بعد تجميد شحنات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل واجتياح رفح.. نتنياهو يُعرقل الجولة الجديدة من المفاوضات
بعد تجميد شحنات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل واجتياح رفح نتنياهو يُعرقل الجولة الجديدة من المفاوضات
أدى قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بحجب الأسلحة الهجومية إذا هاجمت إسرائيل رفح إلى عرقلة محادثات وقف إطلاق النار، لكن الكثير من الاتهامات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل قد يكون هدفها تحقيق مكاسب أو تحويل اللوم، والتهرب من المسؤولية إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، ما يعني استمرار الحرب الوحشية التي دامت لأكثر من 7 أشهر، بحسب ما نشرته صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية.
ونشرت حماس مقاطع فيديو للرهائن، في محاولة لتذكير العالم بمخاطر المحادثات ورفع حدة التوتر على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتعرض بالفعل لضغوط شعبية هائلة لتأمين إطلاق سراحهم، حيث قام نتنياهو في الأيام الأخيرة بشن غارات جوية وأرسل الدبابات إلى رفح في خطوة من شأنها أن توضح أنه جاد بشأن غزو المدينة التي تقع أقصى جنوب غزة، وهو ما دفع بايدن إلى تجميد شحنة من القنابل الأمريكية لإثبات أنه جاد فيما يتعلق بوقف الهجوم على رفح.
عرقلة المفاوضات
وقال آرون ديفيد ميلر، الذي كان عضوًا في فريق بيكر في ذلك الوقت: «يدرك نتنياهو جيدًا أن الهجوم على رفح سيجعل المفاوضات شبه مستحيلة».
وأفادت الصحيفة الأمريكية، بأن احتمالات التوصل إلى اتفاق بدت بعيدة بشكل متزايد خلال الساعات القليلة الماضية، حيث قال ويليام جيه. بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إنه غادر القاهرة دون اتفاق، كما غادرت وفود من إسرائيل وحماس، على الرغم من بقاء مسؤولين متوسطي المستوى من الولايات المتحدة وشركائها الوسطاء، مصر وقطر، في القاهرة لمواصلة المناقشات على أمل إنقاذ العملية.
توترات كبرى
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أنه من الناحية النظرية، كان المحاورون الرئيسيون يأخذون فترة راحة ليروا ما ستفعله إسرائيل بما تسميه العملية "المحدودة" في رفح.
وأشارت التقارير الواردة من القاهرة إلى أن التوترات كانت حادة حيث اتهمت مختلف الأطراف بعضها البعض بسوء النية، على الرغم من إصرار المسؤولين الأمريكيين على أن التوصل إلى اتفاق لا يزال ممكنًا.
وتابعت الصحيفة أن جميع اللاعبين الموجودين على الطاولة لديهم سياسات داخلية في أوطانهم يجب أن يأخذوها في الاعتبار. ولا أحد منهم يثق بالآخرين بشكل كامل. يمكن أن يكون العرض المضاد الجديد بمثابة جهد حقيقي لكسر الجمود أو طريقة ذكية لوضع الخصوم في موقف دفاعي.
وأشارت إلى أن الخلاف الأكثر إثارة للقلق يتمحور حول ما إذا كان الاتفاق سيؤدي في نهاية المطاف إلى نهاية دائمة للحرب، وهو ما تصر حماس عليه وترفض إسرائيل ضمانه، ودعا المفاوضون الأمريكيون إلى التفاوض على "الهدوء المستدام" بعد بدء وقف إطلاق النار، دون تحديد ذلك بدقة.
خطايا نتنياهو
وبحسب الصحيفة، فإنه بغض النظر عن نقاط الخلاف، فإن تصرفات نتنياهو في رفح في الأيام الأخيرة أدت إلى تعقيد الديناميكيات، لقد قال إنه سيغزو رفح "بصفقة أو بدونها"، وهو التعهد الذي اعتبرته حماس، كما هو متوقع، قاتلًا للصفقة، كما أمر بضربات محدودة في رفح ردًا على هجمات حماس الصاروخية التي أسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين.
وتابعت أن الأمر لم يتوقف على رفح حيث تعنت نتنياهو في المفاوضات للرد على القرار الأمريكي بتجميد شحنات الأسلحة لإسرائيل.