو السيناريو الأفضل.
فيما يرى أحد المستشارين، رفض ذكر انتمائه السياسي، أنه "يمكنك أن ترى أن الجميع بمن فيهم الحريري يركزون على الانتخابات"، مستبعدا أن يتم تشكيل حكومة قبل مايو المقبل.
وتابع أنه لن يجرؤ أي سني في لبنان في هذه المرحلة على قبول منصب رئيس الوزراء، وهو منصب مخصص للمسلم السني بموجب الميثاق الوطني بشأن توزيع المناصب الرئيسية.
الحريري الأكثر نفوذا
وأكدت الصحيفة البريطانية أن الحريري، الذي تولى رئاسة الوزراء 3 مرات، هو الزعيم الأكثر نفوذا في الطائفة السنية بسبب والده رفيق، رئيس الوزراء اللبناني الشهير بعد الحرب الأهلية، والذي تم اغتياله في فبراير 2005 في مؤامرة دبرها أعضاء من حزب الله، الحركة شبه العسكرية المدعومة من إيران والمتحالفة مع سوريا.
وترى أن عام 2022 لا ينذر بانتخابات عامة فحسب، بل ستنتهي أيضا فترة عون بالرئاسة البالغة 6 سنوات، ما يرجح مزيدا من الفوضى السياسية، لذلك يخشى سياسيون طرح أنفسهم على الساحة كي لا يعاقبوا من قبل الناخبين العام المقبل على إخفاقاتهم.